سلسلة من الدورات التدريبية للتوعية بالعملية الانتخابية خاصة النظام الانتخابى قام بها عدد من المراكز السياسية والمهتمة بهذا الشأن على مدار الأسابيع الماضية، فى محاولة لحل لغز كبير يحيط بالمصريين حول طبيعة هذا النظام الانتخابى الجديد الذى وصفه العديد من الخبراء السياسيين والقانونين بل وبعض الخبراء الدوليين بأنه نظام معقد، بعض الدورات وجهت للصحفيين والبعض الآخر للشباب وأخرى للمرشحين وهو ما يطرح مدى دور هذه الدورات فى خلق توعية حقيقية للمصريين ونطاق الاستفادة منها.
بعض هذه الدورات التدريبية استهدفت المرشحين حيث عقدت وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أربع ورش عمل لدعم المرشحين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 40 سنة وضمت 182 مرشحاً على كيفية إدارة الحملة الانتخابية والضوابط القانونية لها وكيفية توعية الناخبين بملأ ورقة الاقتراع، كما عقدت دورة تدريبية للصحفيين لتوعيتهم بكيفية متابعة الانتخابات وتغطيتها بطريقة تتناسب مع طبيعة النظام الانتخابى، بينما ركزت بعض مراكز الدراسات الأخرى على توعية وتدريب الإعلاميين بالنظام الانتخابى الجديد، وقام البعض بإصدار مدونات للسلوك الإعلامى مثل مركز الدراسات السياسية والاستيراتيجية بالأهرام، والذى أجرى واهتم أيضا بعدد من استطلاعات الرأى الخاصة بالانتخاب والترشح ومرشحو الرئاسة والتعرف على اتجاهات المصريين نحو هذه الانتخابات، كما قامت بعض المراكز بتوعية الأحزاب السياسية مثل برنامج الدراسات البرلمانية بجامعة القاهرة بالاهتمام خاصة مرشحيها لعضوية مجلس الشعب، كما قام المجلس الأعلى للشباب والهيئة العامة للاستعلامات، والجمعية الوطنية لحقوق الشباب، ومؤسسة ماعت بعمل محاضرات توعية بالانتخابات.
يقول الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ونائب الشعب السابق، أنه يرى أن تأثير هذه الدورات وحملات التوعية صفر، لأن المستفيدين منها عدد محدود فمثلا الدورة التدريبية لا تتعدى 50 أو حتى 100 شاب، وعلى أقصى تقدير لو قام هذا العدد بتوعية المحيطين بهم فلن يتعدى الأمر 500 شخص، وأننا بحاجة إلى ما يتراوح بين 6 أشهر إلى سنة تقريبا من أجل أن يتم خلق معرفة ووعى لدى المصريين بكيفية الانتخاب والتفاعل مع النظام الانتخابى الجديد، لو سألتوا الناس هتنتخب مين هيقولوا مش عارفيين، ولو سألتهم هتنتخب إزاى هيقولكوا مش عارفيين".
نريد من يصرخ معنا فكيف ستجرى الانتخابات بعد أقل من أسبوعين.
وكشف زهران لـ"اليوم السابع" أنه أقام دعوى لبطلان الانتخابات بسبب أن النظام الانتخابى لا يعرفه المصريون وليس لديهم علما به، فعدم العلم بالانتخابات يعنى تزيفها مبكرا، كما أن نتيجة الانتخابات القادمة لن تعبر عن الواقع السياسى الفعلى ولا عن الاتجاهات الحقيقية للمصريين، لأنها مزيفة من المنبع والنتائج ستحكمها الصدفة، والذى سيفوز فى هذه الانتخابات ليس لأنه فرد عضلاته بل لأن الموضوع "أونطة"، منتقدا أساليب جميع المرشحين التى تعتمد على نفس الممارسات السلبية للحزب الوطنى المنحل، مؤكدا أنهم استخدموا أحقر الوسائل الدعائية مثل توزيع اللحمة فى العيد ، فهذه الأساليب لا تليق بالشعب المصرى، مما يدل على أن ما حدث بمصر ليس ثورة، وإنها بتتسرق، وأن الجميع يقوم بالتفريط فيها.
ويقول الدكتور علاء عبد الحفيظ: أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إن هذه الدورات مفيدة لأنها تساعد على خلق نوع من التوعية وأنها توجه لعدد محدود، لأن هدفها محدد وهو الوصل لفئة معينة، ولكن الوصول إلى عدد كبير جماهيرى يحتاج إلى جهود توعية من وزارة الثقافة والإعلام والمجلس الأعلى للشباب، مؤكدا أن المصرين فى العاصمة لديهم فرصة كبيرة للحصول على المعلومات، ولكن أهالى الصعيد والأقاليم مظلومون فى الحصول على المعلومات والتوعية بالعملية الانتخابية والأحزاب مؤكدا على أن الموضوع يزداد سوءا مع هذا النظام الانتخابى المعقد، مطالباً بأن تكون محاضرات التوعية دورية وليست مرتبطة بحدث معين أو مناسبة محددة.
ويتوقع الدكتور عبد الحفيظ، أن يكون بالانتخابات القادمة أخطاء كبيرة نظرا لعدم توعية الناس بكيفية التصويت، إلا أنها تجربة مطلوبة فى طريق الإرساء للديمقراطية ولابد التعلم من الأخطاء، مؤكدا أنه فى حال وجود حماية أمنية لهذه الانتخابات فسوف تكون أول انتخابات نزيهة لمصر خاصة فى ضوء وجود الإشراف القضائى على الانتخابات.
ومن ناحية أخرى يرى عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن هناك بعض المراكز والمنظمات التى تقوم بهذه التدريبات تقوم بها شكلياً لمجرد الحصول على التمويلات الأجنبية الضخمة فى هذا المجال، لافتاً إلى أن هذه الدورات مهمة فى هذه المرحلة لدخول لنظام القوائم الذى لم يكن معتاد عليه لفترة طويلة.
وأوضح شكر أنه يجب التركيز على نقاط رئيسية فى هذه الدورات مثل: سرعة التصويت وشرح كيفية قراءة ورقة الاقتراع والرموز، وأضاف أنه يجب انتقاء المتدربين ويكون لهم انتشار جماهيرى لينقلوا ما تلقوه حتى لا نقف عند حد معين.
وتقول د. نورهان الشيخ مدير وحدة دراسات الشباب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أنه لابد من مراعاة عدم تكرار الدورات للفئات المستهدفة ولابد من التنسيق بين المراكز والجمعيات واشتراط عدم الحصول على نفس الدورة فى مركز آخر لضمان توعية أكبر عدد من المواطنين.
وفى السياق ذاته تقوم قناة "ltb" الفضائية بحملة توعية للناخبين من خلال برنامج مصر تنتخب وتقوم أيضا موسسة ماعت لحقوق الإنسان بعمل دورات تدريبية على كيفية ملء استمارة الاقتراع ودراسة البرامج الانتخابية للمرشحين.
بعد سيل الدورات التدريبية للتوعية بالانتخابات.. سياسيون: تأثيرها صفر.. وبعض المراكز تقوم بها شكلياً للحصول على التمويل الأجنبى.. والتوعية بالنظام الانتحابى الجديد يحتاج ستة أشهر على الأقل
الخميس، 08 ديسمبر 2011 03:01 م
الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسنى قريط
.............. مصر ( تنتحب ) ... !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
انشر لو سمحت