اعترف بنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وأقدم خالص التهنئة، لكل من فاز بثقة الناس، وكل من لم يحالفه التوفيق، فى الحصول على أغلبية، تحمله داخل البرلمان.
واعترف أن المفاجأة الأكبر فى نتائج المرحلة الأولى، لم تكن هى حصول «التحالف الديمقراطى من أجل مصر» على أغلبية مقاعد القائمة، والمقاعد الفردية فى معظم الدوائر، ولم تكن فى تقلص مقاعد الوفد، أو تمدد الكتلة فى بعض الدوائر، بل كانت فيما أحرزه حزب النور من نتائج فاقت التوقعات، وما أثارته هذه النتائج من مخاوف حول ترتيب أولويات التيار السلفى فى البرلمان.
أنا لا أشكك أبدا فى وطنية أحد، ولا أشارك أبدا فى التهويل من مخاوف، مصدرها تصريحات فردية، أو مواقف انتخابية، لجذب أصوات شريحة تصويتية، لكننا - أيضا - لا نملك التهوين من التلويح بالمساس ببعض الحريات الشخصية وحرية التعبير.
وأحسب أن العلاقة بين البرلمان والحريات العامة، وبعض الحريات الشخصية، علاقة شائكة، ومثيرة للجدل، منذ زمن بعيد، قبل دخول التيارات السلفية، وحزب النور الحياة السياسية بسنوات وعقود بعيده.
التاريخ البرلمانى يحمل لنا مواقف، وقصصا عديدة، تصلح لتكون دروسا مستفادة فى ترتيب أولويات العمل البرلمانى، أبرزها ذلك الموقف الذى جمع بين الزعيم سعد زغلول، عندما كان رئيسا للبرلمان، والنائب «الوفدى» عبدالحميد البنان، منذ 85 عاما«!!».
دخل النائب البنان على مكتب رئيس مجلس النواب، سعد زغلول زعيم حزبه، وقدم له سؤالا برلمانيا، ضد وزير المعارف الوفدى على الشمسى، يستنكر فيه سماح الوزير بكتاب «الشعر الجاهلى، لمؤلفه طه حسين، لما يتضمنه من آراء لا تتفق مع الإسلام الصحيح».
قال له سعد زغلول - الأزهرى النشأة - إن مهمة البرلمان أن يطالب بالحرية، لا أن يحاربها!!
فرد البنان قائلا: أليس من حقى كنائب أن أناقش رأيا لا يتفق مع عقيدتى؟! فرد زغلول: هذا حقك فى أن تناقش الرأى الآخر، وليس حقك أن تصادره!!.
سأل البنان زعيمه قائلا: وهل من حقك كرئيس حزب، ورئيس للبرلمان، أن تصادر رأيى؟!
قال سعد زغلول: بل قد يدهشك أننى أوافقك على رأيك الشخصى فى كتاب طه حسين، لكن هذا شىء، وأن أطلب مصادرته شىء آخر مختلف، فأنا أرى أهمية أن ينشر الذين يخالفون طه حسين الرأى، كتبا يعارضون فيها رأيه، ويفندون فيها ما كتبه، وذهب إليه بحق وبغير حق!!.
قال النائب عبدالحميد البنان لسعد زغلول: ألا تذكر أن طه حسين هذا، كان يهاجمك يوميا فى جريدة «السياسة»، وأنت منفى بمعرفة الإنجليز فى سيشل، ألم يفعل هذا، وأنت مقيد بالسلاسل وممنوع من الرد، أو الدفاع عن نفسك؟!.
قال زغلول للبنان، أنا لا أريد لك أن ترتكب عام 1926 غلطة طه حسين عام 1922 «!!» فطه حسين ليس عضوا بالبرلمان، فإذا هاجمته.. من يدافع عنه؟!، قال البنان أنا أهاجم الوزير على الشمسى، لأنه رفض إخراج طه حسين من الجامعة.
فرد زغلول: يشرفنى أن يدافع وزير وفدى عن حق خصم من خصوم الوفد فى إبداء رأيه«!!»
هذه القصة، التى مضى عليها 85 عاما، أهديها لنواب حزب النور، وغيرهم من النواب الجدد فى برلمان مصر 2012.
أيمن نور
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس نزيه سلام
لاااااااتخاااااااف يادوك
عدد الردود 0
بواسطة:
HOSSAM M ALI
خليها في سرك
وفد ايه وقيم ايه لسه فاكر من85سنه ياراجل يا طيب
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
حرية الرأى
عدد الردود 0
بواسطة:
طائر الليل الحزين
ريح نفسك يامعلم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
لست مقتنع بالحرية المطلقة في ابداء الراي وخاصة في ما يتعلق بالاديان
عدد الردود 0
بواسطة:
تابع جيد
من الاخر تعليق رقم 4 100/100
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
الحرية لاتعنى الخروج من إطار الإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام المسلم المصري
أحييك على أسلوبك المحترم والنصيحة المؤدبه .. ولكني أطمئنك بأن هذا الحزب فيه الخير لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
قصة رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري أنا
سؤال محيرني!!!