زمان قالوا إن الكورة لسه ف الملعب وبالتبعية أنا بقول الثورة لسه ف الملعب- أقصد ف التحرير- والانتخابات البرلمانية اللى شغالة دلوقتى هى اول جون ف ماتش الديمقراطية الودى بين الشعب والمجلس العسكرى الانتقالى الحاكم وبصفتى طبيب مصرى مسلم ليبرالى وزملكاوى كمان حبيت أدلى بدلوى ف الموضوع ده- هوا الخبراء الاستيراتيجيين والسياسيين أحسن منى يعنى- ففجأة وبدون أى مقدمات لقينا نفسنا أمام صناديق الانتخاب ولازم ننزل نصوت- بعد ما مصر قعدت ترقع بالصوت الحيانى تلاتين سنة تطالب بالحرية والنزاهة ف الانتخابات- وبما أن من النهاردة مفيش وطنى فكان لازم فى هذا العرس الديمقراطى الرهيب اللى انتظرته مصر من عقود ينزل الشعب بكل فئاته وأطيافه وايدلوجياته المختلفة- بدون الموتى المرة دى طبعا- ليصنع الفارق ويضع صوته لمن يستحق أن يمثله تحت القبة البرلمانية وما بين رمزى الابرة والصاروخ سيتكون مجلس الشعب القادم ليشكل حكومة بجد ولأول مرة فى تاريخ مصر الحديث مش حكومة جرافيك تتحرك بالخيوط الرفيعة من فوق كعرائس الماريونيت وكأنهم داخل مسرح للعرائس مش ف مجلس الوزراء.. وباستعراض التاريخ البرلمانى منذ عهد الملك فاروق وحتى الآن نجد حزب الوفد ممثلا لفترة الملكية كأن الحاكم الفعلى للبلاد والمخرج والمنجى الوحيد للشعب، ودائما ما كانت تسمى حكوماته بحكومة الشعب وسعد زغلول مؤسس الحزب والاب الروحى له ومن بعده مصطفى النحاس هما الرمز وأيقونة حظ الحزب الوفدى العريق حتى الآن وقامت ثورة يوليو المجيدة أو سميها انقلاب عسكرى إن شئت وأخرجت الملك الفاسد، كما ادعى الضباط الأحرار وتم خلع حزب الوفد من موقعه الأثير ومحاكمة زعمائه بدعوى إفساد الحياة السياسية وبمرور عصور الرؤساء الثلاثة -الخالد والراحل والمخلوع-تم طمس معالم الحزب العريق وتم الإعلان عن وفاته إكلينيكيا وظهر الحزب الوطنى وارد ميت أبو الكوم والذى أسسه الراحل السادات- دون قصد- وآل لما آل إليه من فساد وسيطرة وتحكم وتدليس وتزوير وقل ما شئت من ألفاظ لتوصيفه التوصيف الصحيح الذى يستحقه واستولى على الحياة البرلمانية طوال ثلاثة عقود مضت استيلاء تام ومصر والمصريين فى عهده من سيئ لأسوأ ومن سرطان لالتهاب كبدى وبائى لعشوائيات لفقر لبطالة لعنوسة لخسارة الزمالك للدورى مرات متتالية- أكيد طبعا الحزب كان مسئول عن ده- وقامت ثورة يناير التحريرية الرائعة لتطيح بالحزب الوثنى- الوطنى سابقا- من الحياة السياسية وتطلق عليه رصاصة الرحمة الأخيرة لتريحه من عذاب الضمير وتريحنا من قرفه وتزويره المفضوح وممارساته الديكتاتورية اللامحدودة واللامعقولة والتى فاقت ديكتاتورية هتلر النازى شخصيا.
وتغيرت الخريطة البرلمانية مرة أخرى وصعد على السطح حزب جديد خرج من رحم جماعة كانت محظورة بالسابق وهى جماعة الإخوان المسلمين وانطلق حزب الحرية والعدالة لينتشر ويتوغل ويتشعب وأصبح من المنتظر أن يسطر الإخوان فقرة جديدة فى التاريخ البرلمانى المصرى الحديث ولأول مرة ويعلنون السيطرة الكاملة على المجلس القادم بنسبة لن تقل عن تلت مجلس برلمان الثورة ليشاركوا فى الحكومة الشرعية للبلاد ما بعد الثورة ويضعوا دستورا جديدا للبلاد ويصدرون التشريعات والقوانين دون موافقة وسيد قراره وتلك المصطلحات البالية التى عفا عليه الزمن وأصبح خلف القضبان معها الآن ومع التطور الطبيعى لركوب الثورة ومع برلمان إخوانى مش هتقدر تغمض عينيك ومع العادة المصرية القديمة والمتوارثة من عدم الاكتراث لأخطاء الماضى لتلافيها فى المستقبل، فالتغيير سيكون فى الأسماء والأشخاص فقط، فقديما قالوا ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.. ويوسف بك وهبى قالها أيضا ياللمهزلة البرلمانية.
د.إبراهيم عطا الله يكتب: مع برلمان إخوانى مش هتقدر تغمض عينيك
الأربعاء، 07 ديسمبر 2011 02:36 م