الحديث الذى أدلى به الشيخ إياه لقناة «السى بى سى» وغيره من الأحاديث، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشيخ وأنصاره لا يعيشون فى مصر ولا يعلمون عنها شيئًا، فالشيخ يصور مصر ويسوقها لأنصاره على أنها مرتع للدعارة وعلب الليل والخمور وأن الشباب والفتيات يمارسون الجنس فى الحدائق العامة والمنتديات والكافيهات، وهذا الموضوع أخذ من الحديث أكثر من حقه، بل إنه استفز الملايين مما جعل الشباب يبعثون برسائلهم على الموبايلات و«البى بى إم» منتقدين هذا التصور القاصر والظالم لجموع المصريين، خصوصًا الشباب منهم، وقد وصلتنى بعض هذه الرسائل التى تبدأ بعبارة: اصمت يا شيخ، والحقيقة أننى مندهش من تسليط برامج التوك شو الضوء على مثل هذه الشخصيات المنفصلة عن الواقع المصرى وجموع المصريين المهمومين بلقمة عيشهم ووظائف أولادهم والصراع اليومى فى وسائل المواصلات والبهدلة فى طوابير الخبز والبوتاجاز ومفرمة الدروس الخصوصية وافتقاد العدل فى كل مناحى الحياة واستشراء الرشوة فى المعاملات الرسمية وتقنينها باسم الإكراميات. المصرى المعدوم والمنهك غير مهتم بأن يحكمنا ملائكة من السماء أو وكلاء للرسل والأنبياء، بل يريد بشرًا على الأرض يعيشون معنا ويعلمون مشاكلنا ويتكلمون بلغة واقعية بالأرقام وليس بالإنشاء والبلاغة والعبارات المنسقة وسرد الأحاديث لصبغ الرهبة على كلامهم لأنه بلا شك كلنا أمام كلام ربنا وأحاديث رسوله الكريم نرضخ ونضعف، ولكن عندما يكون استخدام الآيات والأحاديث طلبًا للسلطة وقفزًا على كرسى الحكم ووسيلة فى «جيم السياسة» وسيرك ألاعيبها؛ هنا لابد أن نقف ونقول للمتحدث: قف.. اصمت. ونعيد ما قاله الشيخ الشعراوى «إننى أخشى من وصول أصحاب الدين إلى السياسة، ولكنى أتمنى أن يصل الدين إلى أصحاب السياسة».
وبصراحة كلام الشيخ إياه عن الاقتصاد والبنوك كلام عام إنشائى يحتاج لمراجعة ومتخصصين فى الاقتصاد، ولا ينم إلا عن جهل واضح بعلم الاقتصاد والمال، وكان لابد للبرنامج أن يستعين بمتخصصين للرد عليه، وبعد كل ما شاهدناه من تزوير فاضح فى المرحلة الأولى للانتخابات وتكفير كل من يعطى صوته لغيرهم أجد أن كشف أقوالهم وأفعالهم فرض عين، خصوصًا عندما يقول الشيخ القرضاوى الذى كنا نحسبه من المعتدلين: «إن بشائر الإسلام تهب على مصر». وكأن مصر لم تكن مسلمة أو كان إسلامها ناقصًا بدون إخوان وسلفيين وأحزابهم، إن الخطاب الدينى السياسى لهذه الأحزاب لا يبشر بالإسلام يا مولانا لأن إسلام مصر بخير وأفضل كثيرًا من مجتمعات قريبة تتشدق برفع رايته وهى تمارس كل الكبائر فى الظلام، وتعانى من شيزوفرينيا دينية معروفة للعالم، مصر ليست دعارة وشبابها خير شباب الدنيا، لأنهم مسلمون ومسيحيون بلا تطرف أعمى أو تعصب بغيض، فارحمونا من سياطكم وأقنعة الملائكة التى ترتدونها
كما جاء فى الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله فإن المنبت لا سفرًا قطع ولا ظهرًا أبقى» السنن الكبرى البيهقى، ارحموا هذا الوطن الذى تريدون إدخاله فى «محرقة» فتاواكم وسحبه إلى «قمقم» تعصبكم، ومصر لن تكون أبدًا إيران أخرى أو أفغانستان أو صومال. مصر لكل المصريين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Samay
فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالبديع
هو مش انت ابو ميار
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed mostafa
كلامك مردود الى اعلامييك!
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
واضح انك ما شفتش البرنامج أصلا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري بجد
الفجر الباسم
عدد الردود 0
بواسطة:
د ابوالعباس محمد
لماذا يكرهون الاسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد الشافعى
ساءت يداك ياغيطانى
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عادى سمعنا منكم كتير
عدد الردود 0
بواسطة:
م.محمد فاروق
عبير الحرية قادم
عدد الردود 0
بواسطة:
alaa
مصر ليست دعارة يا شيخ!
يا استاذ يا فاضل افهم وبعدين اتكلم