د.صفية فتح الباب تكتب: البقاء للأصلح

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2011 08:46 ص
 د.صفية فتح الباب تكتب: البقاء للأصلح الرؤساء المرشحين للرئاسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد التاريخ على اندثار الكائنات التى لم تتمكن من التكيف والصمود فى مواجهة تغيرات الطبيعة. وقد تعلمت شعوب العالم النابه هذا الدرس جيداً فراحت تبحث فى محاولات جادة وبلا هوادة عن السبل التى تقيها ذلك الاندثار بل وتجعلها فى موقع الصدارة والسيطرة.

ويبدو أن هذه الشعوب قد تيقنت فى الآونة الأخيرة أن الاهتمام بإمكانات البشر هو المنطلق الحقيقى لكل تقدم، ولعل هذا ما دعا العديد من الهيئات والمؤسسات العالمية لدعم هذا الاتجاه وتطبيقه على مختلف المستويات. وقد بدا ذلك بشكل ملحوظ فى الاهتمام المتزايد بإعداد وتطبيق برامج تطوير الذات فى مجالات إدارة الوقت وصنع القرار والتفاوض والتفكير الناقد ومهارات القيادة و الاتصال
إلخ.

ويكمن الهدف الأساسى لهذه البرامج فى تمكين الإنسان من اكتشاف ذاته واستغلال ما لديه من إمكانات وطاقات كامنة، وأن يطور مهاراته بما يتناسب مع مستجدات الحياة وتعقد متطلباتها. ولا شك أن تحقيق ذلك سوف يكون له مردود إيجابى فى كافة النواحى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهذا ما نلاحظه بالفعل لدى الشعوب التى استطاعت أن تنافس من خلال الاستفادة القصوى مما لديها من طاقة بشرية.

والسؤال المهم الآن: هل يواكب مجتمعنا هذا الاتجاه العالمى؟ أعتقد أننا بحاجة ماسة للمزيد من الخطوات الحقيقية والقوية فى اتجاه العمل على السعى للارتقاء بقدرات طلاب الجامعات من خلال الحرص على إكسابهم كيفية التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة والحصول على المعلومات ، وكذلك إتاحة العديد من الدورات التدريبية لرفع كفاءة الطلاب فى المهارات الاجتماعية والإدارية التى يحتاجها سوق العمل، بالإضافة إلى المزيد من دعم العديد من المشروعات الطلابية التى تهدف إلى ربط الجامعة والطلاب بالمجتمع.

وفى تصورى أنه من الضرورى العمل على زيادة جهود الدولة فى هذا الاتجاه الذى سوف يؤتى ثماره على المدى القريب والبعيد وبخاصة إذا امتد تطبيق مثل هذه البرامج على مختلف مراحل التعليم حتى يترسخ فى وجدان النشء فكرة السعى الدائم لتطوير الذات والإتقان ودخول ميدان المنافسة. وليس الأمر ببعيد وبخاصة أن لدينا الخامة الجيدة والعقول الراجحة التى تجعلنا على ثقة بأن البقاء لم يعد إلا للأصلح الذى يداوم على تطوير مهاراته وإمكاناته سعياً للتميز واحتلال المكانة المناسبة على خريطة العالم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة