قال عمرو موسى، وهو أحد مرشحى الرئاسة المحتملين الأوفر حظا فى مصر اليوم الأحد، إن الأداء القوى للإسلاميين فى أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك فى فبراير لابد من تقبله باعتباره أحد مظاهر الديمقراطية.
وحثت جماعة الإخوان المسلمين أيضا منافسيها على "قبول إرادة الشعب" بعد المرحلة الأولى من الانتخابات التى وضعت حزبها على مسار للسيطرة على أغلب المقاعد فى البرلمان، واحتل حزب النور السلفى المركز الثانى ثم يعقبهما ليبراليون فى المركز الثالث، وتشير النتائج العامة للانتخابات إلى أن أحزابا إسلامية ربما تحصل على أغلبية الثلثين فى البرلمان وإن لم تكن موحدة.
وبما يتوافق مع الصورة العملية المنطبعة عن جماعة الإخوان فإن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، ربما يتجنب الاصطفاف فى خندق واحد مع خصومه من السلفيين، لكن التأييد الشعبى سيقوى من سطوته فى أى صراع حول مستقبل مصر السياسى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير شئون البلاد منذ الإطاحة بمبارك.
وتجرى جولة إعادة غدا الاثنين لمرشحى المقاعد الفردية الذين سيشغلون ثلث المقاعد البرلمانية المنتخبة فى مجلس الشعب وعددها 498 مقعدا بمجرد انتهاء جولتين أخريين من العملية الانتخابية المعقدة فى يناير كانون الثانى، وثلثا المقاعد مخصصة للقوائم الحزبية.
وتظهر أرقام أصدرتها اللجنة الانتخابية ونشرتها وسائل إعلام حكومية أن القائمة التى يقودها حزب الحرية والعدالة حصلت على 36.6 فى المائة من أصوات الناخبين، ثم حزب النور السلفى بحصوله على 24.4 فى المائة تليه الكتلة المصرية التى تضم أحزابا ليبرالية بحصولها على 13.4 فى المائة.
وحصل حزب الوفد الليبرالى على 7.1 فى المائة من المقاعد وحزب الوسط الإسلامى المعتدل على 4.3 فى المائة، فى حين حصلت قائمة الثورة مستمرة وهى مجموعة من النشطاء الشبان على 3.5 فى المائة. وحصلت على العدد المتبقى قوائم حزبية صغيرة.
وقال موسى الذى كان وزيرا للخارجية فى عهد مبارك وكان أيضا أمينا عاما لجامعة الدول العربية "أنا راض عن تطبيق العملية الديمقراطية... بداية الديمقراطية".
وقال لرويترز فى مكالمة هاتفية: "لا يمكن مع وجود الديمقراطية تعديل النتائج أو رفضها"، مضيفا أن شكل البرلمان لن يتضح إلا بعد انتهاء عملية التصويت، ووصف وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك نجاح الإسلاميين فى أول دولة عربية توقع على معاهدة سلام مع إسرائيل بأنه "يثير قلقا بالغا".
وصرح للقناة الثانية فى التلفزيون الإسرائيلى: "من السابق لأوانه توقع كيف ستنتهى التغييرات التى نواجهها. قد يكون الأمر أنهم فى السياق التاريخى إيجابيون، وفى السياق الفورى يمثلون إشكالية".
كما أن مصير معاهدة السلام التى تم توقيعها عام 1979 بين مصر وإسرائيل يمثل قلقا بالنسبة للدولة الراعية الولايات المتحدة التى دعمتها بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لكل من البلدين.
وتتقاسم جماعة الإخوان المسلمين الأب الروحى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عداء واسع النطاق لإسرائيل، لكنها لم تدع كذلك إلى إلغاء المعاهدة.
ويحظى موسى (75 عاما) وهو دبلوماسى هادئ الطباع تحول للعمل السياسى بشعبية لدى الكثير من المصريين بسبب مشاعره القومية وما أبداه من استقلال عن مبارك خلال قيادته للجامعة العربية التى تنحى عن رئاستها فى يونيو حزيران، وقال "مع المكاسب الظاهرة للتيار الإسلامى دعونا نرَ سيتطلب هذا من القوى الأخرى.. القوى الليبرالية.. التآزر وتشكيل جبهة قوية فى البرلمان".
وستؤدى المساندة الشعبية لمجلس الشعب إلى إعطائه ثقل أمام المجلس العسكرى الذى أدار شئون مصر طوال تسعة أشهر مليئة بالاضطرابات.
وخلال عهد مبارك كانت جماعة الإخوان محظورة. وهى أفضل جماعة سياسية تنظيما فى مصر وتحظى بالشعبية لدى الفقراء بسبب أعمالها الخيرية. وهى تريد الآن تشكيل دستور جديد العام القادم.
وربما يكون ذلك محورا للصراع مع المجلس العسكرى الحاكم الذى يريد الإبقاء على النظام الرئاسى بدلا من النظام البرلمانى الذى تؤيده جماعة الإخوان.
وقال موسى "أعتقد أن الجدل الدستورى سيكون جادا للغاية وصعبا. لا أعتقد أن أى حزب يمكنه فرض لغته أو مبادئه، لابد أن يكون الدستور نتيجة للتوافق والنقاش العام بين الناس. المعسكر الليبرالى قوى أيضا".
ومن المتوقع أن يطالب السلفيون بأن تنعكس الشريعة فى الدستور وغيره من التشريعات مما سيجبر جماعة الإخوان على الدفاع عن صورتها الإسلامية.
عمرو موسى لرويترز: نجاح الإسلاميين أحد مظاهر الديمقراطية
الأحد، 04 ديسمبر 2011 03:17 م
عمرو موسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
مؤمن وموحد بالله
عدد الردود 0
بواسطة:
abu ahmed
انت دبلوماسى بارع
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس سىد هاشم
ربنا معاك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد طلعت محمد شكر
رساله محمول
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف حيدر
روح لوحدك
عدد الردود 0
بواسطة:
samir fathy
انت وامثالك ( الى رقم 1 )
عدد الردود 0
بواسطة:
رمضان السيد محمد
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
ody
الي تعليق 1
عدد الردود 0
بواسطة:
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
عدد الردود 0
بواسطة:
samer
الم يأن الاوان كى نتحرر من افكار الغرب الملحد