واهم ومخطئ من يظن أن الانتخابات البرلمانية الحالية هى المرحلة الأخيرة للثورة المصرية وانتهاء للشرعية الثورية، فالفطرة المصرية السليمة تستطيع أن تلقتط إشارات البوصلة جيدا وستظل الثورة فى حالة فوران مستمرة، لأن الاستحقاقات كثيرة جدا جدا، وأكبر من أن يحتويها البرلمان القادم مهما كانت تركيبته!!.
والمجلس العسكرى الحاكم وسدنته ومستشاروه، وأيضا الفلول يقدمون الوقود اللازم لتأجيج الثورة والغضب، ما يدفع دفعا فى مسار الثورة واستكمال مسيرتها لتحقيق مطالبها كاملة غير منقوصة، بل إننى أتوقع صداما يلوح فى الأفق بين الأغلبية البرلمانية والمجلس العسكرى، ومدى أحقية كل طرف فى تشكيل الحكومة كل له حجته، وهو الأمر الذى قد يدفع الإخوان والسلفيين إلى النزول مرات عديدة لميدان التحرير الذى هاجموه هذه الأيام لحسابات انتخابية!!.
وبعيدا عن كل ما قيل وما سيقال عما حدث فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية وحتى فى المرحلتين الثانية والثالثة، أرى أن أهم مكاسب تلك الانتخابات على الإطلاق الإجماع الشعبى على عزل فلول النظام المباركى السابق، سواء كانوا أحزابا أو أفرادا!، وهو ما يدفع دفعا للحديث عن ما يسمى (مليونيات العباسية) المشكلة أصلا من أعضاء الحزب الوطنى المنحل ونسخته المستحدثة من أحزاب الفلول وجماعة (إحنا آسفين يا ريس وأبناء مبارك) الذين قاموا بالاعتداء على أهالى الشهداء والمصابين أثناء نظر قضية محاكمة المخلوع وأبنائه وسفاحيه من قيادات الداخلية، وكذلك ائتلاف روكسى إضافة لعدد غير قليل من أهالى وأبناء وأقارب المتهمين فى قضايا قتل المتظاهرين بزعامة أحد قيادات الحزب المنحل صاحب أحد القنوات الفضائية المسمومة، أملا فى نجاح قائمة حزبه الجديد الذى يضم غالبية الفلول، وقد أطلق على نفسه لقب (قائد ثورة التصحيح)، كما يضم ائتلاف الكتلة المباركية أدمن صفحة (إحنا آسفين يا ريس) ومعهم إحدى عضوات الوطنى استغلت منصبها القيادى فى أحد الصحف اليومية، وبالجملة ستفشل تلك المحاولات للالتفاف على الثورة المصرية بموافقة ضمنية من المجلس العسكرى وسيكون هذا الفشل هو المسمار الأخير فى سفينه الثورة المضادة، إن شاء الله.
وأخيرا، نستطيع أن ننجز أهداف الثورة حينما نحدد الهدف بوضوح ولا نسمح بتداخل الأشياء فى بعضها البعض، حينما تكون الحركة ممكنة والوحدة قائمة والأهداف منيرة وساطعة يمكن بناء وحدة الحركة والنضال يوم أن نتخلى عن الأنانية والمصالح الشخصية والحزبية، ونعلى مصلحة مصر وتصير أهدافنا الخاصة ومصالحنا الخاصة هى جزء من كل، وتكون الأهداف الوطنية ومصالح المجتمع المصرى هى السبيل الوحيد لبناء مصر الثورة، وبها يحدث التغيير المنشود والعدل والاستقلال والبناء والوحدة لمصر داخل محيطها العربى والإسلامى والعالمى، الله، الوطن، الثورة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة