المالكى: العراق مستعد للانسحاب الأمريكى ولن يخضع لنفوذ أى دولة

الأحد، 04 ديسمبر 2011 11:10 ص
المالكى: العراق مستعد للانسحاب الأمريكى ولن يخضع لنفوذ أى دولة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى
بغداد (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أسابيع من انسحاب القوات الأمريكية، تنبأ رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى ثقة بأن بلاده ستحقق الاستقرار وستبقى مستقلة عن جارتها العملاقة إيران بدون الوجود العسكرى الأمريكى.

وحذر المالكى أمس السبت من اندلاع حرب أهلية فى سوريا- وهى حليف لإيران- إذا سقط نظام الرئيس بشار الأسد، وهى وجهة نظر تضعه أقرب إلى موقف طهران وفى تعارض مع الرؤية الأمريكية.

ويعكس إعلان السياسة الخارجية والمواقف العراقية خروج العراق من ظلال النفوذ الأمريكى بشكل غير متوقع، بعد ثمانية أعوام من الغزو الذى قادته واشنطن وأسقط نظام صدام حسين.

وخلال حواره مع الأسوشيتد برس من مكتبه بقصر سابق لصدام فى المنطقة الخضراء ببغداد، قال المالكى "الوضع فى سوريا خطير، ويجب التعامل مع الأمور بشكل مناسب حتى لا يتحول الربيع السورى إلى شتاء".

وكانت إدارة أوباما صريحة فى انتقادها لحملة القمع الدموية التى يشنها نظام الأسد ضد الاحتجاجات، والتى تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها خلفت أكثر من أربعة آلاف قتيل حتى الآن، فى موجة هى الأكثر دموية فى انتفاضات ما بات يعرف بالربيع العربى.

غير أن العراق كان أكثر حذرا وامتنع عن التصويت بالجامعة العربية على وقف عضوية سوريا وفرض عقوبات عليها، ما أثار مخاوف من أن بغداد خاضعة للضغوط الإيرانية من أجل حماية نظام الأسد، وتعد طهران الداعم الرئيسى لدمشق، وتعهد المالكى بأن العراق سيضع السياسات الخاصة به فى المستقبل لتوافق المصالح الوطنية العراقية.

وكان بعض المسئولين الأمريكيين قد أشاروا إلى أن النفوذ الإيرانى فى العراق سيتزايد بمجرد رحيل القوات الأمريكية.

ويوجد فى البلدين أغلبية شيعية وتهيمن على كل منهما جماعات سياسية شيعية، وقضى الكثير من السياسيين العراقيين وقتا فى المنفى فى إيران فى ظل نظام صدام حسين القمعى، ويعتقد أن مقتدى الصدر أحد الحلفاء الرئيسيين للمالكى يقضى معظم أوقاته فى إيران.

وقال "لن يكون العراق تابعا لأى دولة"، وأشار إلى العديد من الحالات التى تصرف فيها العراق ضد رغبات إيران، بما فى ذلك التوقيع على الاتفاق الأمنى عام 2008 الذى يتطلب من جميع القوات الأمريكية مغادرة العراق بنهاية العام الجارى.

وكانت إيران تضغط من أجل مغادرة جميع القوات الأمريكية فى وقت أقرب من ذلك، وأضاف "من خلال سياساتنا، لم يكن العراق ولن يكون تابعا لسياسات أى دولة"، لكنه أكد فى الوقت ذاته، أن العراق يريد الحفاظ على علاقات طيبة مع إيران، حيث يشترك البلدان فى روابط ثقافية واقتصادية ودينية واسعة.

وقال "بوضوح، نحن لسنا عدوا لإيران، ولا نقبل أن يستخدمنا البعض الذى يعانى مشكلات معها كساحة حرب.. البعض يريد أن يحارب إيران بالموارد العراقية، كما حدث فى السابق.. لا نسمح لإيران باستخدامنا ضد الآخرين الذين تقع فى مشكلات معهم، ولذلك لا نسمح للآخرين باستخدامنا ضد إيران".

ودافع رئيس الوزراء عن موقف بلاده فيما يتعلق بكيفية معالجة عدم الاستقرار الذى يؤرق سوريا فى الوقت الراهن، وفى هذا السياق، قال مسئول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هذا الأسبوع إن سوريا فى حالة حرب أهلية، خلفت أكثر من أربعة آلاف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة فى مارس.

وقال المالكى إن العراق يعتقد بضرورة حماية حقوق الشعب السورى، مشيرا إلى أن حكومته أخبرت النظام السورى بأن عصر الحزب الواحد أو الطائفة الحاكمة قد انتهى. يشار إلى أن سوريا محكومة من أقلية علوية شيعية.

وأضاف رئيس الوزراء العراقى أن أعضاء بالمعارضة السورية طلبوا مؤخرا أن يأتوا إلى العراق، وأن الحكومة العراقية ستلتقى بهم. لكنه نأى بنفسه عن الدعوات التى تطالب بتنحى الأسد، محذرا من أن ذلك سينزلق بهذا البلد إلى الحرب الأهلية.

وقال المالكى" قتل الرئيس الأسد أو الإطاحة به بأى شكل من الأشكال سيفجر صراعا داخليا بين جماعتين، وستكون له تداعيات على المنطقة".

وأوضح قائلا "وجهة نظرى- وأنا عشت فى سوريا لأكثر من ستة عشر عاما- هى أن هذه الأزمة قد تنتهى إلى حرب أهلية وستقود هذه الحرب تحالفات فى المنطقة.. ولأننا دولة عانت الحرب الأهلية على خلفية طائفية، نخاف على مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها".

وصرح المالكى للأسوشيتد برس فى مقابلة أمس السبت بأنه "ليس لديه مخاوف على الإطلاق" بشأن الأمن بعد انسحاب جميع القوات الأمريكية بحلول نهاية العام الجارى. وأضاف أن القوات الأمنية العراقية أثبتت قدرتها على حماية بلادها.

وقال رئيس الوزراء إن العراق كان مسئولا إلى حد كبير عن الأوضاع الأمنية منذ انسحاب القوات الأمريكية من المدن عام 2008 إلى قواعد خارج المدن، لتترك الجيش العراقى مسئولا عن الأمن الداخلى.

وقال إنه لا يشعر بالقلق إزاء الحرب الطائفية التى دمرت العراق تقريبا خلال السنوات التى أعقبت الغزو الأمريكى عام 2003، وقال "أطمئن العالم بأن القوات العراقية والوضع العام فى البلاد لم يتغير ولن يتغير".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة