محمد حمدى

أخطاء الليبراليين القاتلة

الأحد، 04 ديسمبر 2011 10:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع فى الجولة الثانية من المرحلة الأولى، أصدرت الهيئة العليا لحزب الوفد بياناً تحذر فيه من خطورة ما أسمته استمرار سوء إدارة اللجنة العليا للانتخابات للعملية الانتخابية، معتبرة أن مرشحى الحزب اعتمدوا على اسم الوفد ولم يبذلوا الجهد الكاف، إلى آخر ما جاء فى البيان.

لكن اللجنة العليا لحزب الوفد لم تتوقف عند الأسباب الحقيقية لتراجع الحزب إلى المرتبة الخامسة فى الجولة الأولى بعد الحرية والعدالة والنور والكتلة المصرية والوسط.

لم يقل أحد من داخل الوفد مثلا، إن دخول الحزب فى تحالف مع الإخوان المسلمين ثم الخروج منه بعد عدة أشهر جعل القوى المدنية والليبرالية تغادر الحزب مبكرا، وتلحق بالكتلة المصرية التى تضم ثلاثة أحزاب مدنية هى المصريين الأحرار والمصرى القومى الاجتماعى والتجمع، وأن تردد الوفد بين القوى الدينية والمدنية جعله يفقد الجانبين، أى لم يطل بلح الشام ولا عنب اليمن.

الوفد لديه صحيفة يومية وشبكة قنوات تعبر عنه، إضافة إلى فضائية باسم الحزب ظهرت منذ عدة أشهر، لكنها لم تغادر خانة البث التجريبى التسجيلى، وبالتالى لم تلعب دورًا مؤثرًا فى الانتخابات البرلمانية، وكان يمكنه أن يلعب دورًا سياسيًا أكبر من ذلك لكنه لم يفعل.. وربما لم يعرف، كما أن كل القوى المدنية والليبرالية واليسارية أخطأت بلا شك.

ولعل أبرز المخطئين من يصفون أنفسهم بالليبراليين مثل حزب غد الثورة الذى يترأسه أيمن نور، وحزب الكرامة الناصرى الذى يتزعمه المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والنائب السابق حمدين صباحى، فقد أدى تحالفهما مع الإخوان إلى شق صفوف القوى المدنية من ناحية، وإلى إعطاء إيحاء للناخبين بأن بعض من ينادون بالدولة المدنية لا يمانعون من التحالف مع الإخوان ومنحهم شرعية ليبرالية ناصرية قومية.

أخطأ الليبراليون وأنصار القوى المدنية أيضا، لأن خطاباتهم ظلت نخبوية طوال الوقت، انشغلوا فى الظهور فى الفضائيات وفى التجاذب والمجادلة، والدخول فى معارك وهمية، بينما قوى أخرى استغلت غياب الحزب الوطنى السابق وقوى الأمن والحكومة لتحل محل كل هؤلاء، أقام الإخوان لجاناً شعبية، ولجاناً لتسيير المرور، وخرجوا قضاة شرعيين يحكمون بين الناس، وخاطبوا كل مواطن بما يفهم، ووزعوا فى العيد لحوم الأضاحى على المواطنين فى الحياء الشعبية، وهم من قبل أصحاب المستوصفات والمدارس الخاصة وغيرها.

تركنا الشارع للقوى الدينية وتصورنا أن مجرد الظهور فى وسائل الإعلام يصنع نواباً فى البرلمان ناسين أو متناسين أن مثل هذا النائب الذى يأتى عبر وسائل الإعلام لا يمكنه ذلك سوى فى عدد محدود جدا من دوائر الرأى بالعاصمة وقديما بالإسكندرية قبل أن تصبح عاصمة للتيار الدينى فى مصر.

أخطأنا حين سارع الليبراليون وأنصار القوى المدنية وتفاعلوا مع التسخين الذى قادته فضائيات محاولة منها زيادة نسب المشاهدة وغسيل السمعة فى أحداث التحرير الأخيرة، دون إدراك أن اعتصام التحرير الأخير لا يحظى بدعم شعبى كبير، وأننا لسنا على أبواب ثورة ثانية، بينما لم يأت الإخوان إلى الميدان واستمروا بين الناس، فتركوا انطباعا مهما لدى المواطنين أنهم من أنصار الاستقرار بينما الآخرون يصرون على هدم ما تبقى من الدولة المصرية.

كان يمكن للقوى المدنية والليبرالية أن تأخذ الكثير من الأصوات المترددة، لكنها فى الأيام العشرة التى سبقت الانتخابات كانت تناضل فى ميدان التحرير، بينما معظم من ذهبوا لصناديق الاقتراع كفروا بمثل هذا النضال المراهق والمجانى.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

عزت غنيم

معك.حق

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

بداتم تدركون الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

لن تفلحوا في تدارك اخطائكم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

رجاء النشر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

الي رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

يا أخي مش قادر أنسى إنك كنت بتطل علينا من برنامج عمرو إسماعيل (حالة حوار)

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى الحزين

لم يفهموا الشعب ولن يتطور الشعب بالتلفزيون

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed ibrahim

masr

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حمدى

إذا جاءكم فاسق.. رد على التعليق رقم 6

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة