مثقفون وسياسيون: مشاركة الأقباط فى الانتخابات إحياء للحس الوطنى

السبت، 31 ديسمبر 2011 09:11 م
مثقفون وسياسيون: مشاركة الأقباط فى الانتخابات إحياء للحس الوطنى الدكتور القس أندريه زكى
تحقيق: نادر شكرى .. تصوير أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد مثقفون وسياسيون أن تجربة مشاركة الأقباط فى الانتخابات النقابية والعامة من أهم ما أثمرت عنه ثورة 25 يناير لأنها أظهرت تأثيرهم وقوتهم التصويتيه فى الانتخابات، رغم التجاوزات التى شابتها عملية التصويت وتدخل الدينى، ولكن جاءت مشاركتهم لتعد مكسبا جديدا لعروس الديمقراطية التى أصبحت نابعة من إرادة حقيقية، عدا بعض البسطاء الذين مازالوا عالقين فى توجيهات بعض رجال الدين.

الدكتور القس أندريه زكى، مدير الهيئة الإنجيلية القبطية للخدمات الاجتماعية، يرى أن مشاركة الأقباط كانت مفاجئة ومهمة فى ذات الوقت، رغم النتائج غير المتوقعة لاكتساح التيارات الإسلامية، ولكن جاءت خطوة مشاركتهم فى انتخابات النقابات مؤثرة مثل نقابة الأطباء والمهندسين وأيضا الانتخابات البرلمانية، ولكن تظل إشكالية استخدام الدين وتحويل الانتخابات إلى إطار طائفى عائقا كبيرا نحو تحقيق الديمقراطية على أسس علمية.

وأضاف أن مشاركة الأقباط فى الانتخابات لم تتعلق بسلطة وتوجيه الكنيسة لأن الكنيسة طوال تاريخها، وهى تحث الأقباط على المشاركة السياسية، ولم تنجح فى حشد الأقباط قبل الثورة، مثل الأعداد التى خرجت بعد الثورة لشعورهم بأهمية الدفاع عن الدولة المدنية، وتمنى زكى أن يأتى اليوم الذى يخرج فيه المصريون دون توجيهات دينية، ولكن بحس وطنى واحد.

أما الناشط الحقوقى جورج اسحق منسق حركة كفاية، يؤكد أن هناك حالة من الحراك السياسى بدأت داخل الأقباط بعد ثورة 25 يناير منذ خروجهم من أسوار الكنيسة والتمرد على الأصوات الكنسية التى نادت بعدم خروجهم، ولكنهم كسروا هذه الحواجز ليكون بمثابة إضافة جديدة وحيوية للحياة السياسية المصرية ظهرت بوضوح فى انتخابات النقابات والانتخابات البرلمانية، رغم ظهور التيارات الإسلامية المتطرفة.

ورفض إسحاق القول إن خروج الأقباط مرتبط بالكنيسة لأن خروجهم بدأ بالخروج على الكنيسة نفسها، ثم تأسيس كيانات قبطية مستقلة تصدر آراء قد تكون مضادة لآراء الكنيسة وأن كان بعض الكهنة حاولوا بشكل منفرد المساهم بتوجيه الأقباط للتصويت لصالح مرشحين بعينهم، لكن هذا لا يقلل من حجم مشاركة الأقباط وتأثيرهم فى العملية الانتخابية بقوة حتى إن كثيرا من التيارات كانت تسعى لاستقطاب أصواتهم، مشيرا إلى أن على الجميع تشجيع هذه التجربة وعدم إحباطها لأنها ستكون أفضل إذا لم يتم توظيف الدين فى هذه العملية الانتخابية من الجانبين.

النظام أصبح مفتوح أمام الجميع، هذا ما أكده الدكتور عماد جاد، عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الذى قال إن مشاركة الأقباط فى الانتخابات جاءت نتاجا طبيعيا لمشاركة جموع المصريين ورفض فكرة تصويت الأقباط على أساس طائفى لأنهم قاموا بالتصويت بما يتفق مع قناعتهم الشخصية نحو بناء الدولة المدنية وكانوا فى البداية يصوتون لحزب الوفد باعتباره حزبا ليبراليا، ولكن تحول اتجاههم بعد تحالف الوفد مع الإخوان وأصبحوا يصوتون لتيارات أخرى تتبنى فكرهم نحو مدنية الدولة، مثل الكتلة المصرية او الثورة مستمرة أو الأحزاب الليبرالية الأخرى، وهذا أمر طبيعى بعد تديين التيارات الإسلامية للعملية الانتخابية، وهذا التصويت ليس مرتبط بتوجيه من الكنيسة، لأن الأقباط أدركوا هدفهم باختيار من يعزز من حقوقهم ويدعم قيم المواطنة، ولذا فهم صوتوا فى دوائر كثيرة لصالح مرشحين غير الأقباط، وهذا يؤكد أن تصويتهم لم يكن طائفيا، وأن من يحاول زج الكنيسة فى العملية الانتخابية فهم جماعات التيار الإسلامى لاستغلال هذا فى حشد البسطاء لصالحهم بدعوة أن هناك قائمة للكنيسة، وهذا الأمر كان إعادة لسيناريو الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والكنيسة لم يكن لها حشد إلا فى عهد الرئيس مبارك ولكن هذا الأمر لم يعد له وجود بعد استقلال الشخصية القبطية عن سلطة الكنيسة السياسية.

الأقباط أصبحوا قوة تصويتية مؤثرة، هذا ما قالته الدكتورة منى مكرم عبيد عضو المجلس الاستشارى، مشيرة إلى أنه وضح تأثير الأقباط فى ترجيح كفة العديد من المرشحين فى عدد من الدوائر، ولاسيما أن الثورة أنتجت شخصية قبطية جديدة تؤمن بالمشاركة وخرجت عن وصاية الكنيسة لتعبر عن نفسها، وهذا الخروج يجب أن يستغل من الأحزاب السياسية فى المستقبل للاستفادة من هذه التجربة برفع الأقباط وتوظيفهم، بما يجعلهم أكثر مشاركة واندماج وهذا الدور مازال ضعيفا للأحزاب الجديدة التى لم تنجح حتى الآن فى اختراق الشارع المصرى.














































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة