ما زالت أجواء التوتر هى المسيطرة على شوارع القرى الأربع "بهيج والعدر وسلام ومنقباد"، القرى المجاورة لقرية العدر، قرية الشاب القبطى الذى قام بوضع رسوم مسيئة على حسابه الخاص فى "فيس بوك"، خاصة بعد موجة من المواجهات بين الشرطة والغاضبين من المسلمين، وامتداد الفتنة للقرى المجاورة، بعد أن قام البعض بإشعال الحرائق فى ثلاثة منازل بقرية سلام القرية المجاورة لقرية الشاب القبطى.
اللواء سيد البرعى، محافظ أسيوط، قال إنه سيعقد اليوم اجتماعاً يضم بعض القساوسة وشيوخ المسلمين وممثلين لمديرية الأوقاف ومديرية الأمن وأعضاء مجلس الشعب المنتخبين لوضع تصور حقيقى وفعال لوقف هذه الفتنة التى تحرق البلاد، والخروج من هذه الأزمة التى لابد من السيطرة عليها.
قال اللواء محمد إبراهيم، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط، إن قوات الأمن تفرض طوقاً أمنياً على مداخل ومخارج الأربع قرى التى تشهد الأحداث، وهى "العدر، وبهيج، ومنقباد، وسلام"، وأن الأمن يوجد بشكل مكثف حول تجمعات منازل الأقباط بالقرى الأربع، وما زال الأمن يفرض سيطرته على الموقف، وأن هناك اتصالات مكثفة بين مديرية الأمن ومحافظ أسيوط لوضع خطط وسرعة التدخل لوقف هذه الفتنة بكافة الأشكال، وطالب إبراهيم جموع المواطنين بالقرى الأربع التزام الهدوء ومساعدة الأمن للخروج بالبلد من هذه الأزمة.
وقال محمود عشماوى، عضو مجلس الشعب عن حزب النور، إن حزب النور شكل لجانا شعبية أمام منازل الأقباط لحماية المنازل فى الأربع قرى، فى محاولة لرأب الصدع، وهناك اتجاهات لتكوين لجان تضم مثقفى وشيوخ أسيوط لمخاطبة جموع الغاضبين من المسلمين، وقال عشماوى إن هناك تخوف من الطرفين المسلمين والمسيحيين لأن كلاهما يحمل سلاحا.
وطالب عشماوى بالتدخل الفورى لكافة مؤسسات الدولة رفقا بأطفال الطرفين الذين يموتون رعبا جراء إطلاق النار بشكل مستمر والحرائق المروعة فى المنازل ومخلفات الزراعات فى القرى، فضلاً عن أن أطفال الأقباط يختبئون فى الزراعات بالليل خوفاً من أن تطولهم موجة الغضب التى تجتاح القرى، وقال إن إسلامنا لا يحثنا على ذلك بل لابد أن ننتظر التحقيقات فى الأمر، ولو أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، حى فى هذه الأوقات ما رضى عن هذه التصرفات.
جمال أسعد المفكر القبطى قال إن مثل هذه السيناريوهات هى سيناريوهات معادة ومكررة، ولن تنتهى أبداً إلا إذا تم وضع حلول جذرية لها، والحل الحقيقى لها هو القضاء على المناخ الطائفى، خاصة أننا مقبلون على مرحلة الأغلبية فيها للتيار الإسلامى، وتكرار مثل هذه الأحداث فى ظل الأغلبية للإسلاميين سيكون رداً مغايراً لأى وقت آخر يترتب عليه مشاكل داخلية وخارجية، وسيتم استغلالها دولياً، وعلى الجميع أن يتحرك، وكفى قنوات الفتنة باسم المسيحية والإسلام، هذه القنوات هى التى تحرق الوطن.
وأضاف أسعد، كون أن يقوم شاب فى السن الثانوى بنشر رسوم مسيئة دليل على أن الجميع وصلوا إلى رفض الآخر رفضا كاملا، وذلك هو الخطر الحقيقى على الوطن، فكفانا فتنة وكفى للقنوات التى تحرق الوطن.
موضوعات متعلقة:
إحراق منزل ثالث فى اشتباكات قرية الرسوم المسيئة للرسول بأسيوط
"النور" السلفى يشكل لجانا شعبية لحماية منازل الأقباط بأسيوط.. والأمن يفرض كردوناً.. وجمال أسعد يتهم قنوات مسيحية وإسلامية بإثارة الفتنة..والمحافظة تعقد اجتماعاً للقساوسة والمشايخ لبحث الخروج من الأزمة
السبت، 31 ديسمبر 2011 12:56 م