أشرف الزهوى يكتب: مجلس الشورى ظهر فى الصورة

كان أعضاء مجلسى الشعب والشورى أدوات أرقام تحركها مصالح الحاكم المستبد والوزراء التابعون له؛ وظن الكثيرون أن مجلس الشورى مجرد ديكور للديمقراطية المزعومة، وأن أعضاءه يتم وضعهم من الباب تقدير الحاكم لزبانيته؛ وأن المجلس لا يتمتع بأى سلطات ورأيه استشارى وغير مفعل؛ والآن علينا أن نحسن اختيار أعضائه.

فقد خول الدستور لمجلس الشورى بطريق الوجوب (أى أن موافقة المجلس واجبة) بشأن الاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من الدستور، وكذلك مشروعات القوانين المكملة للدستور وكذلك معاهدات الصلح والتحالف، وتلك التى يترتب عليها تعديل فى أراضى الدولة التى تتعلق بحقوق السيادة وقد لا يتسع المقام لسرد باقى اختصاصات مجلس الشورى، ولكن ما أود التركيز عليه هو تغيير المفاهيم التى حاول النظام السابق ترسيخها فى الأذهان بالتقليل من أهمية مجلس الشورى، وأنه مجرد منحة من الحاكم حتى يبرم ما يشاء من معاهدات ولا يجد فى مجلس الشورى من يعترض أو يناقش مثل هذه المعاهدات التى قد تكون فى صالح النظام، وليست فى صالح الشعب.

إن حرصنا الآن على اختيار أعضاء مجلس الشورى لا يجب أن يقل عن حرصنا على اختيار أعضاء مجلس الشعب، ويجب أن يدرك المرشح لعضوية مجلس الشورى لمدى أهمية الدور الاستشارى والملزم فى بعض شئون الوطن، والذى يجب أن يكون ملما به ومدركا لأهميته، فلم تعد عضوية مجلس الشورى وجاهة اجتماعية أو منحة من أحد بل هى مشاركة فاعلة من أجل بناء الوطن ولم يعد هناك مجال لتربح العضو من منصبه بل يجب أن يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقة، وأن هاتفه لن يتوقف عن الرنين من أجل مصلحة الوطن، إننى أخشى أن يأتى اليوم الذى نبحث فيه عن مرشحين فلا نجد!!