قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، علمنا كيف يكون المسلم فارساً نبيلاً ووضع لنا الملامح وأسس لنا الأسس وأمرنا أن نحافظ على الفارس النبيل، وعلمنا أن نبنى فى أنفسنا وأبنائنا وأمتنا عقلية وشخصية الفارس النبيل.
وأضاف مفتى الجمهورية، خلال خطبة الجمعة، بمسجد فاضل بمدينة 6 أكتوبر، أن بعضهم لا يريدون سلطة لتنظيم المجتمع، بل يريدون هدم الدولة، ولا يريدون سلطة للدين فيهدمون الدين ولا يريدون أن يبنوا حياتهم من جديد لكنهم يهدمون اللغة، مضيفاً أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا فى مواقف كثيرة ما هى شخصية الفارس النبيل، وهو ألا يضيع أوقاته، ولذلك تراه يعمل ليل نهار.
وأوضح المفتى أنه ليس هناك ديمقراطية فى الجيش والشرطة فى الإسلام، وإنما هناك أوامر تطاع وإذا خرج عن تلك الأوامر فهو خارج شرعا.
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، إن الأمة فى تلك الفترة الحاسمة تحتاج إلى اجتماع الكلمة والتسامح وإشاعة روح المحبة والتعاون، فالمستقبل محمل بأعباء جسام تحتاج من الجميع إلى تضافر الجهود وتوحد الكلمة.
ودعا وزير الأوقاف، فى خطبة الجمعة بالأزهر الشريف، إلى نبذ العنف والتشدد والتسامح بين أبناء الشعب الواحد والاقتداء بالرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل مسئوليات الأمة الحاضر والمستقبل ويعامل من حوله بالابتسام واللطف وطيب الكلام، ويتحمل إيذاءهم وغلظتهم ملتزما بقول الله تعالى، "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر".
وقال الشيخ حسن أبو الأشبال، الداعية السلفى، إن المسلمين أقاموا الكتاب على وجهه والتزموا بسنة النبى، "صلى الله عليه وسلم"، ولم يضعوه فى منزلة الإله، ولم ينزلوا به إلى من دونه، كمثل اليهود والنصارى الذين اتخذوا من أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله يستحلون الحرام ويحرمون الحلال.
وأوضح أبو الأشبال، خلال خطبة الجمعة بمسجد الرحمة فى الهرم، أن الشيعة الرافضة يقولون بولاية الفقيه ويعطونه حق الحل والتحريم، لافتا إلى أن الخمينى اخترع دينا جديدا وصنف الكثير من الكتب التى تنضح بالكذب والإسلام منها براء، مؤكدا أن العلماء عند أهل السنة والجماعة دورهم البلاغ عن الله ورسوله وليس دورهم أن يحلوا ما حرم الله أو يحرموا ما أحل الله.
وأشار أبو الأشبال، خلال خطبة الجمعة، التى تحدث فيها عن أسباب زوال الحضارات لدى اليهود والنصارى، إلى أن إنكار الرسل وتحريف الكتب ونبذها إنما صنعته اليهود بالدرجة الأولى، ثم صنعه النصارى، وقال فيهم الله تعالى "يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به"، مؤكدا أن جزاء هؤلاء أورده الله فى كتابه العزيز، حيث قال "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله".
وذكر أبو الأشبال أن أعظم رسالة نزلت من السماء هى رسالة التوحيد، إلا أن بنى إسرائيل من اليهود والنصارى لم يحافظوا عليها فلعنهم الله جزاء بما فعلوا.
ودعا الشيخ فوزى السعيد، خطيب مسجد التوحيد برمسيس، جموع المسلمين بضرورة التسلح بالعلم من أجل الخروج من تلك الفتن التى تمر بها البلاد، لافتاً إلى أن الصفوف المتواجدة بميدان التحرير مختلطة، ولن نستطيع التفرقة بين الخبيث والطيب.
وأضاف السعيد، خلال خطبة الجمعة بمسجد التوحيد، أن الشباب هم عماد البلد، وأنه لا يستطيع أحد الاقتراب منهم، مشيراً إلى أنه لابد من العودة لكتاب الله وتوحيد الصفوف من أجل الخروج من تلك الفترة، منتقداً المسلمين الذين أعطوا أصواتهم لقائمة الكتلة فى الانتخابات البرلمانية قائلاً، "إنهم يحاربون الله ورسوله فى العلن ولا يعترفون بشريعة الإسلام".
من جانبه، أكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، أن هناك بعض الدول التى تمول عدد ممن سماهم بالغوغائيين، بهدف إثارة الفتنة بين جموع الشعب المصرى وإحداث عمليات التخريب التى تمت مؤخرا، وذلك بهدف إسقاط الثورة المصرية المباركة حتى لا تصل إلى بلادهم ويسقط رؤساء وملوك هذه الدول مع على عروش الحكم، مضيفاً أن رموز النظام السابق الموجودة داخل السجن تقوم بنفس الدور.
وأوضح سلامة، خلال كلمته عقب صلاة الجمعة بمسجد النور، أنه منذ بداية 25 يناير لم يكن لجميع المصريين إلا غاية واحدة وهدف واحد، وهو القضاء على الظلم وإسقاط النظام الفاسد، ولم يكن هناك أى تجمعات فى ميادين العباسية أو مصطفى محمود، مطالباً المجلس العسكرى بسرعة محاكمة رجال مبارك ورمز النظام أمام محاكم أمن الدولة العليا والمحاكم العسكرية لوضع نهاية لحالة الفرقة بين الشعب المصرى.
كما طالب سلامة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن يقدموا للشعب المصرى شيئا قبل يوم 25 يناير المقبل، حيث إنهم تسلموا السلطة منذ 11 شهرا ولم يقوموا بتحقيق العدالة أو احترام للقوانين.
من ناحية أخرى، قال خطيب المسجد، إنه إذا أردنا لم الشمل علينا عدم معاملة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع، معاملة خاصة، حيث إنهم متهمون ولم يكونوا أفضل من الإمام أحمد ابن حنبل، والذى حينما دعى للمحاكمة جيئ به على ظهر الجمل بدون هودج، بينما يأتى الرئيس المخلوع فى مروحية وسيارة إسعاف فارهة، مطالباً الإخوان المسلمين والسلفيين بأن ينزعوا هذه المسميات من بينهم لأن المسلمين أمة واحدة فى مشارق الأرض ومغاربها.
وحذرهم من عدم الاهتمام بمصالح الناس حتى لا يقعوا فيما وقع فيه من سبقهم من قبل، ومطالبهم بأن يروا الناس خير ما فى الإسلام.
حذر خطيب مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، الدكتور محمد المنسى، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، فى خطبته اليوم، من الفتنة خلال الأيام الحالية، مستدلا بقول الله تعالى، "الفتنة أشد من القتل"، مؤكداً على أهمية دور المسجد ليكون سباقا فى جمع الكلمة ولم شمل المصريين.
وحدد خطيب مسجد مصطفى محمود، أربعة عوامل للم شمل المصريين، تتمثل فى رؤية المخاطر وقسمها، إلى مخاطر داخلية، وخارجية، أما المخاطر الداخلية فتتمثل فى غياب الأمن الذى تعانى منه البلاد، وإن كان لفت إلى أن الأمن بدأ يعود، مطالباً بتواجد أكثر رجال الأمن، داعياً الله أن يوفقهم فى مهمتهم، أما ثانى المخاطر الداخلية فهى توقف عجلة الإنتاج، مشدداً على ضرورة بدء العمل ودوران عجلة الإنتاج.
أما ثالث المخاطر الداخلية، تآكل الاحتياطى النقدى، بينما يتمثل الخطران الرابع والخامس فى فقدان الثقة بين أطراف المجتمع واستمرار مظاهر الفساد، مؤكداً أن فقدان الثقة بين أطراف المجتمع تضعف المجتمع كله، مشيراً إلى استمرار الرشوة وجميع مظاهر الفساد.
وقسم خطيب مسجد مصطفى محمود، المخاطر الخارجية إلى أربعة، الأول، النقص المتوقع فى حصة مصر من مياه النيل مستقبلاً، مطالباً بوجود حلول دبلوماسية جذرية لهذه المشكلة، والثانى، تهريب الأسلحة من على الحدود، وثالثاً، إسرائيل التى تمثل لنا خطراًَ كبيراًَ وتعمل على محاصرتنا، رابعا زيادة المتربصين بمصر بعد نجاح ثورتها.
وأوضح الخطيب أن العامل الثانى للم شمل المصريين هو نسيان جميع الخلافات التى بيننا حتى تتوحد كلمة المصريين، واصفاً مصر بالسفينة فيجب علينا جميعا التركيز فى المشترك بيننا ونسيان الخلافات حتى تصل السفينة إلى بر الأمان.
أما العامل الثالث لجمع كلمة المصريين ولم شملهم، فأكد أنه يتمثل فى اختيار الأمر الأيسر إذا كان هناك اختيار بين أمرين.
وطلب المصريين بالتدرج مستقبلا قائلا، إن العلم والعمل آفاتهما الاستعجال، مضيفا نحن كمصريين "نفسنا قصير" فنثور كالقرص الفوار ونريد أن نغير كل شىء مرة واحدة لكننا نهدأ فيما بعدا، مشيرا إلى أننا فى أشد الحاجة إلى التمسك بالانتخابات وتسليم السلطة فى موعدها المحدد.
وناشد المصريين بأن ينظروا للمصلحة العليا، مضيفا "من يحب مصر عليه أن يمد يد العون لها ويمسح دموعها حتى تعود البسمة لها".
أكد الشيخ عبد الله سعيد، رئيس الجمعية الشرعية بالجيزة وخطيب مسجد الاستقامة، أن هناك فرقا بين أموال الضرائب وأموال الزكاة، حيث لا يمكن أن يطلق على الضرائب التى يدفعها المسلمين الآن كلمة زكاة، لأن أموال الضرائب تفرض بأمر الحاكم، وتذهب للحاكم لكن أموال الزكاة فريضة من الله تفرض على الأغنياء لإعانة الفقراء والمحتاجين.
وأضاف سعيد خلال خطبة الجمعة اليوم أنه لا يجوز فى الدين الخلط بين الضريبة والزكاة، مستشهدا بما فعله سيدنا عمر بن الخطاب عندما كان يفرض ضريبة العشر على الأراضى على غير المسلمين مقابل حمايتهم والدفاع عنهم، وعندما وجد الدولة والجيش تحتاج إلى أموال فقام بفرضها على المسلمين وغير المسلمين على أن تفرض هذه الضرائب بأمر الحاكم وتلغى فى حال عدم الحاجة لها.
وأشار الخطيب إلى أن أى أمة لا تضيع إلا بالشائعات والكذب، إلا أن أمة الإسلام والإسلام لن يضيع لأن الله حافظه، منتقدا بشدة الهجوم على الإسلام والإسلاميين واصفا ذلك بـ "المحاربة"، وذلك فى إشارة منه إلى استمرار الهجوم على كل شئ يخص الإسلام والإسلاميين.
فى خطب الجمعة بالقاهرة.. المفتى: لا ديمقراطية فى الجيش.. ووزير الأوقاف: نحتاج للتسامح.. وخطيب "التوحيد" ينتقد المسلمين الذين صوتوا للكتلة.. وخطيب "مصطفى محمود": المصريون يثورون كـ"الفوار" ثم يهدأون
الجمعة، 30 ديسمبر 2011 03:25 م