عماد البنانى أول رئيس لـ«القومى للرياضة» بعد الثورة: الـ8 سنوات تسمح بتداول السلطة.. وهو قرار خط أحمر

◄ لم أتوقع خلافة «صقر».. وتركة الرياضة ثقيلة وفسادها أثقل
◄ أسعى لرفع معاناة العاملين وتحقيق علاقة محترمة بين الاتحادات
أخيراً وبعد انتظار دام قرابة العام، وعقب تولى ثلاث حكومات منذ رحيل حكومة نظيف، جاءت الحكومة الرابعة، حكومة الجنزورى لتخلع حسن صقر، وتأتى ببديل طال انتظاره فى الوسط الرياضى، فأصدر رئيس الوزراء قرارًا بتعيين الدكتور عماد البنانى، رئيساً للقومى للرياضة، لإعادة الثقة فى هذا المبنى الكبير القابع فى منطقة ميت عقبة، والذى تُدار منه الرياضة المصرية التى نحلم ومعنا المصريون بأن تطالها الثورة، وتدب فى عروقها دماء التغيير.. فهل يفعلها البنانى ويفتح كل الملفات؟، وماذا يحتاج حتى يتم إخلاء المبنى من عنكبوت الفساد الذى سيطر طويلاً على بعض جنباته خلال حكم النظام السابق؟.. لذلك توجهت «اليوم السابع» إلى «البنانى» لتهنئته بمنصبه الجديد، ومعه تفاصيل الغد.

◄ هل كنت تتوقع أن يتولى رئاسة المجلس القومى للرياضة أحد من أبناء الوزارة؟
بصراحة لم أكن أتوقع على الإطلاق تولى رئاسة المجلس القومى خلفاً للمهندس حسن صقر، والأمر جاء مفاجأة لى، إلا أن رؤية مجلس الوزراء خلال هذه الفترة كانت اختيار شخص من داخل البيت يكون على علم باحتياجاته بعبور هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد.

◄ وكيف ستتعامل مع العاملين بالمجلس خاصة أن معظمهم كانوا زملاء أو رؤساء لك؟
هذه الأمور لا تشغلنى بقدر التركيز فى جعل الجميع داخل المجلس القومى أسرة واحدة، وفريق عمل واحدا، لا فرق بين رئيس ومرؤوس، و هناك ضوابط ولوائح هى التى تحكم العمل الداخلى.

◄ وماذا ستفعل فى ثورة العاملين بمديريات الشباب والرياضة ومطالبتهم بتحسين أوضاعهم المالية؟
العاملون بالشباب والرياضة يواجهون ظروفا صعبة، ولكن كل هذه الأمور محل اعتبار، خاصة أن الدكتور كمال الجنزورى أعلن صراحة عن توجه الحكومة لإقرار مبدأ المساواة بين جميع العاملين فى الدولة، ومن بينهم موظفو الشباب والرياضة الذين ينتظرهم خير كثير، لكن أقول للزملاء إن رفع المعاناة عن الحالات التى تستحق لا يعنى عدم وجود حساب للمقصرين.

◄ كيف ترى شكل علاقة المجلس القومى للرياضة مع اللجنة الأوليمبية والاتحادات؟
اللجنة الأوليمبية والاتحادات والأندية هى أحد العناصر الأساسية فى المنظومة الرياضية، والعلاقة معها ستكون فى إطار تعاون مستمر، طبقا للميثاق الأوليمبى، دون أى تدخل فى الأمور الفنية، خاصة أننا جميعا أبناء الأسرة الرياضية، وهدفنا الأساسى هو النهوض بمستوى الرياضة.

◄ شهدت الفترات الماضية كشف العديد من ملفات الفساد فى الاتحادات، فكيف ستتعامل معها؟
فى البداية، جميع مجالس إدارات الاتحادات جاءت بالانتخاب من الجمعيات العمومية، إلا أننى أؤكد أن الشكاوى التى ستأتى ضد أى اتحاد ستتم دراستها ومناقشتها والتحقيق فيها، ومطالبة الاتحاد بالرد الفورى عليها. الفساد يثقل التركة التى ورثتها لكننى سأقف ضده بالطبع.

◄ وماذا عن تقديم الدعم المالى المبالغ فيه لبعض الاتحادات؟
أولاً جميع الاتحادات سنقف وراءها بتقديم الدعم المعنوى الكامل، أما الدعم المادى فإنه سيكون محددا وموجها لهدف معين، بمعنى أن يخصص لإعداد معسكر أو سفرية فى الخارج، وأقولها صراحة «لن يصرف قرش إلا ما يكون عنينا عليه» على أن تتم محاسبة الاتحادات فيما بعد على النتائج، فضلا عن تفعيل إدارة المتابعة المستمرة للتواصل مع الاتحادات والمراقبة.

◄ بالمناسبة، كيف ستتم محاسبة الاتحادات الفاشلة فى دورة الألعاب العربية؟
سوف ننتظر تقرير رئيس البعثة لتحليل نتائج الفرق فى البطولة، وتعظيم الإيجابيات، ومعالجة السلبيات لتجنبها خلال دورة الألعاب الأوليمبية، وأؤكد أن المقصرين سيتعرضون للمحاسبة، لكن بشكل علمى منظم.

◄ هل يمكن تعديل لوائح الأندية والاتحادات خلال الفترة المقبلة؟
طبعا اللوائح ليست من أولويات المرحلة الحالية، إلا أنه يمكن إذا تتطلب الأمر تعديل بعض البنود طبقا لبعض التغييرات التى تحدث، فلن نتردد فى اتخاذ القرار، على أن يكون بمشاركة الخبراء والمتخصصين والنقاد وأعضاء المنظومة، للخروج بصيغة توافقية تواكب الفترة الحالية.

◄ معنى ذلك إمكانية تعديل بند الــ 8 سنوات فى لائحة الأندية؟
هذا الموضوع يُنظر فى القضاء حاليا، ولن أعلق على الأمر إلا بعد صدور قرار نهائى من المحكمة، وأقول إن بند الـ8 سنوات خط أحمر لأنه يسمح بتداول السلطة.

◄ أيهما أفضل من وجهة نظرك فى عودة وزارة الشباب والرياضة؟
كل منهما لهما مزايا وعيوب، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب الإبقاء على المجلسين من أجل تسيير الأمور لحين تولى حكومة جديدة تحدد شكلها فيما بعد.

◄ ما الخطة التى وضعتها لتطوير مشروع التميز وإعداد البطل الأوليمبى؟
بالفعل مشروع التميز يحتاج إلى اهتمام ومتابعة من قبل المجلس، وهو ما جعلنا بدأنا فى عقد اجتماعات مطولة مع المسؤولين عن المشروع، بحضور المدير التنفيذى، للاتفاق على اتخاذ خطوات جادة لتفعيل المشروع، أما إعداد البطل الأوليمبى فهو من أولى اهتماماتنا لكن من خلال التنسيق مع اللجنة الأوليمبية ولجنة التخطيط.

◄ ماذا عن الاستثمار وتنمية الموارد فى الأندية والاتحادات؟
الاستثمار أصبح شيئا أساسيا فى المجال الرياضى، خاصة مع التحول الذى نشهده فى عالم الاحتراف بجميع الألعاب، لكن أؤكد مرة أخرى أننا لدينا أولويات فى المرحلة نركز عليها حالياً، والتوجيه لتنمية الموارد موجود، ونسعى إليه بقوة.

◄ هل يمكن أن تستعين بالمهندس حسن صقر رئيس المجلس السابق فى بعض الأمور؟
فى البداية أود توجيه الشكر لصقر على الإنجازات التى حققها على مدى السنوات الماضية، أما عن الاستعانة بخبراته فإنه يمكن أن أستشيره، وهذا ليس عيبا فى شخصى، خاصة أن لديه خبرات طويلة فى المجال الرياضى.

◄ أخيرا.. كيف ترى علاقة الرياضة المصرية بدول أفريقيا؟
فكرنا فى ضرورة اتخاذ خطوات جادة بالتنسيق مع وزارة الخارجية من أجل استغلال الرياضة فى استعادة العلاقات مع دول أفريقيا، خاصة أن الرياضة لها دور كبير فى العلاقات بين الدول.