شهد عام 2011 العديد من الانتهاكات ضد حقوق المرأة المصرية فبالرغم من مشاركة المرأة فى الثورة مثلها مثل الرجل، حيث غيرت المرأة المصرية الصورة النمطية للمرأة العربية لتضع نفسها فى مقدمة قوائم النساء الأكثر تأثيراً فى العالم والتى كانت تقتصر على نساء العالم الأول لقد شهد عام 2011 إقصاءً عمدياً للمرأة المصرية ليس فقط من المشهد السياسى ولكن من المشهد المصرى بشكل عام.
وحصر المركز المصرى لحقوق المرأة فى تقرير له أهم الانتهاكات التى تعرضت لها المرأة المصرية خلال 2011 ومنها: إقصاء المرأة من المناصب القيادية حيث اقتصرت وزارات الثورة على عدد ضئيل من السيدات، حيث ضمت وزارتا دكتور عصام شرف سيدة واحدة فى كل منهما، بينما ضمت وزارة الإنقاذ الوطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزورى ثلاث سيدات، كما تم إقصاء المرأة من المواقع المهمة مثل منصب المحافظ، ومن لجنة التعديلات الدستورية وحتى من المناقشات حول تعديل قانون مجلسى الشعب والشورى وقانون تقسيم الدوائر "والتى لم يشارك فيها من النساء سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ضمن عشرات الرجال وجاء إقرارهما مخيبا للآمال.
كما حظيت الناشطات فى عام 2011 بنصيب ليس بالقليل من الانتهاكات لحقوقهن الإنسانية وحقهن فى المشاركة والتعبير عن الرأى، فقد شهدت مصر ولأول مرة من قوات أمنية الكشف على عذرية الناشطات فضلا عن التعدى بالضرب والتعذيب والإحالة للمحاكمات العسكرية والتحقيقات العسكرية والمدنية.
وقد جاء هذا الإقصاء مصحوباً بحملة كراهية لتغيير قانون الأحوال الشخصية والذى حملت بعض مواده إنصافا للمرأة المصرية إلى جانب مطالبات التيارات الأصولية التى تصاعدت بسرعة بعد الثورة بعودة المرأة إلى المنزل وتقليص مشاركتها فى المجتمع.
كما تصدرت المرأة المصرية صفحات الغلاف فى جرائد ومجلات العالم من بداية العام كمناضلة فى الثورة وتصدرتها أيضا فى نهاية العام كمناضلة تسحل عارية على الأرض.
وقد أثمر عام الثورة العديد من أشكال العمل الجماعى النسائى منها: التحالف المصرى لمشاركة المرأة ، تحالف المرأة المصرية، تحالف المنظمات النسوية المصرية، ائتلاف نساء الثورة وحركة مصرية حرة وجمعيها يهدف إلى تجميع القوى النسائية لدعم مطالب النساء وتشكيل قوة ضغط مؤثرة.
كما نجحت المرأة المصرية فى تقديم نماذج مشرفة فقد وضعت صحيفة «جارديان» البريطانية الدكتورة نوال السعداوى، الناشطة النسائية، فى المركز الـ١٦ بقائمة أهم ١٠٠ ناشطة نسائية فى العالم، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، فيما اختارت صحيفة «أرابيان بيزنس» إسراء عبد الفتاح، الناشطة بحركة ٦ أبريل، فى قائمة أقوى ١٠٠ امرأة فى العالم العربى ومنح البرلمان الأوروبى جائزة "سخاروف" التى يقدمها سنويا لحرية الفكر وهى من أهم الجوائز العالمية فى مجال حقوق الإنسان، للناشطة المصرية أسماء محفوظ و4 من أبرز نشطاء الربيع العربى.
كما برز خلال عام الثورة أسماء لعدد من المناضلات ومنهم: سميرة إبراهيم فتاة قضية كشف العذرية، وغادة كمال وهند بدوى ضحايا السحل والضرب من جانب قوات الجيش، كما أطلق بعض نشطاء الفيس بوك على الإعلامية بثينة كامل والمرشحة الوحيدة من العنصر النسائى لرئاسة الجمهورية، أشجع امرأة لـ2011.
وقالت الناشطة إسراء عبد الفتاح: لاشك أن عام 2011 شهد العديد من الانتهاكات الصارخة أبرزها موقف السلفيين والتيارات الإسلامية السلبى من المتظاهرات والرجعية فى التعامل مع المرأة والعودة بهن لعصر الحريم فى 9 مارس والتحرشات التى تعرضن لها الفتيات وكذلك السحل والتعرية الذى تعرضت له الفتيات أثناء أحداث مجلس الوزراء .
وأضافت عبد الفتاح أن رغم الانتهاكات التى حدثت إلا أن هذا العام أعاد المرأة المصرية للنضال وأثبتت وجودها فى الصفوف الأولى للثورة لافتة إلى ان 2011 كتبت تاريخ المرأة المصرية وأعادت لها أمجاد هدى شعراوى والمناضلات المصريات .
وتوجت عبد الفتاح، سميرة إبراهيم وغادة كمال وهند بدوى والفتاة المجهولة التى تعرضت للتعرية، باعتبارهن أبرز سيدات عام 2011 مضيفة أن العام الجديد سيشهد مزيدًا من النضال النسوى، ولن تؤثر الانتهاكات على ما نجحت المرأة فى تحقيقه وستبذل خلال 2012 مزيداً من الجهد حتى تكون ممثلة بشكل عادل خاصة أن 2011 حرمت المرأة من التمثيل فى الحكومات ولجنة تعديل الدستور وأخيرا فى البرلمان .
أوضحت هالة عبد القادر مدير المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، أن المرأة خلال عام 2011 تعرضت لكثير من الانتهاكات لافتة إلى أن الانتهاك الصادم كان فى 8 مارس عندما تعرضت المسيرة النسائية للتحرش الجنسى والاعتداء بالضرب عليهن وما صحبه من كشف عذرية الفتيات كما أن الهجوم على قوانين الأحوال الشخصية والمطالبة بتغييرها والتراجع فى مكتسبات المرأة التى حصلت عليها من خلال نضال طويل للجمعيات الأهلية وليست من إنجازات سوزان مبارك كما يظن البعض.
وعن توقعاتها لعام 2012 قالت عبد القادر، إن هناك أملا كبيراً فى أن تصمد المرأة أمام محاولات انتهاك حقوقها لافتة إلى أن النساء لن يتراجعوا ولن تكسرهن محاولات التهديد من جانب التيارات الإسلامية وأن جماعات الضغط النسائية ستزيد قوتها لحماية حقوقهن.
وفى سياق متصل أوضحت لمياء لطفى منسق حركة مساواة بدون تحفظ وعضو مؤسسة المرأة الجديدة، أن من الصعب تحديد أقوى انتهاك حدث للمرأة خلال 2011 فهناك الكثير من الانتهاكات التى لم نكن نتوقعها مضيفة أن المرأة حققت مكتسبات خلال هذه السنة وهى خروج الفتيات فى الثورة واعتصامها مثل الرجل وكسر حاجز البنت لازم تكون فى البيت وتجيب الخضار وبس كما تربينا عليه منذ سنوات، لافتة إلى أن المرأة لن تتراجع عن حقوقها وستستمر جماعات الضغط للتصدى لأى محاولات انتهاك لحقوقها، متوقعة تصاعد الحركة الاحتجاجية للمرأة للحفاظ على مكتسباتها.
عام الانتهاكات والنماذج المشرفة للمرأة المصرية.. إقصاء سياسى وسحل وتعرية وكشف للعذرية وجوائز دولية لإسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ ونوال السعداوى.. وسميرة إبراهيم وغادة كمال أبرز سيدات العام
الجمعة، 30 ديسمبر 2011 12:27 م