للأمم مواقف وأحوال... أيام لها وأيام عليها أيام تعيش فيها الفخر والزهو والانتصار وأيام تعيش فيها القهر والإحباط ومرارة الانكسار.
تنفسنا الصعداء وداعب الأمل عقولنا.. عشنا مرار الأعوام العجاف وكتب الله لنا أن نعايش أيام رأينا سقوط وتهاوى الأصنام، وبدأ أمل العهد الجديد يداعب القلوب ولكن القدر يعاندنا فى اكتمال حلمنا وأن نعيشه واقعا.
وقعنا فى فخ المصالح والمخاوف والأغراض فبدأت ملامح الحلم تضيع، ولأنه ليس نيل المطالب بالتمنى ولكن تأخذ الدنيا غلابا، ولأن تمنياتنا غلبت عزيمتنا فمحاولات واد أحلامنا تجرى على قدم وساق.
أطراف كثيرة تكالبت على أحلامنا كل يريد أن يقتطع منه ما يستطيع من حماية ومن سلطان ومن مال ومن شهرة ومن جاه.. كل حسب مبتغاه وهواه.. فوقعنا بين فكى المطرقة والسندان.
المطرقة كانت هى المجلس العسكرى الذى خلط بين نظريات الحرب والسياسة فمارس نظريات عسكرية الكر والفر، فقام بالكر بمحاولة دعم رأس نظام الفساد وعندما أدرك أنه لامجال لذلك قام بالفر وتخلى عنه فتهاوى، مسكوا زمام الأمور وخلال عام مضى لا يمر يوم إلا ويلقوا ببالونات الكر وعندما تظهر عواقبها يرجعون للفر وعندما تكرر الكر والفر عشرات المرات أسقطوا هيبتهم ومصداقيتهم وهنا تكالب عليهم المتربصون الذين وجدوا أغراضهم وأحلامهم تضيع.
أما السندان فسره عند الدول الكبرى ومخابراتها والمنظمات الماسونية والصهيونية العالمية.. أدركوا تنامى التيارات الإسلامية جنبا إلى جنب إلى ضعف ووهن الأنظمة التى صنعوها ودعموها لسنوات طويلة، ومع فشل ألتهم العسكرية المخجل فى مشروع الغزو فى العراق وأفغانستان أخرج الحواة حيلة من حيلهم القديمة فالتاريخ يعيد نفسه فلجأوا لما نجح فى الماضى وأتى أكله وثماره.. حركة الاتحاد والترقى الذى أسقطوا بها الإمبراطورية العثمانية ومهدوا من خلال نجاحها لغرس الصهيونية فى قلب أمتنا وتفتيت البلدان الإسلامية.
شباب متأمرك العقل والهوى يتم دعمه وتدريبه ومداعبة أحلامه وحماسه فى تغيير وطنه وأمال الظهور وإثبات الكينونة يبدأ العمل وتطبيق ما تعلمه والانتظار للحظة المناسبة للانقضاض.
تلقوا التدريب فى صربيا وهنا وهناك وقد يبدأ البعض فى التهليل وصيحات الاستهجان من أننا ندمن نظرية المؤامرة، ولكن من كان من السذاجة ليقتنع بأن منظمات فى صربيا وأمريكا وغيرهما تدرب شبابنا وتدعمه من أجل عيون الديمقراطية، وأن ضميرهم المهترئ يصيبه الوجل واللهفة من أجل مصالحنا وخيرنا فسذاجته له لا علينا.
هكذا ركبوا صنيعة الغرب الموجة وتصدروا الصورة وتسلحوا بوسائل الإعلام ووسائله الحديثة من فيسبوك ويويتوب وصحف وقنوات فضائية لها أغراضها ومآربها فسلطوا عليهم الأضواء وجعلوا منهم نجوما ومشاهير.. قاموا بتطبيق الدروس وما تعلموه فى الدورات من تحريك للمجاميع واستغلال لعواطف البسطاء وحماس الشباب وجهل وانقياد آخرين أمثال مسخ تقليد الغرب ممن أطلقوا على أنفسهم الألتراس.
وما بين المطرقة والسندان يقتات على مائدة الوطن أذناب نظام الفساد السابق الذين زالت دولتهم فيخوضون معركة لعل وعسى فلم يعد عندهم ما يخسرونه أكثر مما خسروا فيصطادون فى الماء العكر ويعملون تحت وفوق الأرض متسلحين بخبراتهم واحترافهم المؤامرات والدسائس.
هل نصحو لأنفسنا ونتعلم من دروس التاريخ أم أنه كتب علينا الذلة والمسكنة والغفلة لنترك أصحاب الغرض والمصلحة يموهون على عقولنا ويعتلون ظهورنا ويجعلونا مطية لطموحاتهم وأغراض ومصالح سادتهم ومعلميهم.
أن الطبخة الآن على النار يضبطونها ويسبكونها للقفز على شرعية الانتخابات النزيهة التى انتهت مرحلتها الثانية والتى اتضحت ملامحها وصدم بها تلاميذ الصرب والأمريكان، فيخوضون الآن معركة الدرس الأخير فهل ينجحون أم أن الشرفاء ستكون لهم الكلمة ويعلنون أن الدرس انتهى أيها الأذكياء.
أننا نعيش أهم فترة فى تاريخنا.. نكون أو لا نكون.. فهل نصحو لأنفسنا وننفض الغبار عن عيوننا ونزيل الغشاوة عن بصيرتنا.. نقول لا للمجلس العسكري.. ولا للتحرير.. ولا للعباسية.. شرعيتنا هى صندوق الانتخاب وأنه لا شرعية إلا للمجلس الذى أنتخبه الشعب بإرادته واكتمال الشرعية بانتخاب الرئيس التى لابد أن يكون عاجلا وليست أجلا.. لابد من حماية وفداء الشرعية بالأرواح والدماء ومن يخرج عن الشرعية فلا شرعية له ولا كرامة كان من يكون.
لن نستعبد بعد اليوم ولن نكون مطية لأحد ولن نمكن أحدا من أن يضع اللجام فى أفواهنا والطوق فى أعناقنا ويعتلى ظهورنا فيكفينا مئات السنوات عشنا فيها مطية للمغرضين.. أنها لحظة الحقيقة فلنعض عليها بنواجذنا لأن الزمن لا يرحم الغافلين.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد الصمد البدراوى
يا بلد الحضارة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى النويهى
عين العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
حقا .... الدرس أنتهى أيها الأذكياء !!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
ويبقي شيء
عدد الردود 0
بواسطة:
samy
حقيقى ولكن من يجهضون ثورتنا هم ايضا بالداخل
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
الصادق الطاهر النقى دكتور طارق
حينقلبوا عليك لانك على حق
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخى
الرؤية واضحة للعقلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
د. بهاء
جركة الأتحاد والترقى أنجزت هدفها فى 27 أبريل ودعمها الصرب
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال الصادق
هذه هى الرؤية الصحيحة يا دكتور
لنفيق قبل فوات الآوان
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
لكل شئ نهاية مهما طال الأمد