بعد ساعات معدودة سنطوى صفحة عام، شهد من الأحداث التى غيرت مصيرنا، وأخرجتنا من ظلمات الظلم والديكتاتورية والاستبداد، إلى روضات الحرية والديمقراطية، ومن أجواء تزوير إرادة الأمة وقهر صندوق الانتخابات، إلى انتخابات شهد لها العالم كله بنزهاتها، ومن فساد تنفسناه على مدار 30 عام، إلى شفافية وطهارة يد بدأت تتبلور فى أفق الوطن.
ولا ينكر أحد أن ثمن هذا التغير كان باهظا وقاسيا، فقد فقدنا أكثر من ألف بطل من شبابنا الأطهار الذين قدموا أرواحهم الزكية بكل جود، فداء لتحرير الوطن من الطغاة، وأقدموا على الموت بكل شجاعة، حالمين بمستقبل زاهر لمصر، حتى لو كان الطريق له مفروشا بدمائهم الطاهرة، بل رأيناهم يسارعون للموت فى جمعة الغضب فى كل محافظات مصر، وموقعة الجمل، وشارع محمد محمود، رافعين شعار «نموت نموت وتحيا مصر».
وقد حملت هذه الدماء الطاهرة كل المصريين أمانة، لابد من الحفاظ عليها، ودينا لابد من سداده، وواجبا لابد من أدائه، وهو نهضة الوطن والتأسيس لمستقبل، يتساوى فيه كل المصريين، فى الحقوق والواجبات، ولا فرق بين مصرى ومصرى، مهما اختلفت العقائد أو الأيدلوجيات أو الانتماءات السياسية، إلا بما يبذل من جهد وعرق، فقد حان وقت العمل والعطاء، حتى تعود مصر لنهضتها التاريخية، وتقود الأمة كما قادتها فى أحلك مراحل التاريخ.
فبالاستقرار ودفع عجلة الإنتاج، والتوافق الوطنى على تأسيس دستور يلبى حاجات المصريين، ويضمن لهم العدل والحرية والمساواة، سنخطو بقوة نحو تحقيق الهدف، فلا وقت للصراعات السياسية التى تهدم ولا تبنى، ولن نسمح بانفراد فصيل سياسى بالقرار، كما لابد أن نرسخ للمحافظة على مؤسسات الدولة، والسعى لعودة هيبتها، ونقف جميعا خلف برلماننا المختار بإرادة شعبية حرة، ونتناسى لبعض الوقت مطالبنا الفئوية، حتى تستقر الأمور، ونعطى الفرصة لنظام مصر الجديد ليرد لنا الحقوق.
وأرى بعد مرور عام على ثورتنا العظيمة، أن تشفى صدور المصريين، بقصاص عادل وحاسم من قتلة شهدائنا الأحرار، فالواقع يقول إن هناك شبابا أطهارا، اغتالتهم رصاصات الطاغية مبارك ورجال نظامه المجرمين، وعلى رأسهم المتهمون الماثلون أمام القضاء الآن، ونأمل أن يثأر لنا القضاء من هؤلاء المجرمين بأسرع ما يمكن، فالقاتل يقتل ولو بعد حين، فبطوى هذه الصفحة المظلمة بقصاص عادل، ستشفى الصدور، وتهدأ أرواح الشهداء، وتعود الحقوق لأصحابها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة