ينتهى 2011 تاركا بصمة خاصة فى الدراما التلفزيونية، رغم أن بدايته كانت توحى بانهيار هذه الصناعة تماما مع الأحداث المتسارعة، لكن شجاعة عدد من المنتجين جعل العام يبدو مختلفا ومؤثرا فيما يليه من أعوام ومواسم درامية تالية.
وصف الكاتب الكبير يسرى الجندى دراما عام 2011 بـ"دراما الوقت الحرج"، نظرا لمجيئها فى أعقاب ثورة 25 يناير التى تبعها تقهقر واضح فى الإنتاج الدرامى، وأكد لـ"اليوم السابع" أن المكسب الحقيقى لدراما العام انحصرت فى الوجوه الجديدة التى أفرزتها فى مجالات التأليف والإخراج و التمثيل واستطاعت من خلالها طرح مواهب جديدة على الساحة.
وفى تقييمه للأعمال الدرامية رشح الكاتب يسرى الجندى من دراما 2011 مسلسل "خاتم سليمان" ليحتل المرتبة الأولى من وجهة نظره، نظرا للجهد المبذول فى المسلسل واكتمال عناصره الفنية، بالإضافة لمسلسلى "رجل لهذا الزمان" و"القدس" الذى اعتبرهما الكاتب من أفضل مسلسلات العام، ورغم أن الجندى يرى هناك قلة فى المسلسلات الجيدة، إلا أنه حرص على متابعة مسلسلات "الشوارع الخلفية" و"المواطن إكس" و"دوران شبرا" بشغف كبير.
واعتبر الجندى إقحام مشاهد الثورة فى الأعمال التى عرضت فى العام عبث وجهل، حيث إن الثورة لم تكتمل وكان يجب انتظار نتائجها كاملة حتى يتسنى بلورة أفكارها بطريقة صحيحة.
وأكد الكاتب الكبير محمد صفاء عامر أن أهم إنجازات دراما العام تتمثل فى تخلصها من أسطورة النجم الواحد الذى ظل محتلا الشاشة الدرامية سنوات طوال، ودلل على ذلك بمسلسلى "المواطن اكس" و "دوران شبرا" لتمكنهم من تحطيم بدعة النجم الأوحد، حيث استطاعت الدراما أن تتعافى من فرض النجم سيطرته على العمل، وأصبحت عوامل نجاح المسلسل ترجع إلى جودة النص المكتوب وكادرات الإخراج المتميزة.
وتابع صفاء عامر فى تصريحاته أن بعض مسلسلات العام والتى قام ببطولتها نخبة من نجوم الدراما لم تحقق أى نجاحات إذا ما قورنت بمسلسلى "المواطن اكس" و "دوران شبرا" لاعتمادهما على البطولة الجماعية. ورشح الكاتب مسلسل "الريان" و"الشوارع الخلفية" و"خاتم سليمان"، ليحتلا المرتبة الثانية فى أفضلية المسلسلات. ونفى صفاء عامر متابعته لمسلسلات "عريس دليفرى" و"مسألة كرامة" و"تلك الليلة" و"لحظة ميلاد" لكونها لا تغرى المشاهد بأى جديد فى الحدث الدرامى.
وأشاد المخرج عمر عبد العزيز بمسلسل "خاتم سليمان" فى جميع حلقاته قبل اقحام مشاهد الثورة عليه ووصفه بالتميز الابداعى، وبمسلسل "دوران شبرا" الذى أعتبره المخرج سببا لإعادة اكتشاف موهبة الفنان هيثم أحمد زكى كممثل، واستطاع التحرر من خوفه بسبب شبح والده الذى ظل يطارده فترة طويلة.ولفت عبد العزيز الى أن مسلسل "الريان" من أفضل مسلسلات العام، لكن ما أفسد فرحة المشاهد به هو الماكياج الغير مناسب طوال الحلقات. كما رفض جميع مشاهد الثورة المصرية التى تمت أضافتها على أحداث بعض المسلسلات ووصفها بأنها استغلال موقف، معتذرا عن بقية المسلسلات التى لم تغريه بمشاهدتها. وأعتبر عبد العزيز البطولة الحقيقية فى هذا العام هى ظهور دراما عام 2011 على الساحة رغم كل الصعوبات التى واجهت كيانات الإنتاج.
ومن جانبه يرى المخرج هانى إسماعيل أن النتاج الحقيقى لدراما العام هو نهاية وسقوط ظاهرة النجم الواحد معتبرا أن تجربة مسلسل "المواطن اكس" هى أكبر دليل على ذلك. وأشار الى أن دراما العام استعادت قيمة المؤلف والمخرج وذلك بعدما أثر العامل الاقتصادى على المنتجين بعد الثورة، وأخضعهم للاستعانة بمؤلفين ومخرجين جدد. وفضّل هانى إسماعيل مسلسلات "دوران شبرا" و"المواطن إكس" و"آدم" و"مسيو رمضان" و"خاتم سليمان" على بقية دراما 2011. ووصف المخرج من أضاف مشاهد ثورة يناير على أعماله بالمخطئ فى حق نفسه وحق الثورة أيضا.
أما المخرج محمد ياسين فيرى أن المسلسل الذى استحوذ على عقل الناس فى دراما 2011 هو مسلسل "الشوارع الخلفية"، حيث اجتهد مخرجه جمال عبد الحميد فى توصيله بصورة رائعة للمشاهد.
أما الناقد الكبير الدكتور رفيق الصبان فيرى أن مسلسلات السيرة الذاتية أمثال "الشحرورة" و فى حضرة الغياب"، مشير إلى أنهم أسوء مسلسلات العام التى شملت أخطاء تاريخية وفنية ومهنية. كما رأى أن خالد صالح فقد بعضا من شعبيته هذا العام لقبوله تجسيد شخصية "أحمد الريان" فى مسلسل "الريان"، واتهم مسلسل "خاتم سليمان" بالمضطرب الذى انتهى منه مخرجه على عجالة، وكان من الممكن أن يتصدر قائمة أفضل المسلسلات.
ورشح الصبان مسلسلات "دوران شبرا" و"المواطن إكس" و"الشوارع الخلفية" كأحسن مسلسلات درامية فى 2011، معتبرا أن المكسب الأساسى لدراما هذا العام هو دخول أسلوب الإيقاع السينمائى على الدراما المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة