محمود عبد الله الباز يكتب: الشعب المصرى ينتفض للديمقراطية

السبت، 03 ديسمبر 2011 08:23 ص
محمود عبد الله الباز يكتب: الشعب المصرى ينتفض للديمقراطية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت مصر يوما تاريخيا عظيماً، عندما أقبل المصريون جميعا رجالا ونساء على الإدلاء بأصواتهم فى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، والتى تشمل 9 محافظات، بشكل لم يسبق له مثيل، حيث خرجت جموع الشعب لتعبر عن رأيها بقوة وبكل حرية وإرادة لأول مره لتجنى ثمار ثورة 25 يناير المجيدة، حيث اصطف الناخبون فى طوابير طويلة تعدى طولها الكيلو مترات ولساعات طويلة أمام مراكز الاقتراع دون أى ضجر أو مشاحنات، حيث كان المشهد احتفاليا وحضاريا بكل معانى الكلمة يجمع الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته، ولعل ما يميز هذا الانتخابات أنها أول انتخابات ديمقراطية حقيقية منذ 60 عاما، أثبت الشعب المصرى من خلالها أنه مصمم على ممارسة الديمقراطية وتحقيقها ليستعيد للمصريين مكانتهم وتاريخهم المشرف فى شتى النواحى، وأنها هى السبيل الوحيد للنهوض بمصر والانتقال بها إلى مرحلة الاستقرار والبناء والتنمية.

ولعل الإقبال الجماهيرى بهذه الكثافة على التصويت أبهر العالم أجمع لقدرتنا على تأسيس برلمان شعبى حر يمثل كل الأطياف وكل القوى السياسية الموجودة على الساحة فى مصر، وأثبت المجلس العسكرى للشعب المصرى أنه قادر على تأمين العملية الانتخابية فى جميع مراكز التصويت بالمحافظات، حيث استطاعت القوات المسلحة والشرطة حفظ الأمن وتأمين اللجان بكفاءة عالية وبكل سلاسة، مما ساعد على نشر الراحة والطمأنينة بين الناخبين، بالرغم من وجود بعض المشكلات الإدارية التى حدثت فى المرحلة الأولى، إلا أن العملية الانتخابية مرت بسلام وإيجابية، مما يعزز توقعات الكثيرين بأن تكون المرحلة الثانية والثالثة أفضل على الإطلاق من الأولى، وذلك بتلافى بعض الأخطاء والتى منها غياب بعض القضاة وتأخر بعضهم فى الوصول إلى مراكز التصويت وأيضا تأخر رجال الشرطة فى توصيل الأوراق والأحبار، مما أدى إلى تأخر بعض اللجان عن بدء الاقتراع فى المواعيد المحددة.

ولعل الأبرز هنا هى ردود الأفعال العالمية على الانتخابات المصرية التى تدعو للفخر والطمأنينة على مستقبل مصر السياسى، حيث قالت منظمة العفو الدولية إنها لم ترصد أى انتهاكات بالانتخابات المصرية، وقال الكاتب البريطانى روبرت فيسك على صدر صحيفة الإندبندنت البريطانية، "طوابير انتخابات مصر تجعل أى دولة أوربية تشعر بالخذى".

ويثق الشعب المصرى فى أن تكون هذه الانتخابات حرة نزيهة تعكس مدى قدرة الشعب المصرى على اختيار من يمثله وينوب عنه فى البرلمان الذى يمثل اللبنة الأولى فى بناء مؤسسات الدولة المصرية بعد سقوط النظام الفاسد وقيام ثورة 25 يناير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة