محمد فرج يكتب: سنة أولى انتخاب

كنت أسمع طيلة عمرى وأنا صغير عن الانتخابات وتزوريها وكنت لا أعرف أى شىء عنها سوى أن المدارس تغلق أيامها ونأخذ الإجازات، لم أكن بعمرى كله أشاهد مجلس الشعب عندما كان يأتى على القناة الأولى، لأنى لم أكن أفهم حينها ما معنى كلمة مجلس الشعب، وعندما كبرت وأصبحت شاباً لم أعلم أيضاً عن يوم الانتخابات شىء سوى أن البلاد تكون بغاية الازدحام، وأن هناك أناساً يبيعون أصواتهم الانتخابية مقابل وجبات سريعة ومبلغ مالى، ولكنى كنت أسير بطريقى ولا أهتم وكأن هذا لا يخصنى وكأنى غريب ببلاد غريبة لم أكن أهتم أبدا بالسياسة ولا أعلم قيمة بلادى لم أكن أعلم بأنى أملك فيها مثل ما يملكون.

لكنى تنبهت لكل هذا فجأة وشعرت ببلادى، شعرت بأنى جزء منها وهى جزء منى فى 25 يناير عندما شاهدت الخوف على البلاد والشهداء فقررت أن أكون مشاركاً فى بلدى فى كل شئ فيها، وقررت أن أدلى بصوتى الانتخابى وكانت هذه هى سنة أولى انتخاب فخرجت من عملى أصارع الوقت حتى ألحق بلجنة الانتخابات وشعرت بالسعادة وأنا أجرى من الوصول بالموعد وعندما وصلت شعرت بقشعريرة فى جسدى من المنظر فوجدت عدداً هائلا من المصريين يمشون بسعادة كبيرة وكأننا بعيد ووجدت مسنين يتوجهون للجنة الاقتراع ومسنين وشباباً مهمتهم التوضيح وتفهيم الوضع وشرطة بغاية الاحترام ينزلون لكبار السن حتى يسلموهم أوراق الانتخاب ويساعدوهم للإدلاء بأصواتهم وقضاة باللجان فى غاية التعاون والاحترام والناخبين فى غاية التعاون والتحضر وشعرت بالديمقراطية فى حرية الإدلاء بالصوت للمرشح الذى أختاره بمحض إرادتى شعرت حينها بمصريتى، شعرت أن صوتى أمانة وله قيمة، وقررت أن أفيق من غفلتى وأن أشارك فى كل شئ يخص منزلى ووطنى مصر الغالية.