معكم بدأت الرحلة..
وبكم أخطو خطواتى فى الطريق..
وإليكم سينتهى مشوارى..
أهلى.. أهل مصر..
أسألكم بما لى من حقوق عندكم..
بحق الأخ على أخيه..
بحق كل بسمة ابتسمناها سوياً..
وبحق كل أزمة أطاحت بنا معاً..
وبحق أكتافنا التى تلامست وقتئذ قمنا من عثراتنا..
وبحق يدى التى وضعت حبة الرمل فى بناء قلعتنا..
بحق عشقى لكبيركم قبل كبيركم (فعينى لم تر صغيراً بينكم)..
أسألكم..
أسألكم وأعلم أنى أخاطب عزيزاً لن يخذلنى..
وإن خيبتم ظنى.. (كعادتكم).. فثقوا أن لكم من المكانة عندى ما لكم..
قصدت الأخوة غايةً.. وحملت المحبة سيفاً..
وتحدثت إليكم بالصدق الذى لا يبلغ..
إن نيتى اليوم معكرة.. لكن أعلموا أنى لم أجد يوماً صفت فيه مثل اليوم..
أنصتوا إلى ساعة.. فلطالما استمعت لكم..
صدقونى.. فلقد عشت دهراً مؤمناً بكلماتكم..
سيروا خلف كلماتى.. فلطالما كنتم دليلى..
أنادى كلا منكم ولست بإمام..
أناديه..
أناديه.. أن يبقى فى هذا البيت وإن تركه الكل..
أن يحمى جدرانه وإن انهارت..
أن يذكره بالخير وإن رأى غير ذلك..
أن يروى بعرقه أرض مصر..
حتى ينبت وردنا، وإن نبت..
فلا تقنعوا أو تملوا من ورودهـا..
فمصر لم تقنع يوماً أو تمل من عرقكم
أناديه..
أناديه.. أن يعزف لحن المودة على أوتار أهل مصر..
ألا يقدم لهم يده إلا بالخير.. وليعلم أنه سيلقاهـ ولو فى الغد البعيد..
أحفظوا غيبة من غاب.. ولا تنسوا وليداً قد حضر..
راعوا ضمائركم..
واستحكموا قلبوكم وعقولكم..
وإن تساوت الكفتان فى ميزانكم.. فانظروا أنفعهم لبلادكم..
تناصحوا وتواصوا ولو بالقليل..
وامنعوا بينكم الدخيل..
واعملوا بكلمات الأصدق:
"أنصر أخاك.. ظلماً أو مظلوما"
وانشروا السلام بينكم فى كل حين..
إلى هنا انتهى كلامى..
وإن لم ينته حبرى
