قال المستشار أحمد الزند ـ رئيس نادى القضاة، إن الشعب المصرى أثبت أنه قادر على مواجهة العدوان عليه وصنع العرس الديمقراطى بإجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بصورة مشرقة ومشرفة يفخر بها كل مصرى، وأثبت أنه مهما تكأكأت عليه قوى البغى والطغيان، وأنه قد يمرض ولكنه لن يموت، داعياً الشعب إلى أن يتوحد ويجتمع خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها مصر، ووجه له الشكر لخروجه ومشاركته فى الانتخابات بهذه الصورة غير المسبوقة.
وتابع "الزند" خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم السبت، حول تقييم نادى القضاة للمرحلة الأولى من الانتخابات وبحث سبل تلافى سلبياتها وطرح حلول بديلة: أول ما أشكر بعد الشعب العظيم هو المجلس العسكرى على تصميمه وثاقب رؤيته بضرورة إتمام الانتخابات، مشيداً بجهود المشير حسين طنطاوى، وأعضاء المجلس العسكرى، وقال: إنهم يتمتعون بثاقب النظر وبعد الرؤية حينما صمموا على إجراء الانتخابات فى موعدها، فهو قرار يضع المصريين جميعا على أول خطوات الطريق لعبور الأزمة التى تمر بها مصر.
وأضاف، أنه لا يستطيع أحد أن يساوم على قواتنا المسلحة أو ينكر قدرها ومقدارها وعلو قامتها وما تتمتع به من تقدير كامل فى قلب كل مصرى، موجهًا الشكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش على موقفهم فى الانتخابات وتأمينها.
ووجه شكراً خاصاً للواء حمدى بادين قائد الشرطة العسكرية، وجهده الوفير فى حل المشكلات التى حدثت أثناء المرحلة الأولى وتواصله مع نادى القضاة والاستجابة لشكاوى ومطالب القضاة، وكذلك اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، وقال إن وزارة الداخلية لم تتوان عن تقديم الخدمات والمساعدات القيمة المادية واللوجستية والتى دللها لنا "الوزير الإنسان اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية"، مشيراً إلى أنه لم يتوان للحظة عن الاستجابة لكل مطالب نادى القضاة.
وأكد أن اللجنة القضائية العليا للانتخابات بذلت من الجهد الوفير ولم تتدخر وسعاً فى سبيل إنجاح العملية الانتخابية ولم توفق فى القليل وهذا هو المعيار البشرى، وطالبها بتنفيذ ما وعدت به فى مؤتمر أمس بتلافى السلبيات فى المرحلة الأولى، قائلا: "كما كنا قد نبهنا إليه وطلبناه كتابة وشفاهة، لأن كل السلبيات التى ظهرت استشعرناها قبل أن تقع وكان مجلس إدارة النادى سباقاً فى التنبيه إليها ولو كان استمع إليه أو تم قراءة ما كتبه لتم حل 90% من المشكلات التى حدثت، مضيفاً أنا لا ألوم وأقول علينا دائما ألا ننسى أنه ما خاب من استشار.
ووجه الشكر لوسائل الإعلام وقال، إنها للمرة الأولى منذ فترة طويلة يكون الإعلام متجرداً من المشاعر والتحزب وانصهر الجميع فى بوتقة الوطن وبذلوا جهوداً كبيرة ليلا ونهارا ساعدت فى إنجاح المرحلة الأولى للعملية الانتخابية ونقلت كل ما يدور بصدق وموضوعية وحيدة، مضيفاً "أقول "للائمين": أفعلوا مثلما فعل السواد الأعظم من زملائكم، والذين وصفهم بأنهم لا يرون إلا السواد الذى فى قلوبهم، قائلا: إلى الذين طبعت أنفسهم على ألا يروا إلا النقائص أقول لهم الإعلام سيتجاوزكم وستجدون أنفسكم فى يوم ما قريبا خارج الأسرة الإعلامية التى بدأت عهداً جديداً يتسم بالموضوعية والمصداقية دون إسفاف.
وأضاف: وأنت يا من قلت فى إحدى القنوات أن على القضاة أن يعدلوا من سلوكياتهم ويناموا مبكرا..نم أنت جزاك الله خيرًا، وأنت كل يوم من قناة لقناة ودائم الترحال ودائما تهدم ولا تبنى.. عدل أنت سيرتك وعدل من لسانك، لأنك لست وصياً على قضاة مصر ولست فى موقف الناصح بل أنت منصوح وعليك تعلم الأدب مع قضاة مصر، كيف ينام القاضى مبكراً وهو يسهر الليل على قضايا المواطنين حرصاً على مصالحهم والوصول للحق، ويبدوا أنك تعيش فى بلد آخر ويعود بك الحنين إلى سيرتك الأولى أيام كنت مراسلا فى واشنطن، ولكننا نحب مصر وسنضحى من أجلها ولا نرضاها أمريكا ولا نرضاها فرنسا، خلقت لنا وخلقنا لها فنم أنت استيقظت أم لم تستيقظ.
وأكد أن القضاة سيؤدون دورهم بكل ما يملكون من جهد، وأنه لن يصرفهم عن هذا الواجب المقدس أى سلبيات أو عقبات، أما منظومة القضاء فقد أدت فى هذه التنافسية الانتخابية غير المسبوقة دوراً مشهوداً وسيكون حديث التاريخ عنه هو الأبلغ، مضيفا: وأثنى على دور قاضيات مصر والموظفات فى اللجان والسيدات اللاتى خرجن للمشاركة فى الانتخابات، واللاتى شاركن الرجال جنباً إلى جنب وتحملوا التعب والإنهاك والجوع والعطش، فأنا أفخر بهن وأعتز، موضحاً أنه عرض على إحداهن أن يستأذن لها من رئيس اللجنة لتذهب إلى بيتها وكان الوقت متأخراً ولكنها رفضت.
وقال إن ما قام به القضاة من عمل على مدار 4 أيام متواصلة لا يقوم به إلا الجنود البواسل، فلم يحل بينهم وبين أداء واجبهم نقص فى المعدات وتضارب فى البيانات والقرارات أو إنهاك بسبب سوء الأماكن غير الآدمية وكانوا جميعا على مستوى المسئولية وكانوا يتشبثون بالصناديق كأنها فلذات أكبادهم، بل أراد بعضهم أن يصطحب الصندوق معه إلى البيت، فليس هناك تضحية مثل هذه، وصلت إلى أن يصاب أحدهم بإغماء ويذهب للمستشفى ويرفض أن يذهب لبيته ويعود ليستكمل عمله، فإذا كان جنودنا البواسل يحمون مصر على الحدود فإن القضاة يحموها من الداخل.
"الزند": القضاة أدوا دورهم وكانوا على مستوى المسئولية
السبت، 03 ديسمبر 2011 09:19 م