أميرة عبد الرازق تكتب: هى إذن إسلامية

هى إذن إسلامية.. لا شرقية ولا غربية... كما يحلو لهم أن يرددوا... على الرغم من أن امتداد الخلافة الإسلامية قديماً شرقاً وغرباً.

ولكن لماذا يخشى البعض أو الكثيرون من أن يكون الحكم فى مصر بيد الإسلاميين؟

فى رأيى أن الدين – أى دين – قد وضع لمعتنقيه قواعد وأسساً وحدوداً للتعامل مع غيرهم وبالتأكيد فإن هذا بمنأى عن العقائد والعبادات التى هى بين الإنسان وربه، أما الحدود والشرائع فهى التى تحكم العلاقات بين الناس بعضهم البعض، ولذا فهى حاكم حاد وحازم للأفعال التى يقوم بها الإنسان.

بمعنى أن علاقتى بجارٍ مثلاً تحكمها الحدود التى وضحها الدين الذى أعتنقه – حتى وإن خالفنى جارى هذا فى الديانة – فأنا أتصرف بناء على ما حدده لى دينى من المسموح بفعله والمنهى عنه كما يفترض أن يتصرف هو أيضاً.

وهذه الحدود تكون لحرية الإنسان بمثابة القيد الذى يكبل به جوارحه عن أن تفعل أو لا تفعل ..إلى هذا الحد فهى إذن قواعد واضحة – فى أغلبها – للفعل أو للنهى.

أما سبب الخوف والرفض فهو أن الإنسان فى داخله – أياً كان مذهبه – يدرك تماماً بأنه سوف يُحاسب فى يوم ما على ما تعداه من تلك الحدود، ولكنه أيضاً فى داخله يكره فكرة القيد والحساب العاج،. فليس من شك فى أن أعتى المجرمين سوف يذرفون الدموع – حتى وإن كانت دموعا تماسيحيه – حتى يخفف عنهم العقاب العاجل، على الرغم من أنهم يدركون تماماً أن الله سوف يعاقبهم على جرمهم يوم الحساب.. وهنا يأتى الخلل.

فى بلاد الغرب وضعوا بأنفسهم لأنفسهم قوانين بشرية تحكم العلاقات بين الناس بعضهم البعض والتزموا بتنفيذها فليس من شخص أياً كانت صفته أو سلطته أو سطوته ببعيد عن يد العدالة التى عصبوا عينيها حتى لا تأخذها الشفقة على أحد، فليست المشكلة إذن فى القوانين والتشريعات وإنما فى عدالة التطبيق.