تُرى ماذا يقرأ الرئيس القادم لمصر؟!.. بعد سنوات كان لدينا رئيس لم يقرأ كتابا واحدا فى حياته!!
كارثة ألا يقرأ الحكام.. وكارثة أخرى أن يقرأ الحاكم، ولا يفهم، أو يقرأ فى اتجاه واحد.
فى عالمنا حكام كبار عاشوا وماتوا دون أن يقرأ أحد منهم كتاباً واحداً.
وفى عالمنا نماذج أخرى لحكام لم يطالعوا فى حياتهم إلا كتاباً واحداً أحدث انقلاباً جذرياً فى حياتهم وحياة شعوبهم.
أشهر وأبرز نموذج، هو ذلك الذى حدث عندما تحول شاب بريطانى إلى زعيم بفعل أفكار وقع عليها فى كتاب صادر عن الجمعية الغابية للفيلسوف الإنجليزى المعاصر «أنتونى جيدنز».
هذا الشاب هو «تونى بلير»، الذى صعد على قمة حزب العمال، ليعيده للسلطة بعد 17 عاماً خارجها، وليصنع ما أسماه «بريطانيا الجديدة» فى سنوات حكمه وذلك بكتاب واحد تبناه بلير، هو: «الطريق الثالث - مسلك لتجديد الديمقراطية الاجتماعية» الذى صدر لأنتونى جيدنز فى التسعينيات.
تأثير هذا الكتاب، لم يقتصر على بريطانيا فى عهد بلير، بل إن بلير استطاع أن يستميل صديقيه، كلينتون وشرودر، لأفكار «أنتونى جيدنز» وبدأ الأصدقاء الثلاثة يعلنون أنهم رواد لأفكار «الطريق الثالث».
ولا شك أن هذا التأثير الواسع لهذا الكتاب أسعد جداً مؤلفه بتلميذه بلير فكتب كتاباً بعنوان: «طريق بلير الثالث» يرصد فيه وينظر لتجربة بلير وإدارته الاقتصادية والاجتماعية لبريطانيا وفقاً لأفكار كتابه الأول «الطريق الثالث.. مسلك لتجديد الديمقراطية الاجتماعية».
ساركوزى نسخة أخرى أكثر ارتباكاً من الثالوث «بلير، وكلينتون، وشرودر» وربما نكون أشرنا فى من قبل لاستعارات عديدة تظهر فى الخطابات التى يلقيها نيكولا ساركوزى من كتاب مهم لعالم الاجتماع الفرنسى «إدجار موران» حول سياسة نشر الحضارة الذى صدر عام 1997.
الغريب أن «إدجار موران» صاحب كتاب «سياسة الحضارة» هو يسارى مشاغب بما لا يتفق مع كون ساركوزى يمينياً محافظاً، حتى إن البعض من الكتاب الفرنسيين الذين لاحظوا فى البداية تشابه بعض أفكار ساركوزى فى خطاباته مع «موران»، أعادوا الأمر لكاتب خطبه «هنرى جاينو» إلى أن قام ساركوزى بالإعلان عن تنبيه أفكار الكاتب والكتاب فى خطابه بالتهنئة بعام 2008.
إلا أن ساركوزى يحاول الإفلات من هذا التناقض باختلاف سياق توظيف المصطلحات التى استخدمها موران فى إطار نقدى للنموذج التنموى الغربى، بينما يستهدف ساركوزى من ذات العبارات الخاصة بالسياسة الحضارية إحداث مقاربة مع ما طرحه بوش الابن من أفكار محافظة حول ما أسماه بالحرب الحضارية.
مشكلة ساركوزى ليست فقط فى أنه وقع أسير كتاب لا يعبر عن خطه السياسى عكس بلير وشرودر وكلينتون، بل إنه رئيس فرنسا بلد الثقافة التى حكمها حتى سنوات قريبة الرئيس ميتران الذى كان قارئاً مهماً وصديقاً شخصياً لجان بول سارتر، وكان مستشاره المقرب منه هو الفيلسوف الشهير «رجيس دوبريه».
ولكن ما يخفف من أزمة ساركوزى أنه جاء خلفاً مباشراً للرئيس شيراك صديق المخلوع الصدوق، والذى كان لا يقرأ إلا فى كتب الطبخ وطرق الطهو وكان الرجل الطويل الكبير 82 عاماً مهووساً بالمطبخ اليابانى، حتى إنه كثيراً ما كان يخرج عن وقاره فى حفلات العشاء الرسمية فى زياراته الخارجية ويطلب خامات بعينها لينقلها معه عندما يعود لقصر الإليزيه ليقوم بطهيها بنفسه بل ويقدم أطباقاً منها ليتذوقها الطهاة فى الإليزيه، ليسخروا منها ومنه كعادة الفرنسيين الذين لم ينتجوا بعد فيلماً عن الرئيس الطباخ ولا طبعاً عن «طباخ الرئيس».
ترى ماذا يقرأ الرئيس القادم بعد 30 عاما، عاشت مصر فى ظل رئيس لم يقرأ كتاباً واحد فى حياته!!
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق حسن
نصحية جميلة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوخالد
الشعب يريد رئيس خلص مرحلة القراءة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
الكارثة الحقيقية ان تظل انتا خارج السجن
مكانك الطبيعي طرة جنب حبايبك
عدد الردود 0
بواسطة:
نصرت
قراءة الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بدوى
اللى مافهمش المقال بلاش يعلق عليه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
بقولك يابرنس
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
منظرة أيمن نور
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر مصطفى
عسى يكون القرآن الكريم الكتاب الأول في حياة الرئيس القادم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد طه
قال الفيلسوف
العلم نور والجهل في أيمن نور
عدد الردود 0
بواسطة:
عيد احمد
نور رئيسا لجمهورية مصر العربية، نور يواصل الكتابة
هل توافقون نعـــــــــــــــــــم ، لا