جو بارد وشتاء قارص وهواء لاذع وبرق يلمع ورائحة تراب تلف كل المكان.. وأنا أرتجف خوفاً ورعباً، وقلبى يختلج من شعورى بعدم الأمان..
طيف يتراءى لى هنا وهناك وظل يحتمى بتلك الأشجار وزمهرير هواء يصول ويجول بدون حسبان.. للحظة ظننت أن روحى فارقت الحياة .. وكل الأشياء الجميلة فى الكون غرست فى هذا المكان.. فصرت شمساً خائفة على ورق ذكرياتى أن يندثر ويصبح كان يا ما كان.. ولكن ما بال هذه الرياح تجرفنى هنا وتقذفنى هناك دون إرادة منى .. هل لأننى من الضعفاء.. أم لأننى فقدت الذات.. يا ربى أنقذنى وأنا الفتاة.. يا ربى ساعدنى على تخطى الأزمات وما زلت أدعوا وأتوسل لرب العباد .. حتى سمعت صوتاً ينادينى مرة برقة وحنان ومرة بصرخة غضبان ومرة بصرخة حزين وزعلان.. لكننى شممت من صراخه برائحة الأمان.. التفت لأرى مصدره وإذا بى أرى الزمان... اصمدى يا فتاتى قليلا سينتهى الليل قريباً وسأحملك على ظهرى فأضلعى صلبة لأسير بك إلى شاطئ الأمان سأكون بقربك رفيقاً وحارسًا وأمينًا أيتها الفتاة... ولكن لم دمعك ينسكب ويبلل كلامك.. أين ابتسامتك وتصميمك على الحياة.. اطمئنى لن أدع صيفك يمطر ولا شتاءك يزهر وأتضرع إلى الله أن يمنحنى القوة لأنسيك برد الشتاء وإعصار السماء وزلزال الأرض وأحميك من كل غيم سيعكر صفوك.. وأجعلك تمسكين النجوم ذات يوم بيديك.. إنها ليست مستحيلة يا فتاة ولكن ثمنها غالى... فهل توافقين على دفع الثمن؟؟؟ لا تفكرى كثيرا كما أفكر أنا وأغوص بالتفاصيل.. سارعى لقرارك لتنولى أحلامك واحضنى ملامحك الجديدة والجميلة التى ستضيف إلى سحرك سحرا.. وستمدك بالدفء بعد أن انتشر البرد جميع أوصالك وأغلقت كل الدروب أمامك... ولانت عزيمتك وماتت نفسك وملأت الدموع عيونك وانكسر خاطرك وأنت وحيدة فى هذا المكان.
لقد منحتك الآن فرصة وعطاء بلا حدود وجعلتك لى صاحبة وأقبلت عليك بقلب ملهوف.. وثقى بأننى سأذرع فى أحضانك الأمل من جديد وتغردين بالفضاء أجمل تغريد.. امنحى لى صدرك الحنون وفكرى معى بعقلك بدون مجون.. واجعلى عينك ساهرة فربما أبنائى يغرهم حسنك وجمالك ويغدرون بك.. عندها تسلحى بذكر الله وقولى لهم: بأن ولائى لمنطقى لا يعرف المستحيل وقطارى لن يقف فى محطة واحدة، لأنه لا يخاف الرحيل.. ولن تنطفئ نجوم السماء وبنورها سأسير.. اليوم ملكت نفسى ومنطقى واكتسبت من ضعفى قوتى .. ولن أصفح عمن غدر بى وتطاول على قامتى واستخف بقدرتى .. فالاحترام بات من سماتى ..ومن نافسنى فى حياتى سأرد قهره لنحره ولن أتأسف على ما فاتنى وسأفرح بما أتانى، لأن الفرج قريب.
سأتناسى أزمة المحن وأستفيد من خبراتى، لأن فى نسيانها تقدمًا لذاتى.. ومن كل أزمة تولد فرصة ومنها دروس وتجارب حياتى.. لن نبقى فى مكاننا جامدين والعالم من حولنا يتغير نحو التطوير والتجديد وفق ما تعلمناه من قيم وما عشناه من مبادئ.. فهل شعرت بالأمان أيتها الفتاة..شكرا يا زمان فعلا معك الدفء والاحترام.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وديع العلاوى
إمتى حنرجع نضحك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
وحشتينا سحر
ووحشتنا كلمات حبك الدافئة
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
عاد القمر الي مداره - بعد عياب - وظننا انه نسي داره
عدد الردود 0
بواسطة:
ايناس اسامة
فى منتهى الروعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
الف شكر لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
رولا البني
والله رجعت لنا روحنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اه من غدر الزمان
عدد الردود 0
بواسطة:
الاقحوان الازرق
ملكة الرومانسية
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخى
جزاك الله كل خير
عدد الردود 0
بواسطة:
منال
رائعة سحر