أكدت لمياء لطفى الناشطة الحقوقية بمؤسسة المرأة الجديدة، أن منظمات المجتمع المدنى قامت بالعديد من الأنشطة فى مجال رفع المشاركة السياسية للنساء، ولكن معظم هذه الأنشطة كانت موسمية وتأتى فى إطار موسم الانتخابات أو فى مراحل تقديم تقارير للهيئات الدولية ولم تكن هذه الأنشطة ضمن خطة استراتيجية، ولكنها بدت أقرب لرد الفعل لافتة إلى أن مؤسسات المجتمع المدنى قدمت الدعم القانونى والنفسى للنساء التى تعرضت لعنف مؤسسى من قبل الجهات الأمنية، نتيجة مواقفهن السياسية أبرزها ضحايا كشوف العذرية، مضيفة أن حصول سميرة إبراهيم على حكم يقر بحقها فى رفع قضية هتك عرض أمام المحاكم الجنائية مكسب حصدته المنظمات الحقوقية فى وجه محاولة استغلال أجساد النساء لقمع الاحتجاجات.
وأضافت لطفى خلال كلمتها بورشة عمل" السياسات اللازمة لدعم مشاركة المرأة فى الحياة العامة"، التى نظمها المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة خلال يومى الثلاثاء والأربعاء، أنه لابد وجود خطة استراتيجية بعيدة المدى تتضافر فيها جهود المجتمع المدنى ككل من أحزاب نقابات ومنظمات أهلية لرفع نسبة مشاركة المرأة فى الحياة السياسية وكذلك رفع وعى الناخبات بحقوقهن السياسية لغلق أبواب استغلال الأصوات من قبل أى تيارات سياسية، مشددة على أهمية وقف كل أشكال العنف والانتهاك من قبل الدولة ضد النساء المشاركات فى الحركات الاحتجاجية والمظاهرات، وإتاحة صلاحيات أكبر لمؤسسات المجتمع المدنى فى رصد ومراقبة الانتخابات والتعامل الجدى مع هذه التقارير من قبل السلطة المعنية.
وعن موقف النقابات من مشاركة المرأة وآليات دعمها، أشار صابر عمار الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب إلى أن هناك وجود فاعل للمرأة داخل الجمعيات العمومية للنقابات المختلفة، ومع ذلك لا يوجد تمثيل حقيقى للمرأة بمجالس النقابات، لافتا إلى وجود مشكلات شخصية وموضوعية تعوق دور المرأة فى العمل النقابى.
وأضاف عمار أن الأعباء العائلية تعد من أهم المشكلات الموضوعية التى تواجه المرأة خاصة وأن المهام الأسرية للمرأة تأخذ مساحة كبيرة من وقتها قد يعيقها عن العمل النقابى. وكذلك الثقافة الذكورية التى تغلب الذكر عن الأنثى لافتا إلى أن هذه الثقافة المجتمعية مسئولة عنها المرأة فى الأساس لأنها هى التى تربى الأبناء على فكرة التمييز بين الولد والبنت.
وفى سياق متصل أشار عمار إلى أن سيادة بعض الاتجاهات الدينية والتفسيرات الخاصة للدين سبب فى عزلة المرأة عن العمل السياسى والنقابى، مضيفا أن طبيعة الصراع الانتخابى غالبا ما يكون غير نظيف ويمس الأعراض مما يضطر المرأة للعزوف عن المشاركة للابتعاد عن هذا المناخ الغير لائق.
وقال عمار إن المرأة تجد صعوبة فى طرق الأبواب وتقديم نفسها للناخبين خوفا من التعرض للسخافات أو عنف فى رد الفعل مما يجعلها تمتنع عن القيام بهذا الدور بالإضافة إلى أن العملية الانتخابية قد تتطلب أموالا باهظة قد تتسبب ضعف الإمكانيات المادية للمرأة قياسا بالرجل فى إعاقة مشاركتها فى الانتخابات النقابية.
"العربى للقضاء" يناقش دور المجتمع المدنى فى دعم المرأة
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 04:32 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة