قال محمد العرابى، وزير الخارجية السابق، إنه لم يفاجأ بصعود الإسلاميين فى انتخابات مجلس الشعب، لافتًا إلى أنه أمر متوقع، مشيرًا إلى أن التيار الإسلامى فى الانتخابات السابقة حاز على أعلى الأرقام، لولا تدخل النظام السابق، مشيراً إلى أن ما يجرى بمصر من إجراء انتخابات ديمقراطية، يعد أحد أدوارها الريادية، وأنه يجب احترام ذلك التغيير الذى أدهش الجميع.
جاء ذلك من خلال الكلمة التى ألقاها محمد العرابى، فى الندوة التى نظمها نادى روتارى القاهرة تحت عنوان "سياسة مصر الخارجية" بحضور الدكتور عمر فرج رئيس نادى القاهرة، والمستشار عادل عبد الباقى رئيس نادى الجزيرة.
وأضاف " العرابى" منتقدًا الأقاويل التى ترددت حول الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط، لافتًا إلى أنه ظُلم على المستوى الإعلامى والشعبى، قائلا: فيه ناس مش هيعجبها الكلام ده"، ولكن ذلك الرجل كانت عنده رؤية ومنهج يعمل بهما، ولكنه كان يتلقى اتصالات يومية من الرئيس السابق، ومن رئيس المخابرات، وسليمان عواد، وكان الكل يتدخل، وفى ظل تلك التدخلات لم يستطع الانطلاق برؤيته وسط حالة التحجيم.
وعن علاقة مصر بإيران قال "العرابى"، إن منطقة الشرق الأوسط بها لاعبون، فمصر والسعودية وتركيا وإيران وكل دولة لها رؤيتها وأجندتها الخاصة فى المنطقة، فتركيا رؤيتها قائمة على التسلل السلس، وإيران تسلل أكثر اقتحاماً، لأن لها أهدافاً تحاول تنفيذها بنوع من الاقتحام، ومصر لها أسلوبها وهى صديقة للجميع، وتقيم علاقات ودية مع جميع دول المنطقة.
ويرى "عرابى" أن الوقت غير مناسب لإعادة العلاقات مع إيران فى ذلك التوقيت، مشيراً إلى أن إيران دولة كبيرة ومتقدمة علميًا وعسكرياً، وهناك ترحيب وإقبال كبير منهم، وموافقة على جميع الشروط لإعادة العلاقات.
وأضاف " العرابى" كان يجب الاهتمام بالقمم الاقتصادية من فترات طويلة ماضية، حتى لا نصل إلى المستوى الضعيف الذى تعانى منه الشعوب العربية من حرمانها لحقها فى التنمية، مشيرًا إلى أنه يوم 19 يناير 2011 ، تم عمل مبادرة بجمع 2 مليار دولار، من مصر 20 مليون دولار، الكويت 500 مليون، السعودية مليار، لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتشغيل الشباب، موجهاً نداء للدكتور نبيل العربى بتفعيل مشروعات الصندوق العربى للتنمية، وهو أحد أفرع الجامعة العربية.
وأشار إلى أن الجامعة العربية مؤسسة حيوية وتفعيلها مرتبط بإرادة الحكام العرب والإرادات العربية، وأن الجامعة جامعة شعوب أكثر منها جامعة حكام، ويجب استغلال ذلك الدور، وتفعيل القدرات الاقتصادية والثقافية، لافتاً إلى أن السياسة يصعب الإجماع حولها، ولكن يسهل الإجماع على المشروعات الاقتصادية والثقافية، ويجب ترك الأمور السياسية للقمة.
وأوضح العرابى، أن السياسة الخارجية أسهل مشروع لأى قائد فى أى دولة، مضيفاً أنها سلعة سهلة للزعماء وبضاعة سهل ترويجها للشعوب، وذلك سر حب القادة للسياسة الخارجية، قائلا: حتى إسرائيل تضع عينيها على السياسة الخارجية.
ورفض " عرابى" قبول مصطلح المخطط، الذى انتشر فى الفترات الأخيرة، مشيراً إلى أنه يختلف مع الكثيرين حول فكرة تعرض مصر للمخططات، مؤكدًا أن مصر مستهدفة من أمريكا وليست من إسرائيل، مبررًا أن مصر تعتبر الجائزة الكبرى على حد تصريحاتهم، كما يرى أنه يجب العمل لإبطال تلك المؤامرات.
وشدد" العرابى" على أنه بالرغم من قصر المدة التى تولى فيها منصب وزير الخارجية، إلا أنه لم يتلق أى توجيهات، أو تليفونات أو ضغوط أو تعليمات من أى جهة، لافتًا إلى أن ذلك يحسب للمجلس العسكرى، لأن مصر كانت نصب أعينهم لرفع مكانتها فى الخارج.
وانتقد العرابى الأقاويل التى يتم ترديدها للمساس بالمجلس العسكرى، واصفا إياها بالخطيرة، مشددًا على أن العسكرى من أهم أعمدة الدولة، لافتًا إلى أنه كانت هناك أخطاء ميدانية، ولكنها لا تنعكس على الجيش، مؤكداً على أنه يجب احترامه وتقديم الدعم له، و هناك جيوش بالمنطقة قاموا بأعمال مؤسفة للشعوب، لذلك يجب تحيه الجيش المصرى على الفترة الماضية والمستقبل.
أضاف " العرابى" أن فلسطين تمر بمرحلة ركود، و أن مصر قامت بدور كبير منذ تواجد الدكتور نبيل العربى فى الجامعة العربية، مشيراً إلى أن هناك قوة دفع للقضية الفلسطينية خاصة بعد الثورة، ولكن لم تتوفر حتى الآن أى إرادة إسرائيلية لتحقيق سلام حقيقى، وكلها عمليات لمد فترة التفاوض من أجل القضية الفلسطينية.
وعن التمويلات العربية الخارجية لبعض الجهات فى مصر، قال العرابى: التمويلات ليست سياسية حكومية، وهناك سياسات لبعض المنظمات الأهلية فى البلاد لها نفس الاتجاه السياسى لتلك المنظمات، والجميع ينظر إلى مصر كقائد وزعيم وفى انتظار تفعيل دورنا والتعاون معنا، مشيراً إلى أن دور مصر بأفريقيا لا يعانى من انحصار، وتواجدها كبير، ولكنه يحتاج إلى إدخال أساليب جديدة، كالتعاون الثلاثى، لافتاً إلى أن مصر بالرغم من إمكانيتها المحدودة قامت بدورها بأفريقيا، مشدداً على أن مصر دولة إقليمية ومحورية ولا توجد سياسة موضوعة للشرق الأوسط إلا وتؤخذ مصر بالاعتبار.
ودعا العرابى إلى أهمية تفعيل التعاون الاقتصادى مع كل من الصين وتركيا لما تملكه هاتان الدولتان من قوة اقتصادية، مشددًا على أهمية وضع التنمية الاقتصادية فى أولويات اهتمامات الحكومة القادمة، لأن الثورة القادمة لن تكون رحيمة وستأخذ فى طريقها الأخضر واليابس.
و أكد " العرابى" أن الحكومة والثوار مسئولون على تراجع وانحصار دور مصر فى ظل تعاقدات سخية لدول الربيع العربى، مبررًا أننا لم نقدم للعالم صورة عن وضع اقتصادى ثابت وراسخ فى ظل انهيار أمنى، اجتماعى، أخلاقى، وأننا لم نمهد الأرض لهذه التعهدات.
"العرابى": الوقت غير مناسب لإعادة العلاقات مع إيران
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 07:56 ص