مصر تسعى للاكتفاء الذاتى من الفوسفات عبر "أبو طرطور"

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 12:45 م
مصر تسعى للاكتفاء الذاتى من الفوسفات عبر "أبو طرطور" مصنع فوسفات أبو طرطور
الوادى الجديد ـ نجلاء كمال -تصوير: ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال المهندس عربى سعد، مدير موقع فوسفات أبوطرطور، إن المشروع يستهدف تحول مصر من كونها دولة مستهلكة إلى دولة منتجة تسيطر على إنتاج الفوسفات فى العالم، خاصة أن منطقة أبو طرطور تعوم على بحر من الفوسفات الغنى بمكوناته، والذى يعد من أجود أنواع الفوسفات فى العالم وقدرت احتياطيات الفوسفات المؤكدة فى هذه المنطقة بـ2 مليون طن، ومنتظر أن تصل إلى 1000 مليون طن مع الاستمرار فى عمليات التنقيب والاستكشافات، والاحتياطيات غير مؤكدة إلى 4 مليارات طن .



وأكد عربى خلال جولة لـ "اليوم السابع" داخل منجم فوسفات أبو طرطور أن بتنفيذ الخطة الإنتاجية للشركة سوف تساعد على زيادة عجلة الإنتاج وانشاء العديد من الصناعات التكميلية لذلك المشروع، مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من الفوسفات، وتصدير الفائض إلى الخارج.



وقال عربى إن بنك الاستثمار القومى يساهم فى مشروع فوسفات أبوطرطور بنسبة 50%، وشركة جنوب الوادى بنسبة 20%، والهيئة العامة للبترول بنسبة 20%، وهيئة المساحة الجيولوجية بنسبة 10%.



وأشار عربى إلى أنه خلال عام 2003 صدرت أوامر من الحكومة بوقف العمل بالمشروع لاستكمال الدراسات تحت الأرض، خاصة أن الحكومة رفضت تمويل المشروع بأية مبالغ جديدة بعد إهدار المليارات بذلك المشروع دون جدوى، بعدها جاءت فكرة بعض العاملين البسطاء بالمشروع للاستخراج الفوسفات من فوق السطح وتأجيل فكرة الاستخراج من تحت السطح ونجحت الفكرة بدأ المشروع فى الإنتاج، حيث أرتفع حجم الإنتاج إلى 100 ألف طن سنويا، وهناك خطة تستهدف الوصول بحجم الإنتاج إلى 3.5 مليون طن سنويا، بالإضافة إلى إقامة 12 شركة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وغيرها من الصناعات التى تحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى.



وأشار المهندس فكرى يوسف، رئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية، إلى انتقال مشروع فوسفات أبوطرطور من الخسارة إلى الربح بعد فصل المشروعات التكميلية عن المشروع، وأصبح حجم الديون التى يتكبدها المشروع 3.8 مليار جنيه لبنك الاستثمار القومى، وزيادة إنتاج شركة فوسفات مصر، إلى 2 مليون طن فى عامين.



وتوقع يوسف زيادة حجم الإنتاج إلى 5 ملايين طن سنوياً لتصل حجم مبيعات الشركة إلى 100 مليون جنيه، يخصم 50% من فائض الربح لسداد مديونية بنك الاستثمار القومى.



وكشف رئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية أن أول قسط سيتم سداده لبنك الاستثمار منذ 30 عاماً منذ بدء المشروع خلال الربع الأول من العام 2012، من إجمالى دين يصل إلى 3.8 مليار جنيه وسداد ما يقرب من 50 مليون جنيه، لافتاً إلى أن شركة فوسفات مصر تستهدف إنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك لتعظيم القيمة المضافة من الفوسفات وتوفير الأسمدة للزراعة المصرية بدلا من الاستيراد من الخارج.



وحول العمل فى تلك البيئة القاسية قال محمد رفعت يعمل بالموقع أنه لا يهاب العمل فى تلك الاتربة أو فى ذلك الجو، ولكنه يعطى رسالة للشباب، بأنهم لابد أن يكون لهم دور فى بناء اقتصاد البلد من خلال العمل للاستخراج ثروات البلاد، والبعد عن الأعمال التى تضر بالاقتصاد الوطنى.



وقال محمد محمود 23 سنة إنه كان يعمل فى ليبيا وبعد اندلاع الثورة فى ليبيا فكر فى أن يتوجة الى بلاده للبحث عن عمل، فلم يجد أمامه سوى العمل فى منجم أبوطرطور، لافتا الى أنهم يعملون فى بيئة قاسية، ودرجات حرارة عالية، لكنهم يشعرون بواجبهم تجاه بلدهم فى تلك المرحلة التى تمر بها مصر، حيث لابد لجميع الشباب أن يتوجه للعمل حتى تدور حركة الاقتصاد مرة أخرى.



يذكر أن المشروع بدأ فى أول السبعينات من القرن الماضى بدراسة علمية قدمها العالم المصرى دكتور رشدى سعيد، عالم الجيولوجيا المصرى إلى الرئيس أنور السادات، والتى لاقت قبولا من الرئيس وطالب الحكومة المصرية فى هذا الوقت بدراسة إمكانية تحويل هذه الدراسة إلى واقع.



وتحول المشروع من الخسارة إلى الربح بعد نقل تبعية المشروع إلى وزارة البترول والثروة المعدنية عام ‏2004، ثم فصل المشروعات التكميلية وهى خط السكة الحديد وميناء سفاجا والمدينة السكنية ومحطة الكهرباء، ‏عن المشروع،‏ حيث بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع نحو‏6.2‏ مليار جنيه‏،‏ وبلغت التكلفة الرأسمالية للمشروع الصناعى والمنجم نحو‏2550‏ مليون جنيه‏،‏ والفوائد نحو‏2019‏ مليون جنيه‏.‏



وقال عربى: على بعد 65 كيلو مترا مربعا من مطار الوادى الجديد يقع مشروع منجم فوسفات أبو طرطور، حيث تدور عجلة العمل بعيدا عن الأحداث السياسية، يعمل العديد من الشباب فى كافة المراحل العمرية فى جو قاس ودرجات حرارة تقترب من 45 درجة، لا يهابون قسوة الجو أو التلوث الناتج عن الأتربة، ولكن يعملون لخدمة وطنهم مصر، واستخراج ثرواته المكمونة داخل باطن الجبال.





















































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة