علقت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية على تدهور أوضاع حقوق المرأة فى مصر فى الآونة الأخيرة، وقالت إن الثورة ربما تكون وصلت إلى مصر، لكنها بالنسبة للمرأة تعنى أى شىء آخر إلا التقدم.
وأشارت الدورية إلى أن الانتهاكات التى حدثت بحق متظاهرات فى ميدان التحرير مؤخراً، هى الحلقة الأحدث فى سلسلة التحديات التى تواجه حقوق المرأة منذ الإطاحة بمبارك، فبعد سقوط نظامه مباشرة، بدأت العديد من الأطياف فى المجتمع المصرى تحارب للارتداد عن المكاسب التى حققتها المرأة فى السنوات الأخيرة، ويشير نجاح الإخوان المسلمين والسلفيين حتى الآن فى الانتخابات البرلمانية إلى أن البرلمان القادم ربما يضغط من أجل فرض مزيد من القيود على المرأة.
وتابعت فورين أفيرز قائلة إن الولايات المتحدة، خوفا من التراجع فى مجال حقوق المرأة، ربما تدرس دعم محاولات الجيش المصرى للاحتفاظ بالسيطرة على مجريات الحكم على أمل أن العسكر سيحترمون حقوق النساء. لكن بالنظر إلى سجل الجيش الفظيع فى مجال حقوق المرأة والذى أوضحته طرق التعامل مع المتظاهرات، فإنه يتعين على واشنطن أن تتجنب هذا الأمر مهما كان الثمن.
وتحدثت المجلة الأمريكية عن شكاوى النساء فى مصر، بدءا من عدم تمثيلهم بما يكفى فى المناصب السياسية منذ رحيل مبارك، حيث قام الجيش بتعيين لجنة لكتابة المبادئ الدستورية بعد الثورة مباشرة، وخلت تلك اللجنة من أى أمراة. وزادت الأمور سوءاً مع إجراء ما يسمى بكشف العذرية على عدد من المتظاهرات..
وعلى الرغم من مسئولية العسكر عن العنف ضد المرأة، إلا أن المسئوليين العسكريين كانوا بانتظام يتحججون بسلامة النساء كسبب لاستبعادهم من الحكومة وللحفاظ على قانون الطوارئ. وبعد إعلان وزير التنمية المحلية عن احتمال اختيار سيدات بين المحافظين لأول مرة فى التاريخ المصرى، تراجعت الحكومة وقالت إنها لا يمكن تنفيذ ذلك بسبب نقص الأمن بما يجعل خروج النساء للشارع لمتابعة مشكلات الناس أمر فى غاية الخطورة.
ودعت فورين أفيرز الولايات المتحدة إلى القيام بدور للدفاع عن حقوق المرأة فى مصر من خلال تشجيع الانتقال سريعا إلى الحكم المدنى، وربط المساعدات العسكرية لمصر بانسحاب الجيش من الحياة السياسية، لكن إذا قامت الحكومة التى ستشكل بعد الانتخابات بتقييد حقوق المرأة، يجب أن تكون واشنطن حكيمة فى تجنب مناصرة نتائج محددة، لأن هذا التدخل من شأنه أن يأتى بنتائج عكسية على الأرجح، ويقوى حجة المحافظين والإسلاميين بأن الغرب يحاول فرض معاييره الاجتماعية الخاصة به.
وتتفهم الناشطات النسائيات وأنصارهن فى الخارج هذ الأمر جيدا، وقد وافقت الدول المانحة لمصر على عدم وضع أى شعار خاص بها على المواد اللازمة لحملات منع ختان الإناث فى القرى المصرية خشية أن تعزز التصور بأن هذا المشروع يهدف إلى تشجيع المجون الغربى.
وختمت المجلة تقريرها بمطالبة الولايات المتحدة بمعارضة محاولات الجيش الحد من حرية جماعات المجتمع المدنى فى العمل.
فورين أفيرز تدعو واشنطن للدفاع عن حقوق المرأة فى مصر
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 02:20 م