"لم تأت الرسائل التطمينية التى حملها ممثلو الأحزاب الإسلامية للمتعاملين فى البورصة، بثمارها المرجوة، إذ تجاهل السوق تلك الرسائل، مواصلاً السير فى اتجاهه الهابط، نظراً لرهنها باستقرار الأوضاع، ومرور ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير بسلام، والانتهاء من آخر مراحل الانتخابات، بتشكيل البرلمان"، حسبما أكد خبراء سوق المال.
وأرجع الخبراء تراجع البورصة الحاد، ومواصلة خسائرها، إلى أن تلك الرسائل لم تكن كافية لإنعاش السوق، أو جاءت متأخرة، أو أن اقتناع السوق بها سيكون من خلال العمل على أرض الواقع، فى ظل استقرار الأوضاع فى البلاد.
وأكد الخبراء، أن جدوى الخطط الاقتصادية للأحزاب الإسلامية، لن تظهر على البورصة المصرية، سواء بالإيجاب من خلال إنعاش السوق ودفعه للصعود مجدداً، أو بالسلب من خلال الزج به لمزيد من الهبوط، إلا عن طريق تنفيذ الإسلاميين لخططهم بشكل فعلى.
وقال هشام توفيق عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن البورصة لم تتأثر بما بثه الإسلاميون من رسائل تطمينية خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد أمس الاثنين، بل تجاهلت ذلك الحدث مواصلة اتجاهها نحو الهبوط، وسط شح شديد فى السيولة وتدنى أشد فى أحجام التداولات.
وأكد توفيق، أن أجواء القلق والترقب التى خيمت على أداء السوق، فى أعقاب الفوز الكاسح للإسلاميين فى المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية، لن تزول تماماً وتتبدل بالطمأنينة إلا من خلال تنفيذ الأحزاب الإسلاميين لرؤاهم وخططتهم الاقتصادية، والتى تحمل فى طياتها برامج اقتصادية قيمة.
وأوضح إيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة والأوراق المالية، أن رسائل الإسلاميين وتأكيدهم على دعمهم للسوق المصرية، لم تكن مفاجئة، وإنما جاءت لمحو ما تسببت فيه تصريحات أحد ممثلى الأحزاب الإسلامية من أثار سيئة فى نفوس المستثمرين لاسيما المحليين، والتى دفعها ضبابية الموقف السياسى وتوتر الأوضاع الأمنية فى البلاد، لأن تنال جانباً من الجدل حولها، فى حين أنها فى الأساس عارية تماماً من الصحة.
ولفت سعيد، إلى عدم منطقية الربط بين تصريحات الإسلاميين أمس، وهبوط البورصة، قائلاً: "إن السوق يسير فى اتجاهه الهابط منذ عدة جلسات مضت، كما أن التدنى الشديد الذى أصاب أحجام تداولاته، لم يكن وليد الجلسة التى تزامنت مع المؤتمر الصحفى، وإنما تعانى التداولات منه منذ جلسات سابقة، حينما وصلت التداولات لأقل قيمة لها منذ سبع سنوات".
وأشار سعيد إلى أن عدم تأثر المستثمرين الأجانب فى السوق المصرية، بما قاله ممثلو الأحزاب الإسلامية، من تصريحات تحمل رسالة مفادها أن التعامل فى الأسهم حلال، وأنهم معنيون بالاقتصاد المصرى، ويدعمون سوق المال، قائلاً: "فالأجانب مستمرون فى مواصلة خروجهم المنظم من السوق، والذى يرتبط بعدة عوامل داخل مصر وخارجها".
واختتمت مؤشرات البورصة تعاملاتها أمس الاثنين، على تراجع جماعى كبير، وفقد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة 2.8 مليار جنيه، مدفوعة بعمليات بيع مكثفة من قبل المستثمرين الأجانب.
ومن جانبه، قال محمد عبد المطلب خبير أسواق المال، إن التصريحات التى حملها مؤتمر البورصة المنعقد أمس، جاءت لتعبر عن وجهة نظر الأحزاب الإسلامية فى تعاملات البورصة، ولتكشف عن خططتهم الاقتصادية المستقبلية، والتى أكد جميعها دعمهم لسوق المال بشكل خاص والاقتصاد المصرى بشكل عام.
وأضاف عبد المطلب، أن المستثمرين فى السوق المصرى أصبحوا أكثر حذراً وحيطة، وأصبحوا بحاجة لدلائل ملموسة على أرض الواقع تؤكد لهم صحة ما قيل.
وأكد خبير أسواق المال أن الشائعات المنتشرة فى مصر حالياً، بشأن ما يمكن أن يحدث من اضطرابات خلال الاحتفال بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، هى السبب الرئيسى فيما ينتاب المستثمرين من تخوفات، والتى تتجلى فى عزوفهم عن التعامل، لحين مرور ذكرى الثورة بسلام، لضمان استقرار الأوضاع، علاوةً على تشكيل مجلس الشعب.
خبراء: السوق يتجاهل رسائل "الإسلاميين" للبورصة
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 03:34 م
البورصة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة