قال القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل، إنه تم تأجيل تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة إلى ما بعد اجتماعات الرباعية الدولية المقررة فى 26 يناير القادم، وذلك بقرار من الرئيس محمود عباس، موضحا أن الرئيس عباس يرهن تشكيل الحكومة بنتائج هذه الاجتماعات، فإذا حققت نتائج إيجابية للسلطة فلن يمضى فى تشكيل حكومة مع حماس، أما إذا لم يتحقق شىء منها فسيفكر فى تشكيل حكومة مع حماس.
وكشف البردويل فى مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى غزة، أن الاجتماعات التى عقدت فى القاهرة لم يتم خلالها مناقشة تشكيل الحكومة الفلسطينية الانتقالية، مضيفا أنه فى حال تشكيلها فستكون حكومة مؤقتة ذات طابع خدمى لا تحمل أى هوية سياسية وتحضر للانتخابات التشريعية التى ستفرز حكومة تقوم على برنامج سياسى.
وعن إعلان نتنياهو بأنه لن يتفاوض مع أى حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس، قال البردويل "إن هذا الكلام يسرنا"، لأن حماس لن تتفاوض مع إسرائيل، منبها إلى أن حركته دخلت إلى الوحدة مع حركة فتح لكى تبعدها عن التفاوض مع إسرائيل.. وطالب السلطة الفلسطينية بأن تقوم بحملة دبلوماسية توضح أنه ليس من حق إسرائيل التدخل فى الشأن الفلسطينى.
وحول مدى التأثير الذى ستحدثه حماس فى منظمة التحرير الفلسطينية بعد الانضمام إليها، نبه قيادى حماس إلى أنه من المبكر القول إن حماس قد دخلت إلى منظمة التحرير وما حدث هو دخلوها الإطار القيادى، لكن المشاركة الكاملة فيها ستكون بعد انتخابات المجلس الوطنى.
يشار إلى أن المجلس الوطنى الفلسطينى يعد السلطة العليا للشعب الفلسطينى، وهو الذى يضع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية ويرسم برامجها.
وأوضح القيادى فى حماس الدكتور صلاح البردويل، أن حركته ستسعى إلى إعادة منظمة التحرير إلى الطريق الذى بدأت منه وهدفها التحرير، لأن المنظمة بوضعها الحالى فقدت هويتها الفلسطينية وأصبحت منظمة للتفاوض وتحليل ما تريده السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن المجلس الوطنى الجديد سيعمل على إعادة صياغة برنامج المنظمة ووضع ميثاق ينسجم مع طموحات الشعب وستكون منحازة إلى الشعب الفلسطينى وليس لحسابات إقليمية ودولية.
وأضاف أن المنظمة بشكلها الحالى فاقدة كل العناصر الأهلية وحماس تسعى لإعادة صياغتها تماما بما يليق بالشعب الفلسطينى، وفى حال عدم دخول حماس ستظل المنظمة فاقدة المضمون.
وعن التوقعات بحدوث صدام مع فتح داخل المنظمة لاختلاف البرامج، قال البردويل "حماس لا تريد الصدام مع أحد وما سيتم الخلاف حوله سنحاول إيجاد العلاج له وشعارنا ألا نصطدم لأن ما وصلت إليه المنظمة من ترهل كان سببه سلسلة من الخلافات والصدامات".. مؤكدا أن حماس ستدخل انتخابات المجلس الوطنى وستكون ممثلة فى كل المؤسسات بالمنظمة.
وحول أسباب دخول حماس للمنظمة فى هذا التوقيت ومدى ارتباطه بتغير داخلى فيها، قال البردويل إن حماس عرض عليها الالتحاق بالمنظمة عام 1990، لكنها رفضت وعندما تغيرت الظروف ولم تعد حركة فتح بهذه الهيمنة وافقت حماس على هذه الخطوة من بوابة الديمقراطية لأن حماس أدركت أن المنظمة لها أهميتها كورقة عربية ودولية لتمثيل الشعب الفلسطينى.
ورأى أن وجود حماس فى منظمة التحرير سيعيدها كونها مرجعية للشعب الفلسطينى وليست تابعة للسلطة الفلسطينية.
وعن التغيرات التى دفعت رئيس حكومة حماس فى قطاع غزة إسماعيل هنية إلى القيام بجولته العربية التى بدأها من مصر، قال البردويل "هناك عدة عوامل ساعدت فى ذلك أهمها تغير الأوضاع العربية خاصة فى مصر التى رفض نظامها السابق خروج هنية من معبر رفح البرى إلى دول أخرى، لكن تبدل الوضع فى مصر ساعد على قيامه بهذه الجولة، إضافة إلى أجواء المصالحة.
وأضاف أن حركة فتح كانت فيما سبق تحرض ضد أى زيارة كان ينوى القيام بها، وترى أن ذلك يشجع على الانقلاب، لكن بعد المصالحة تراجعت حدة هذه اللهجة، إضافة إلى صمود حماس ووجود ثغرات فى جدار الحصار. معتبرا أن تعزيز العلاقات بين حركة حماس والحكومات مكسبا سياسيا واعترافا بشرعية الانتخابات الأخيرة التى فازت فيها حماس.
وحول حقيقة ما أعلنته فتح عن توافقها مع حماس على عودة كوادرها من الخارج لقطاع غزة دون ملاحقة، قال البردويل إن حركة فتح قدمت قائمة تضم 108 أسماء طلبت عودتهم للقطاع دون مساءلة، لكن حماس عندما درست هذه القائمة وجدت أن هناك 18 منها من الممكن أن يعودوا دون أن يتم استدعاؤهم، وهناك 25 اسما لابد من استدعائهم وسؤالهم، ومن بين القائمة أيضا أسماء مطلوبة للعدالة ولا يمكن عودتها دون مساءلة.
وأضاف: عندما أطلعنا حركة فتح على هذا التصنيف رفضت وطالبت بعودة الجميع بضمانات عدم الاستدعاء أو المحاكمة، وتم الخلاف وتأجيل الحديث حول ذلك.. واصفا القضية بأنها معقدة.
البردويل: مشاركتنا فى الحكومة الفلسطينية مرهون باجتماعات الرباعية
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 09:36 ص