أقرت سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الكبير التاريخى "مسجد العين" وروضة "الطفل المسلم" المجاورة، ومحال تجارية فى الشارع الرئيسى بحى وادى حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك "إلى إشعار آخر".
وجاء فى أمر الإغلاق أن ذلك بحجة "الحرص على السلامة العامة وخشية حدوث انهيارات أرضية أخرى بعد الانهيار الذى وقع أمس قرب المسجد والمنطقة المشار إليها".. وأعربت "لجنة الدفاع عن سلوان" على لسان رئيسها فخرى أبو دياب عن خشيتها من هذا القرار، خاصة أن سبب الانهيارات سواء التى وقعت أمس أو فى السابق هو الحفريات المتواصلة والمستمرة تحت الشارع الرئيسى لشق أنفاق باتجاه المسجد الأقصى، والتى لم تتوقف بعد انهيار أمس، ما يبعث على القلق والخشية من إغلاق المسجد والروضة وهو هدف سعت إليه مرارًا سلطات الاحتلال وجمعيات الاستيطان اليهودية فى المنطقة.
وحذر أبو دياب من إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق المزيد من المحال التجارية والمنازل فى المنطقة؛ بهدف الاستيلاء عليها وتشريد السكان، وبالتالى تهويد حى "وادى حلوة"، وهو الحى الأقرب إلى المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية.
وأهاب أبو دياب بسكان المنطقة بإبداء أعلى درجات اليقظة والحيطة والحذر من مخططات الاحتلال التى تستهدف وجودهم فى الحى، مناشدا المجتمع المحلى والدولى بحكوماته ومؤسساته التدخل السريع لوضع حد لمخططات الاحتلال الخبيثة والخطيرة فى المنطقة، والتى تستهدف المسجد الأقصى والوجود الفلسطينى فى محيطه فى آن واحد.
من جهة أخرى، كشفت لجنة الدفاع عن سلوان النقاب عن نية سلطات الاحتلال بالتنسيق مع جمعيات استيطانية يهودية تنفيذ عدة مشاريع ضخمة فى البلدة، خاصة فى المنطقة القريبة من سور المسجد الأقصى المبارك الجنوبى هدفها تزوير تاريخ وتراث المنطقة.
وقال عضو اللجنة فخرى أبو دياب إن المشروع الأول الذى كشفت عنه وسائل إعلام عبرية يتعلق ببناء مشروع سياحى ضخم مساحته الإجمالية 8400 متر مربع، ويشمل بناء موقف لسيارات المستوطنين وحافلاتهم بمنطقة باب المغاربة أطلقوا عليه تسمية "حنيون جفعاتى".
وأضاف أن مشروعًا آخر سيتم تنفيذه فور مروره بدوائر الاحتلال ويتعلق بإقامة معارض ومطاعم ومقاه مقابل ما سمته بلدية الاحتلال فى القدس "جبل الهيكل" وهو المسمى لتلمودى للمسجد الأقصى المبارك.. لافتا إلى أن هذا الموقع سيتم بناؤه فى المنطقة بحيث يكون ظاهرًا ليرى منه الزوار ما أطلق عليه المصممون "الآثار والمعالم اليهودية فى سلوان".
وأوضح أبو دياب أن مشروعا آخر تستعد جمعية العاد الاستيطانية اليمينية المتطرفة لتنفيذه وتبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر مربع سيتم تنفيذه فى منطقة العين الفوقا بسلوان ويتعلق بإنشاء متاحف ومشاريع تتعلق بـ "تراث يهودي"' مزعوم فى المنطقة ويتحدث عن اليهود فى الماضى ووجودهم فى المنطقة، مؤكدا أن هذا المشروع يخدم الرواية التلمودية المزعومة حول تاريخ وتراث المنطقة ويخدم السياحة التلمودية الداخلية والخارجية.
واستنكر أبو دياب منح سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة وفى مقدمتها بلدية الاحتلال فى القدس لجمعيات استيطانية وخاصة "العاد" اليمينية صلاحيات بناء مثل هذه المشاريع على حساب الأراضى الفلسطينية والوجود الفلسطينى والتاريخ والتراث العربى والإسلامى فى المنطقة والحقبات التاريخية قبل ذلك.
وقال إن الاحتلال انتقل الآن من مرحلة السيطرة على عقارات وضمها إليه وتحويلها لبؤر استيطانية إلى مرحلة بناء تاريخ مزعوم عبر إنشاء منشآت تخدم رواية مزعومة حول تاريخ يهودى فى المنطقة، مؤكدا أن الهدف الحقيقى من كل ذلك هو استهداف المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به وفى مقدمتها بلدة سلوان.
الاحتلال يغلق مسجدًا بسلوان والكشف عن مشروع ضخم لتهويد تاريخ البلدة
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 06:01 م
المسجد الأقصى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة