أيمن نور يطلق مبادرة للمصالحة بين الجيش والشعب.. ويؤكد على تخوف الإخوان من نقل السلطة لرئيس البرلمان المقبل.. ويدعو الجنزورى أن يكون أكثر شجاعة فى المناطق المحظورة

أكد الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن حجم التغير فى مصر بعد ثورة 25 يناير طفيف للغاية، مفسرا ما يحدث الآن من احتجاجات كبيرة أنها تراكمات لما قبل الثورة ولما بعدها أيضا، فالثورة حتى الآن لم تضف جديدا، مؤكدا على أن الثورة قائمة ومستمرة إلى أن ندرك من مكاسب تعيد بنا الحق فى المواطنة والمساواة، وأن يكون لنا كرامة إنسانية.

وأبدى نور دهشته بأن الشعب المصرى لا يزال يدفع دما جديدا بعد الثورة ابتداء من أحداث ماسبيرو وصولا لأحداث محمد محمود وانتهاء بأحداث مجلس الوزراء، قائلا لازلنا فى زمن الجرائم التى يعاقب عليها الجانى، بل يعاقب المجنى عليه، مضيفا: أننا نحتاج إلى أن ترد الثورة ثقتنا فى وطنيتنا.

وأشار نور خلال لقائه اليوم، الثلاثاء، بطلبة كلية طب القصر العينى إلى أن الواقع ليس مبهجا، ولكنه ليس بهيجا، فالثورة فى أى دولة فى العالم لا تؤتى ثمارها بشكل سريع ولازالت فكرة تحليق عصفور الحرية متاح بل اننا كنا نظن أن الثورة انتهت يوم تنحى مبارك وعدنا إلى بيوتنا وبعد مرور عشرة أشهر تفاجأنا أن الثورة بدأت ولم تنته بعد، مؤكد على أن هناك محاولات لشيطنة الثورة لجعلها مسئولة عن أحداث مثل تعطيل مصالح الناس أو زيادة البطالة فى البلاد.

وأكد نور على الشعب المصرى لديه معركة كبيرة الآن هو أن يصنع دستور يصلح للحياة لمدة قرن قادم، مشدد على أن من يؤتمن على كتابة الدستور قوى مجتمعية مشتركة ومتضامنة وأنه لن يتم بطريقة الاختطاف ولا يجوز أن يؤتمن عليه من قتل أبنائنا.

وطالب نور شباب كلية طب القصر العينى بضرورة التفريق بين أداء الجيش وأداء الجهة السيادية المتمثلة فى المجلس العسكرى، قائلا "الجيش له مكانة وقيمة ولابد أن يخرج عن الصراعات والمواقف الحزبية وألا يتدخل فى المعارك الداخلية لأنه غير مهيأ لهذا الدور الداخلى فى الأساس، مطلقا مبادرة للمصالحة الوطنية بين الجيش والشعب لأن الجيش شىء أساسى لبناء الدولة، موجها رسالة لرجال الجيش قائلا "لا نريد مشهدا بعينه يجعلنا نخسر مؤسسة فأنتم فى عيوننا ويجب أن يحاكم المسئول عن الجرائم التى حدثت"، مؤكدا على أن ما يحدث يجب ألا يجعلنا أن نأخذ موقفا من الجيش.

وبالسؤال عن غلبة التيار الإسلامى فى البرلمان القادم رفض نور مصطلح فوز الإخوان المسلمين قائلا إن التحالف الديمقراطى هو الذى فاز فى البرلمان، مشيرا إلى أن هناك أحزابا بالتحالف غير راضية على أدائه، ولكن سنعمل على تطويره فى إطار الجماعة الوطنية، معبرا عن عدم قلقه من وجود تيارات إسلامية بشكل واسع فإن ذلك يمثل إرادة الناخب.

وأضاف نور أن أى برلمان بعد أى ثورة فى العالم ليس هو الأفضل ولا يعبر عن الثورة بشكل كامل، وذلك لأن هناك قوى سياسية كانت مستعدة بشكل كبير للانتخابات فى حين ظهرت قوى سياسة جديدة كانت غير مهيأة أو مستعدة لخوض الانتخابات، ولكنها ظهرت بشكل طيب، واصفا البرلمان الحالى بأنه غير مزور وغير عادل أيضا، مطالبا بعدم التشكيك فى شرعية البرلمان حتى لا تهدم أول مؤسسة شرعية فى مصر بعد برلمان الثورة.

ووصف نور ميدان التحرير بأنه ساحة الوطنية وأنه سيعود له كامل شرعيته فى يوم 25 يناير عندما يكون هو المكان الأول لإحياء الثورة، قائلا نحتاج إلى حقنة دم نظيفة تجدد شرعية الثورة.

وأبدى نور تأييده الكامل لانتقال السلطة فورا إلى رئيس البرلمان، موضحا أن هناك نصا دستوريا يوجب انه فى حالة غياب الرئيس أو الملك يحل محله رئيس البرلمان، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين غير متحمسين لذلك، ولديهم تحفظات على ذلك.

وطالب نور بضرورة وجود وزارة لمواجهة الفساد واسترداد الأموال الهاربة، مؤكدا على أنه طالب الجنزورى بذلك، متسائلا كيف يحاسب مبارك وأسرته على 5 فيلات فقط أخذوها على سبيل العطية، واصفا ذلك بأنه أكبر تكريم لمبارك ونظامه الذى استغل مصر لصالح عصابة لازلنا نعانى من تواطؤها حتى الآن، مضيفا أنه شدد على الجنزورى بضرورة أن يتحلى بالشجاعة فى المناطق المحظورة.