أمريكية من أصل مصرى: "الإسلاميون هيفوزوا وعاوزة أبو الفتوح للرئاسة"

"الإسلاميون هيفوزوا وأنا انتخبتهم، وعاوزة أبو الفتوح أو العوا يمسكون الرئاسة، لأن مصر بلد إسلامية، واللى مخليها كويسة هو الدين، وأنا ما بعرفش أعمل حاجة هنا غير أنى أصلى وبس".. هذه لم تكن كلمات سيدة استدرجها التيار الإسلامى بحفنة من الخبز وقليل من الخضروات واللحوم.. ولكنها تعود إلى سيدة مصرية قضت 38 فى أكبر العواصم الاقتصادية فى العالم وهى نيويورك حتى حصلت مؤخرًا على الجنسية الأمريكية.

السيدة هناء الجعرانى، 59 عامًا، جاءت هنا عام 1973 حينما كان عمرها 20 عامًا، إذ كان يعمل زوجها المرحوم توفيق شكرى مترجماً فى منظمة الأمم المتحدة الدولية، وحينها وجدت وظيفة مناسبة بالدور السفلى للمنظمة كمصممة فى محلا لبيع العديد من المنتجات العاكسة لثقافات بلدان مختلفة عضو فى الأمم المتحدة.

وبعد أربعة سنوات من العمل فى المنظمة الدولية توفى زوجها، فيما تم ترقيتها لشغل منصب مدير المحل الذى تملكه شركة أمريكية يهودية مؤيدة لإسرائيل، وهذا هو السبب الرئيسى الذى جعلها غير قادرة على ارتداء حجاب إسلامى، فيما تحايلت على الموقف بارتدائها قبعة تحجب شعرها.

قالت هناء الجعرانى لـ"اليوم السابع": "وقت الانتخابات كنت مبسوطة خصوصًا لما شفت الصف الطويل من الناس اللى مستنيين دورهم فى التصويت والدنيا بتمطر عليهم"، وهو ما اطلعت عليه بنفسها أيضا عندما قررت النزول إلى مصر للتصويت فى المرحلة الأولى حيث تقع دائرتها فى قسم الإبراهيمية بمحافظة الإسكندرية.

وبعد شد وجذب مع أصحاب المحل اليهوديين استطاعت الحصول على يوم الجمعة كعطلة أسبوعية لها حتى تتمكن من التعبد، وكتطور طبيعى لعدم انغماسها فى المناخ الأمريكى اليهودى المؤيد لإسرائيل الذى يحيط بها طالبت بشراء منتجات فلسطينية وعرضها فى المحل إلا أن القائمين على المحل رفضوا ذلك.

الجعرانى التى حصلت على الجنسية الأمريكية منذ خمسة سنوات فقط، لديها ابن يدعى وليد حاصل على ماجستير فى الاقتصاد من إحدى الجامعات الأمريكية، لم يتمكن من العمل فى الأمم المتحدة، بسبب المحسوبية، على حد قولها، أما بنتها فتعمل مدرسة فى مدينة جدة السعودية حيث تعيش مع زوجها الذى يعمل مهندساً معمارياً.

وعن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين قالت: "طول عمرنا عايشين مع بعض، وأنا باحزن لما أشوف تفرقة بين المسلمين والمسيحيين".