شن محمد مصطفى شردى، نائب رئيس حزب الوفد، هجوماً حاداً على التيارات الإسلامية، وقال مخاطباً من اعتبرهم "يهاجمون الوفد": بيننا من هو أكثر حكمة وإسلاماً منكم.
وأضاف شردى، خلال المؤتمر الذى عقده الحزب بقرية أبا البلد، بمركز مغاغة لدعم مرشحى الحزب فى المرحلة الثالثة بمحافظة المنيا مساء أمس: "بعد الثورة لا يجب أن نشغل أنفسنا بالصراعات"، مشيراً إلى أن القوى السياسية تخلصت من النظام السابق و30 سنة من الظلم والفساد، لتبدأ فى التخبط فيما بينها والانشغال بالصراع على الكراسى.
ونفى شردى وجود أى نية لدى حزب الوفد للتحالف مع أى من القوى السياسية فى المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب، مستبعداً فى الوقت نفسه أن يكون هناك تحالفات للوفد داخل البرلمان المقبل.
وتابع: "الوفد دخل فى تحالف مع الإخوان عندما كانت الدعوة عامة ومطروحة للجميع، وكان حزب نجيب ساويرس أيضاً من بين المدعوين للانضمام، وحينها لم نكن نعلم موعد الانتخابات، وحينما خرجت نتيجة الاستفتاء، وما سبقها من تحركات للقوى الإسلامية، تأكدنا أن التحالف مع الجماعة يتعارض مع المبادئ والثوابت التى تربينا عليها داخل الوفد".
وقال شردى: "الوفد لن يسمح بتمزيق مصر، ولن يسمح لأحد بانتزاع الصليب من الهلال، ولا الهلال من الصليب"، مشيراً إلى أن الحزب لا يريد إقحام الإسلام فى مرحلة يتم الحكم فيها على السياسة فى مصر من خلال الدين، لأنه من الوارد أن يحدث فشل، الأمر الذى سيؤثر بطبيعة الحال على صورة الدين نفسه.
وأضاف أن ما تردد على لسان الدكتور وحيد عبد المجيد، المنسق العام للتحالف لا أساس له من الصحة، مجدداً تأكيده على أن الوفد لا يسعى للتحالف مع أحد.
واستنكر شردى، خلال المؤتمر التعرض للقيادات التاريخية للوفد، من قبل التيارات الإسلامية، وكذلك استغلال دور العبادة فى الدعاية، قائلاً: "لا يجوز استخدام المساجد فى الانتخابات، ونحن نحترم كل من يمثل الدين وننتظر نشر الفضيلة والأخلاق، ولكن لابد من عدم تناول شخصيات تاريخية مثل صفية زغلول التى تهاجم بعد وفاتها بـ50 عاما فى المساجد.. عيب على الرجالة سماع شتيمة سيدة ذكرها التاريخ". وبحسب ما يرى شردى، فإن المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، كشفتا أن العملية الانتخابية تحولت إلى صراع بين "مسلم" و"كافر" و"مسيحى".
واعترف شردى بوجود 5 أعضاء من الوطنى المنحل فى حزب الوفد، لكنه قال: "إذا كان هناك ما يعيب علينا فى ضم الفلول، فإن حزب الحرية والعدالة يضم من 4 إلى 5 أعضاء من الفلول ضمن قوائمه، فى حين تضم الكتلة المصرية نحو 80 عضواً، والحكم لا يجب أن يكون قائماً على انتماء العضو للوطنى أم لا، وإنما يجب أن يكون قائماً على مدى مشاركته فى إفساد الحياة السياسية كما هو متعارف عليه".
وأقر شردى بوجود قصور فى الحملة الدعائية لحزب الوفد، مبرراً ذلك بأن الحزب "لا يمتلك ثروة، وإمكانياته ضعيفة"، على حد قوله، وتابع: "لا نستطيع أن نغطى مصر سمنا وزيتا وسكر كما يفعل الآخرون"ـ فى إشارة إلى حزب الحرية والعدالة ـ مؤكداً أن ما يتم إنفاقه فى الدعاية على قنوات الحياة هو تبرع شخصى من رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى، كما استنكر استمرار وجود تجاوزات فى العملية الانتخابية، قائلاً: "مخالفات المرحلتين الأولى والثانية، متوقع حدوثها فى المرحلة الأخيرة، واللجنة العليا للأسف، لم تجرؤ على التحرك حيال هذا الأمر".
وعن عدد الأقباط المرشحين على قوائم الوفد، قال: "الحزب رشح 37 قبطياً، ولكن لا يجب النظر للمرشحين على أساس دينى، ولا ينبغى أن نرشح مسيحيا فى الدوائر ذات الغالبية القبطية، أو العكس، فالأمور لا يجب أن تقاس على أساس الدين". وتابع: "هناك خطأ تم باسم الكنيسة ونرجو تداركه، وكنا نهاجم ذلك فى التيار الإسلامى".
من جهته، قال المرشح أشرف أبو الغيث، مرشح قائمة حزب الوفد الشمالية، التى تضم بندر المنيا إلى مدينه العدوة شمالاً: "التيار الإسلامى، استغل حب الناس للدين ودخلونا فى انتخابات مع ربنا"، وتابع: "أنهم استخدموا فى حملتهم الانتخابية اللعب على احتياج المواطنين من توفير أنبوبة البوتاجاز والسمن والسكر، وأى شخص لو طلبت منه انتخاب شارون سوف ينتخبه تحت راية الاحتياج".
وأضاف: "مرشحو الوفد أنفقوا من جيوبهم على الانتخابات بينما الإخوان يتم تدعيمهم من الخارج"، مشيراً إلى أن الحزب كان أمامه طريقان، إما اختيار مرشحين بسطاء أو رجال أعمال من فلول النظام السابق، وهذا ما رفضه الحزب منذ البداية، متوقعا حصول الوفد على 3 إلى 4 مقاعد فى المنيا.
وأكد أن الوفد لم يحصل إلا على أصوات محبيه والمثقفين، وليس المسيحيين مثلما يزعم كثيرون، بدليل خسارة مرشح الحزب فى سوهاج، الذى لم يحالفه الحظ، منتقداً تدخل الكنيسة فى الانتخابات، قائلاً: "الكتلة نبت شيطانى وأصواتهم موجهة من الكنيسة".
"شردى" فى مؤتمر لدعم مرشحى "الوفد" بـ"المنيا": لا نسعى لتحالفات.. ولا نملك تغطية الناخبين "زيت وسكر" كما يفعل غيرنا.. لدينا 5 فلول وكذلك "الحرية والعدالة".. ومرشح للحزب يصف "الكتلة" بـ"النبت الشيطانى"
الإثنين، 26 ديسمبر 2011 03:53 م
شردى خلال المؤتمر