دار الوثائق تبدأ فى رقمنة مذكرات "زكى حشمت كرام"

الإثنين، 26 ديسمبر 2011 12:45 م
دار الوثائق تبدأ فى رقمنة مذكرات "زكى حشمت كرام" دار الوثائق القومية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ دار الوثائق القومية فى رقمنة المخطوطات والمذكرات الخاصة بزكى حشمت كرام، والتى تصل إلى 14 محفظة متنوعة، أهداها للدار الباحث الدكتور عمر رياض الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة ليدن.

وقال الدكتور عبد الواحد النبوى، رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية والمدير العام لدار الكتب والوثائق، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الدار ستتيح تلك المذكرات خلال الفترة القادمة عبر موقعها الإلكترونى حتى تمكن الجميع من الاطلاع عليها.

وأضاف "النبوى"، أن هذه الوثائق تروى واقع ألمانيا والعالم، خاصة الجزيرة العربية فى هذه الفترة بين الحربين العالمتين، وتوضح أيضًا علاقة "زكى كرام" بزعماء وأمراء الجزيرة العربية فى بداية رحلته فى توريد السلاح لمنطقة الجزيرة العربية، والدور الذى لعبه فى المنطقة كجاسوس ألمانى، وتوثق هذه المذكرات لأحداث فترة مهمة من تاريخ الجزيرة العربية والعالم، وتقدم قصة شخصية تنتمى إلى الصفوف الخلفية فى عالم الساسة والمفكرين والقادة مثل زكى حشمت كرام.

جدير بالذكر أن زكى حشمت كرام ولد عام 1886 فى سوريا من أصل لعائلة فارسية، وبدأ كرام دراسته العسكرية فى سوريا، ومنها انتقل إلى اسطنبول، حيث أكمل دراسته فى الأكاديمية العسكرية.

وفى عام 1904 عين ملازما فى الجيش العثمانى، وفى أثناء الحرب العالمية الأولى عين قائدا لقوات البدو فى العريش فى شبه جزيرة سيناء. فى عام 1916 أصيب بشظية فى رجله اليسرى على مقربة من قناة السويس، وبعد فشل علاجه فى القدس نقل كرام فى عام 1917 إلى برلين لتلقى العلاج، حيث مكث هناك حوالى عامين، قرر الأطباء بعدها بتر قدمه اليسرى حتى الركبة.

وأثناء تلك الفترة كان كرام يستغل وقته فى كتابة مذكرات خاصة عن حياته، وكتب انطباعاته عن مدينة برلين، والحالة الاجتماعية والسياسية للعرب والمسلمين القاطنين فى ألمانيا آنذاك، وفى إحدى مذكراته اليومية ينتقد كرام زملاءه من العسكريين العثمانيين فى برلين بشكل كبير، وذلك لسوء سلوكهم بالمقارنة بأقرانهم الألمان الذين كانوا يقدرون مكانتهم العسكرية.

وعلى نفس الدرجة، لم يكن كرام مسروراً بأوضاع القنصلية العثمانية، وكذلك حال الموظفين الذين كان يصفهم بالفاسدين إداريا. وكان هذا كله بالنسبة له ما هو إلا رمزا مبسطا لتهلهل وتهاوى السلطنة العثمانية فى تلك الفترة.

وقد بدأ كرام يستغل خبرته العسكرية فى تجارة السلاح، حيث عمل وسيطا فى الاتفاقات المنعقدة بين مصانع السلاح الألمانية وبعض الحكومات العربية والإسلامية، خاصة مع الحكومة المتوكلية اليمنية فى عهد الإمام يحيى، والتى كانت سياسته لا تسمح بالتدخل الأوروبى فى الشئون الداخلية، إلا أنه كان مستعدا لتسليح الجيش اليمنى بالدخول فى صفقات للسلاح مع المسلمين وغير المسلمين. وقد كان لتجار السلاح الألمان نصيب الأسد من تلك الصفقات، ولهذا السبب وبناءً على دعوة من الإمام يحيى سافر كرام إلى اليمن فى أعوام 1930 و1934 و1936-1937.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة