الإندبندنت: بريطانيا بدأت الاتصال بالإسلاميين مبكراً

الإثنين، 26 ديسمبر 2011 01:12 م
الإندبندنت: بريطانيا بدأت الاتصال بالإسلاميين مبكراً الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين المخضرمين، والذى يتمتع بخبرة كبيرة فى الشأن المصرى، كان على يقين من أن مبارك لن يتنحى فى أى وقت قريب فى مطلع فبراير الماضى.

وفى المقال الأول، الذى تنشره الصحيفة اليوم ضمن سلسلة من المقالات عن عام 20011، الذى كان عاصفاً فى الشرق الأوسط باعتباره عام الثورة، يتحدث الكاتب دونالد ماكنتير عن الانتفاضات الشعبية التى شهدها العالم العربى، وكيف قضت على عقود من الاستراتيجية الدبلوماسية الغربية.

يقول الكاتب فى البداية، إنه لفهم الأهمية الكبيرة لعام 2011، يجدر بنا أن نتذكر أنه فى مثل هذا الوقت من العام الماضى لم يكن أحد بيننا يعرف أنه فى غضون أسابيع قليلة ستكتسح الثورة شمال أفريقيا، بما ذلك مصر، الأكثر سكانا وأهمية فى العالم العربى.

وقال الكاتب، صحيح أن الثورة كانت قد بدأت فى تونس، لكن كان من المستحيل التنبؤ بأنه بنهاية هذا العام سنرى زين العابدين بن على يفر بشكل مخزى على متن طائرة خارج بلاده، وأن حسنى مبارك سيكون مسجونا ويخضع للمحاكمة، وأن معمر القذافى سيتم إعدامه بشكل غير قانونى، وأن على عبد الله صالح سيُجبر على إعلان رحيله، وأن خامسهم، السورى بشار الأسد سيظل يحاول التمسك بالسلطة مضحيا بأرواح آلاف من أبناء شعبه.

ويمضى قائلا: لا حاجة للقول إن التأثير الأكثر أهمية لهذه الأحداث الزلزالية كان على العالم العربى نفسه لكن لأن القوى الغربية كانت تعتبر كلا من بن على ومبارك والقذافى وصالح أصدقاءهم باختلاف قوة هذه الصداقة من حالة إلى أخرى، وكانت تقيم معهم تحالفات حتى مع بشار الأسد، فيما يسمى بالسلام البارد، فإن هذه النتائج ربما تتطلب إعادة تفكير فى نهج الغرب فى المنطقة الذى كان متسرعاً وعميقاً.

ويتحدث ماكنتير عن التحديات التى فرضها الربيع العربى، والتى من بينها فوز الإسلاميين، وقال إنه بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات فى مصر، فاز حزب الحرية والعدالة بأكبر نسبة من المقاعد حتى الآن، وتلاه حزب النور السلفى، بما ترك القوى الغربية فى حالة بحث ودراسة لكيفية التعامل مع ديمقراطية يهيمن عليها الإسلاميون.

ويشير إلى أن نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليج، وهو من أكثر الشخصيات فى داوننج ستريت التى تدعو إلى التواصل مع القوى الصاعدة فى العالم العربى، أجرى اتصالات هاتفية مع قادة حزب النهضة التونسى فور نجاحهم فى الانتخابات البرلمانية، والأكثر أهمية أن السفير البريطانى فى القاهرة جيمس وات التقى فى هدوء مع كبار الشخصيات فى حزب الحرية والعدالة بعد الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وهى إشارة تدل على أن الحكومة البريطانية تنوى فى الوقت الراهن تتعامل مع من سيصل إلى السلطة فى مصر الجديدة أيا كان.

وقد أكد قيادات الإخوان المسلمين لوات أنهم لا يرغبون فى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، أو فرض الشريعة الإسلامية على البلاد، وعلى الرغم من الإقرار بأنه ليس كل ما يقوله الإخوان للزائرين الغربيين يؤخذ على محمل الجد، إلا أن وزير الخارجية البريطانى السابق ديفيد ميليباند يشير إلى دراسة أجرتها جامعة نورث كارولينا توصلت إلى أن إرساء الديمقراطية سيجعل الأحزاب الإسلامية تفقد الدعم لها، ومن ثم ستعدل برامجها نحو اتجاه وسطى من أجل جذب أصوات الناخبين. وأشار ميليباند إلى أن أساس المجتمع المصرى سيظل الطبقة الوسطى ومجتمع الأعمال.

ويضرب مثالا على ذلك بالقول، إنه فى بلد كان خمسة ملايين من مواطنيها يعتمدون على السياحة قبل الثورة، فإن شكوكا تدور حول قبول فكرة السياحة الحلال التى تحرم البكينى والكحول، والتى يدعو إليها السلفيون، وعلى الرغم من التصور السائد عن الثورة بأنها تحالف بين "أطفال جوجل"، أى شباب الإنترنت، وبين الإسلاميين المتشددين، فإن أحداً ممن كان موجودا فى ميدان التحرير فى أيام الثورة لا يخفى أن أعدادا من المتخصصين من المحامين والمدرسين والأطباء وغيرهم رفعوا هوياتهم عاليا وشكوا من فقرهم وصعوبة تأمين تعليم جيد لأطفالهم.

ويختم الكاتب البريطانى مقاله بالقول، إن الدرس الأكثر أهمية الذى تعلمه الغرب من الربيع العربى هو التواضح، فالغرب لم يصنع تلك الثورات ولا يستطيع إيقافها، ربما يمكنه تجاهل تلك القوى الجديدة الصاعدة فى العالم العربى، مثلما اختار أن يفعل الاتحاد الأوروبى مع تركيا بفضل الكتلة الفرنسية الألمانية، وبإمكان الغرب أن يتواصل معهم ولكن بحذر، ولا يوجد خيار آخر.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سامى جعفر

مش عيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة