د. مصطفى النجار

يا من تلوموننا هل ترضون؟

الأحد، 25 ديسمبر 2011 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تألمت وأنا أرى موجات الانتقاد والتخوين لشخصى وآخرين لمجرد أننا تضامنا مع الشهداء وسعينا مع آخرين من النواب المنتخبين لحقن دماء المصريين وبادرنا باقتراح تبكير الانتخابات الرئاسية لإعادة الاستقرار لهذا الوطن.

هذا كل ما فعلته ولا أرى به بطولة، فهو واجبى ولا أرى فيه خطيئة لأنها أمور إنسانية قبل أن تكون سياسية، يسألوننى عن دوافعى لذلك وأستغرب هذا السؤال لأننى أرى الصورة واضحة كضوء الشمس، وأتعجب كيف لا يراها الآخرون رغم سطوعها.

هناك وطن قامت به ثورة لكنها لم تكتمل وتعثرت خطواتها وتحمل المسؤولية والقيادة مجموعة لم تستطع القيام بدورها كما كنا ننتظر، ودخلنا فى متاهات عدة ووقعت كوارث متتالية دامية ومؤلمة،  وصبرنا كثيرا وقلنا سنحتمل هذه الفترة إلى نهايتها ونبدأ من جديد لبناء هذا الوطن، ولكن فاق الأمر حدود التحمل والصبر.

حذرنا دوما من وقوع الصدام المباشر بين المؤسسة العسكرية والشعب، وقلنا إن المؤسسة العسكرية هى آخر مؤسسة متماسكة فى مصر، ولا بد من حفظها لأن مصر تحتاج إلى ذلك، ودعونا كثيرا لإنهاء الدور السياسى للجيش بأسرع وقت حتى نربأ به عن السياسة ومشاكلها التى تؤدى إلى الاصطدام بالناس، ولكن حدث ما كنا نخشاه.

كنا نرى النموذج الليبى والسورى وندعو الله من قلوبنا أن تظل ثورتنا بيضاء، وأن تبقى العلاقة بيننا وبين جيشنا علاقة حب وتقدير وإجلال كما كانت دائما، ولكن فجعتنا المشاهد المؤلمة التى شاهدها العالم أجمع من سحل بنات مصر وتعرية أجسادهن، واحترقت قلوبنا ونحن نحمل الشهداء الأطهار على أيدينا شهيدا تلو شهيد.

ليس هناك أى مبرر يمكن قبوله أو تفهمه لما حدث، المختلفون معنا ويرون أننا نخرب الوطن ونهز استقراره وأننا لا بد أن نصمت، هل سمعتم عما حدث لثمانية من الأطباء والطبيبات الذين كان جرمهم أنهم ذهبوا لممارسة واجبهم الإنسانى بإسعاف الجرحى وتم القبض عليهم من جاردن سيتى واقتيادهم إلى مجلس الشعب فى طابور ساروا بهم على الكورنيش، وهم يرفعون أيديهم على رؤوسهم مثل أسرى الحرب وينظرون للأرض وتلاحقهم الشتائم والسباب والضرب بالعصى والبصق عليهم؟ ثم بعد ذلك تم كهربة الطبيبات فى أجسادهن ثم إلقاؤهن فى الشارع؟

من الذى قام بذلك؟ هل هو الطرف الثالث الذى نسمع عنه ولكن لا نجده أبدا؟ هل كان الشيخ عماد بلطجيا ومتآمرا على الوطن؟ هل كان الطبيب الشاب علاء مجرما يستحق التصفية؟ هل كان محمد مصطفى طالب الهندسة من أعداء الوطن؟ لو كان هؤلاء من أقاربكم أو أبناؤكم ما قلتم ما تقولونه الآن.

ما الذى جعل هؤلاء الأطهار ينزلون للتحرير؟ أليس بسبب الدماء التى رأوها تراق بلا ثمن؟ أليس بسبب الجثث التى ألقيت فى القمامة؟ تقولون إن البلطجية هم السبب فى ذلك، إذن لماذا لا يقوم ولاة الأمور باعتقال هؤلاء البلطجية وعقابهم؟ من بيده السلطة ومقاليد الحكم؟ من الذى يتحمل المسؤولية؟ هل هم من يحكمون أم من يقتلون من الشهداء؟ سلوا ضمائركم؟
تتحدثون عن استقرار؟ أى استقرار يأتى على جثث الشهداء وأعراض الناس وشرفهن؟ تتحدثون عن الانتظار أطول من ذلك وأسألكم كيف ننتظر بعد ما حدث وإذا انتظرنا هل تعتقدون أنه سيكون هناك وطن بعد ذلك.

إننا نرفض البلطجة وتخريب المنشآت ونرى أن أى تخريب هو تضييع لثروات المصريين وحضارتهم ونرفض كل الدعاوى التى تطالب بتغيير مسار الثورة، ونؤكد دوما أن ثورتنا سلمية، وأن أهم أسباب نجاحها هو كونها سلمية وبلا عنف، وسنظل كذلك مهما حدث.
إننا حين نطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فإننا نهدف لإنقاذ الجيش المصرى من تلويث سمعته أكثر من ذلك، وكذلك نحميه من الاصطدام المباشر مع الشعب بعد ما حدث من بوادر كارثية تنذر بحرب أهلية قد يعيشها هذا الوطن إذا استمر سيل الدماء.

إن الاستقرار الذى تتحدثون عنه سيكون بعودة الجيش لحماية حدود الوطن وأمنه القومى وابتعاده عن السياسة والمضى قدما فى مسار التحول الديمقراطى لنقل السلطة إلى مدنيين منتخبين يختارهم الشعب فى انتخابات نزيهة ولا يعنى هذا إسقاط المؤسسة العسكرية كما يطلق بعضهم الفزاعات للتخويف.

إن كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية ستكون مع المدنيين المنتخبين لبناء هذا الوطن ولن تتخلى أى مؤسسة عن مسؤوليتها تجاه هذا الوطن.

لقد كنت من الثائرين على النظام البائد ودفعت ثمن ذلك باعتقال وصعق ورصاص اخترق جسدى وثبت على ما آمنت به من أفكار وقيم وليس عندى استعداد أن أخون مبادئى ولا قيمى التى تربيت عليها من أجل مقعد فى البرلمان أو أصوات انتخابية لا يرضيها ثباتى على ما أراه لصالح هذا الوطن.

فليذهب المقعد إلى الجحيم ولأبقى متصالحا مع ذاتى وراضيا عن نفسى ومرتاحا ضميرى تجاه ما أفعله لهذا الوطن، انحيازى للثورة ومستقبل هذا الوطن ووحدة أبنائه وتماسك مؤسساته انحياز نهائى لا رجعة فيه، أجتهد وقد أصيب وأخطئ، ولكن يكفينى أننى لم أتغير ولم أتلون وسأظل كما كنت مهما كان الثمن.. حفظ الله مصر من كل سوء ورحم الله الشهداء وتقبلهم فى الصالحين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر

كلام معسول

عدد الردود 0

بواسطة:

صابر

اصبر وما صبرك إلا بالله يا أخي

عدد الردود 0

بواسطة:

مدام / جيهان

ما هذا الهراء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

neo

فليذهب المقعد إلى الجحيم ولأبقى متصالحا مع ذاتى وراضيا عن نفسى ومرتاحا ضميرى

عدد الردود 0

بواسطة:

Hossam Yehia

غريبة اوى

عدد الردود 0

بواسطة:

نوران

رائع بجد د.مصطفى ,......ربنا يحمى مصر و يحمى الثورة و ينتقم من كل ظالم و فاسد مضلل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

من الذى بدا

عدد الردود 0

بواسطة:

waleed

خطاب إلى معتصميّ التحرير):

عدد الردود 0

بواسطة:

ABO YEHIA

فليذهب المقعد إلى الجحيم ولأبقى متصالحا مع ذاتى!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حلمي بلال

متفق تماما مع رقم 3

متفق تماما مع رقم 3

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة