قالت فرانسيسكا سيكاردى مراسلة صحيفة لاراون الأسبانية فى القاهرة إن أهرامات الجيزة والأماكن السياحية فى مصر والمرشدين السياحيين وباعة الهدايا الأثرية التذكرية وحتى الإبل، ينتظرون جميعهم بفارغ الصبر وصول السياح الذين يزرون تلك الأماكن فى هذه الفترة من العام، ولكن عدم عودة الاستقرار السياسى وتفشى العنف المستمر فى البلاد يمنعهم من مواصلة عملهم بالسياحة فى مصر، وبفضل توقعات وصول الإسلاميين للسلطة بعد بوادر فوزهم فى الانتخابات البرلمانية فإن فترة الانتظار ستطول لأجل غير معلوم.
وأشارت سيكاردى إلى أن السياحة فى مصر تعتبر من أكبر الموارد الاقتصادية التى تعتمد عليها البلاد، ولأن مصر الآن تعانى من أزمة اقتصادية كبيرة بسبب حالة عدم الاستقرار التى توصلت إليها فكانت السياحة هى المخرج الوحيد من تلك الأزمة، ولكن ما سيعرقل هذا هو وصول الجماعات الإسلامية إلى السلطة، حيث إنها ستمنع السائحين من الحرية التى يستمتعون بها فى هذا البلد من شرب الكحول وارتداء الملابس غير الشرعية التى يرتدونها، وذلك سيؤثر سلبا على السياحة وبالتالى على الحالة الاقتصادية فى البلد.
وأوضحت سيكاردى أن ثورة يناير أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة فى مصر، حيث يوجد موظف واحد مقابل 7 بدون عمل خاصة فى مجال السياحة، وبذلك فإن السياحة فى عام 2011 أصبحت تمثل ثلث ما كانت عليه فى عام 2010 الماضى، وبذلك فقد خسرت مصر فى عام واحد من السياحة فقط أكثر من 4000 مليون دولار.
وقال رجل أعمال مصرى لصحيفة لارازون إن "أعماله ضررت كثيرا بعد ثورة 25 يناير، فضلا عن الضرر الذى لحق بعد مدن أثرية مثل الأقصر وأسوان، وذلك بسبب الخوف الذى انتاب السائحين فى مختلف دول العالم وقاموا بتأحيل رحلاتهم إلى الوقت الذى تستقر فيه حالة البلد وتخلو من أعمال العنف التى تحدث كل فترة.
ولفتت سيكاردى إلى أن هناك توقعات كبيرة بوصول الإسلاميين إلى السلطة وبذلك من الممكن أن تتحول مصر إلى مملكة سعودية أخرى وسيقومون بحظر بيع واستهلاك الكحول ولعب الميسر كما سيحظر الملابس التى يرتديها السياح، حيث إنها مخالفة للشريعة الإسلامية، وتصريحات حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أثارت جدلا واسعا فى مصر والعالم، وأكدت ما يخشونه من تحول هذا البلد المعروف بالأماكن الأثرية العريقة والتى يأتى إليها السائحون من شتى بقاع الأرض لزيارتها إلى بلد ميت دون سياحة وسيختفى أكبر مورد اقتصادى له، ولا أستبعد هدم تلك المناطق الأثرية لأن فى معتقاداتهم أنها تماثيل وأصنام.
فلا يتبقى لمصر سوى خطوات قليلة حتى تصبح أفغانستان جديدة بعد توقعات بفوز الإسلاميين الذين يبعدون كل البعد عن الديمقراطية، فالسلفيون هم من انتقدوا تكريم الكاتب المصرى الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل وادعوا أن جميع رواياته تشجع البغاء والانحلال والإلحاد. كما أن صوت المرأة بالنسبة لهم يعتبر خطأ جسيما وهذا أكبر دليل على أنهم عكس الديقراطية.
تعتبر فرانسيسكا سيكاردى صحفية أسبانية مستقلة فى صحيفة لارازون تعمل فى القاهرة منذ عام 2008 وهى عاشقة للشرق الأوسط وتغطى الآن جميع الأحداث التى تجرى فى مصر فى الوقت الراهن.
وبلغت خبرة سيكاردى فى حضورها الثورة المصرية فى 25 يناير وإقامتها الطويلة فى مصر جعلتها عاشقة لهذا البلد قبل وبعد مبارك، كما أنها كانت من الصحفيين الذين دخلوا ليبيا لتغطى أحداث الثورة الليبية.
كاتبة أسبانية: وصول الإسلاميين للسلطة يؤثر سلبيا على السياحة
الأحد، 25 ديسمبر 2011 04:08 م