"جمال عبد الناصر ومأساة كمشيش.. 1966-1968" عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن دار شمس للنشر والتوزيع للكاتب الدكتور حمادة حسنى.
كتب مقدمته الدكتور محمود جامع صديق الرئيس الراحل أنور السادات، ويتناول حادثه كمشيش التى وقعت فى محافظة المنوفية عام 1966 عندما اقتحمت قوات أمن عبد الناصر إثر مقتل عضو بالاتحاد الاشتراكى فى مشاجرة عائلية فتم توجيه الاتهام لعائلة الفقى كبار ملاك الأراضى الزراعية بالقرية، ويصف الجامع تلك الحادثة فى مقدمته بأنها من أكبر المآسى التى لوثت عصر عبدالناصر فهى حادثة مخزية أصدر فيها عبد الناصر الأوامر بالقبض على جميع عائلة الفقى وبعض أهل كمشيش، وإهانتهم كل ذلك بتحريض من حسين عبدالناصر شقيق عبدالناصر وزوج كريمة عبدالحكيم عامر، وقد صدر الأمر من عبدالحكيم عامر، الذى كلف بدوره شمس بدران، بالقبض على كافه عائله الفقى، وإذاقتهم صنوف العذاب.
ويضيف فى مقدمته أن عبد الناصر كان يتصرف فى مصر كأنها عزبة ورثها.. دون أدنى شعور من خوف من اللة أو شعور بالرحمة أو الوفاء لأبناء هذا الوطن الذين وقفوا بجانبه وحملوه على أكتافهم فألهبها بعد ذلك بالسياط، وهذه الحادثة مأساة تاريخية أهيل عليها تراب الخسة والغدر والتزيف والتزوير حتى انكشفت الغمة وظهرت الحقائق ناصعة تدوى فى الأفاق وتبحث الآن عن ورثه المبادئ الناصرية المزعومة فى أرجاء مصر كلها فتجدهم فى الحزب الناصرى الذى يعد أعضاؤه على أصابع اليدين وهم فى خلاف دائم على رئاسه الحزب الهزيل ولا ترى لهم أى أثر أو فاعلية فى مجتمعنا المصرى ولا لمبادئهم.
ويسرد المؤلف الدكتور حمادة حسنى تفاصيل الحادثة قائلا: فى مقدمة عمله، فى عصر عبد الناصر وتحديدًا فى مايو 1966 اقتحمت المباحث الجنائية العسكرية قرية كمشيش إحدى قرى مركز تلا بمحافظة المنوفية وهناك حدثت أكبر مذبحة لكرامة الناس وأعراضهم وذلك على إثر مقتل صلاح حسين قتله أحد أبناء القرية فى مشاجرة عادية تحول حادث القتل إلى قضية كبرى تدخل فيها نظام عبد الناصر وأجهزته الأمنية والحربية فالقتيل ماركسى تزعم مجموعة من أهل البلدة كانت على خلاف وعداء مع عائلة الفقى - كبار ملاك الأراضى الزراعية بالقرية - صاحب ذلك تعرض العائلة لاجراءات استثنائية انتزعت منها أراضيها بل انتهى الأمر بإجبار العائلة على ترك البلدة بالكامل فى عام 1961 ولكن صلاح حسين ومجموعتة استمروا وعبر تنظيم الاتحاد الاشتراكى فى الدعوة إلى الفكر الماركسى مما أثار أهل القرية والشباب المتعلم فتصدوا لمجموعة صلاح حسين.. وانتهى الأمر بمقتله فى 30/4/ 1966 فى مشاجرة عادية بعيدًا عن الاختلافات الفكرية وعائلة الفقى لتبدأ مأساة هذة القرية.
ويضيف، أن أهل القتيل اتهموا عائلة الفقى لكى تأخذ القضية أبعاداً أخرى. وفى نفس الوقت كان نظام عبد الناصر يعانى من مشاكل داخلية وخارجية فاستغل الحادثة على نطاق واسع وتم تصوير الأمر على أنه عودة للإقطاع فدارت عجلة الإعلام الموجه للتأكيد على ذلك، ونوقشت القضية فى مجلس الأمة وتم التنكيل بعائلة الفقى وأهل كمشيش 314شخصاً –بالقرية فى -حضور حسين عبد الناصر- ثم بالسجن الحربى على مدار عامين، وتتوج هذه الحادثة مجموعة الجرائم البشعة التى ارتكبتها أجهزة عبد الناصر ضد المصريين بدءاً من سحق وتعذيب سجناء الرأى وإهدار كرامتهم مرورًا إلى مذبحة طرة 1957 وكرداسة 1965 وصولا إلى فظائع ما تسمى بلجنة تصفية الإقطاع ومذبحة القضاة 1969.
ويستند حسنى فى كتابه على مجموعة كبيرة من الوثائق منها أوراق قضية (1966-1968).. وأوراق قضية (1976-1978) والأحكام التى صدرت ضدد زوجة القتيل بين عامى 2006 و2009 والصحف وشهادة الشهود من أهل كمشيش، بالإضافة إلى عشرات المصادر والمراجع التى تناولت الفترة.