ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الفوضى التى تعم المشهد السياسى الآن فى مصر سببها سوء إدارة المجلس العسكرى، ورفضه فتح النظام السياسى ومنحه الفرصة والدافع لأحزاب لحل خلافاتهم فى الشارع بدلا من قاعات السلطة، وذهبت إلى أن صياغة الدستور الجديد ستمنح الجيش فرصة جديدة للإصلاح من الوضع وطمأنة الأقليات، والتأكيد لهم أنهم مسموعون، وإن كانت نخبة الجيش حكيمة، فستعيد تحرير العملية السياسية بدلا من السيطرة على اللعبة بأكملها.
ومضت الصحيفة تقول فى مقال كتبه خيرى أباظة، الزميل فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية فى واشنطن، ومسئول سابق فى حزب الوفد، إن ارتفاع معدل العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن فى الآونة الأخيرة زاد من المخاوف المتعلقة بمستقبل البلاد، فضلاً عن أنه أوضح جلياً أن الجيش أفشل مرحلة الانتقال السياسى، ورغم أن المجلس ألقى بطائلة اللوم على "أيدى خفية"، مشيراً إلى متسللين أجانب وفلول الحزب الوطنى، إلا أنه أخفق فى وضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية، بل حاول بغير حكمة أن يحتكر العملية السياسية برمتها بدلا من أن يتقاسم السلطة مع المدنيين.
وقبل تنحى مبارك فى فبراير الماضى، منح المجلس السلطة التنفيذية والتشريعية، واعتقد فى بادئ الأمر المتظاهرون والمعارضة أن المجلس سيتعاون معهم، إلا أنهم اكتشفوا بمرور الوقت، أنه لا يرغب فى ذلك، وبعد ستة عقود من الديكتاتورية العسكرية، كان ينبغى على الجيش أن يسعى للإشراف على انتقال سلمى للسلطة والعودة سريعا إلى ثكناته، وكانت الخطوة الأولى أن ينشئ حكومة وحدة وطنية تضم كل الفصائل السياسية، يتبعها العمل على وضع دستور ديمقراطى، وبعدها كان على الجيش أن يمكن الأحزاب السياسية من التنافس بمساواة، واضعا بذلك أسس اللعبة المتوازنة للجميع، وأخيراً كان يمكنه أن يجرى الانتخابات، وقتها كان سيسمح للأحزاب العلمانية والليبرالية الوليدة بالمواكبة مع الإسلاميين المنظمين، الذين استطاعوا، رغم قمع مبارك لهم، من أن يمولوا أنفسهم ويكتسبوا شعبية واسعة من خلال المساجد والجمعيات الخيرية.
غير أن المجلس سارع بإجراء انتخابات تشريعية، ورغم أن جميع الأحزاب السياسية، باستثناء الإسلاميين، عارضت هذه الخطة، إلا أن المجلس هرع فى مارس الماضى إلى إجراء استفتاء يمهد الطريق لذلك، الاستفتاء كان نزيها ولكنه لم يكن عادلا، فالجيش أجبر المصريين على الاختيار بين عدم التيقن السائد وبين الموافقة على خارجة طريق سياسية غير كاملة أملا فى الاستقرار.
ومجددا، أجريت الانتخابات، رغم المعارضة، وكانت نزيهة ولكنها لن تكن عادلة كذلك، لأن الإسلاميين كانوا الأحزاب الوحيدة المستعدة لخوض هذه التجربة، أما الأحزاب العلمانية فلم يكن لديها وقت كاف للتنظيم، ولم يستطيعوا أن يمولوا أنفسهم كالإسلاميين.
واختتم خيرى أباظة مقاله بالقول، إنه بعد عشرة أشهر على الثورة، يغرق المصريون لأذنهم فى بحر من الإحباط، وبفقد المجلس العسكرى شعبيته يوم بعد يوم، والجميع سواء فائزين فى الانتخابات أو خاسرين يخسرون المستقبل.
نيويورك تايمز: فوضى مصر سببها سوء إدارة الجيش للمرحلة الانتقالية
السبت، 24 ديسمبر 2011 01:43 م
جانب من اشتباكات مجلس الوزراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
فعلا كلام صحيح 100% 100%
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
سيبونا فى حالنا
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
للاخ اللي بيقول سيبونا فى حالنا ؟