علق الكاتب الأمريكى الشهير جون برادلى فى مقاله بصحيفة الديلى ميل على المشهد الوحشى الذى تم فيه تجريد فتاة من ملابسها خلال سحقها على يد قوات الأمن المصرية بالتحرير.
وقال الكاتب، الذى منع نظام مبارك كتاب له ينتقد فيه النظام قبل عدة سنوات من النشر داخل مصر، أن مشاهد الضرب والسحق بالإضافة إلى صورة الفتاة التى هزت العالم، إنما تؤكد فى الواقع إنزلاق البلاد سريعا إلى الطغيان الوحشى بدلا من حلم الحرية الذى تحول إلى غبار.
وأشار أن هذه ليست ذروة معركة بين الأغلبية العظمى من الشعب المصرى والمؤسسة العسكرية، كما أنه من الخطأ أن نعتبر هذه الفتاة بصفتها ممثلة عن الشعب المصرى. لكن هذه هى اللحظات الأخيرة حيث أقلية صغيرة مثالية تقاتل حتى الموت من أجل مبادئها الأساسية.
فغالبية الشعب الذى أنهكته الصراعات يقف حاليا مع العسكر الذى ينظر إليهم بصفتهم المحافظون على النظام ضد المظاهرات التى تتسبب فى الفوضى. حتى أن مصر لم تمتلئ أرجاءها بالغضب إزاء تجريد الفتاة من ملابسها، مثلما كان متوقع فى هذا البلد العربى الذى يتحدث كثيرا عن كرامة المرأة. ولم تلبى الحشود دعوات الثوار للإطاحة بالعسكر من الحكم.
ويرى برادلى إلى أن هذا يرجع جزئيا إلى قلة عدد الثوار المتواجدين بالميدان، فيزعم الكاتب أن عددهم ربما لا يزيد عن 3 آلاف من بين بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمه. غير أن المجلس العسكر نجح إلى حد كبير فى تصويرهم على أنهم متآمرون ومجرمين يهدفون لنشر الفوضى فى البلاد.
وقد ساعد على نشر هذه الصورة الإتجاهات المحافظة للغاية التى يتسم بها معظم المصريين، حتى ان صورة الفتاة لم تصب الغضب على تصرفات الجنود بل أثارت الإنتقادات ضد أسرتها التى سمحت لأبنتهم بالخروج للتظاهر.
ويرى أن مثل هذا العداء يعكس واقع أكثر عمقا وهو أن الإنتفاضة التى شهدتها مصر أوائل هذا العام كانت مدفوعة بالإستياء الإقتصادى وليس السياسى. إذ كان المصريون غضبون إزاء إنخفاض مستويات المعيشة وإنتشار الفقر والبطالة، فيما كانت مسائل الديمقراطية والحرية وحرية التعبير تشغل إهتمام أقلية من المصريين. وفى بلد إعتاد على مقابلة العنف بالعنف، وحيث يعرف المجلس العسكرى أن الأغلبية تؤيده، فإن جنرالات المجلس يتحركون لقتل الأقلية الناشطة.
وإنتقل الكاتب وصاحب كتاب "بعد الربيع العربى: كيف خطف الإسلاميين ثورات الشرق الأوسط"، موضحا أن موقف الإسلاميين من العسكر يتفق مع موقفهم الغير حليف للحركات المؤيدة للديمقراطية غير أنهم يلعبون لعبة طويلة تهدف للوصول إلى دولة الخلافة الإسلامية. وأشار إلى أنهم فى طريقهم لتحقيق ذلك بالفعل.
وأضاف أنه بينما يسير الإسلاميون فى طريقهم نحو الحكم الثيوقراطى، فإنهم سعداء بوضع المؤسسة العسكرية فى موقف الإتهام. فأسلوب حكم الجنرالات العسكريين جنب الإسلاميين اللوم على المشكلات الإجتماعية والسياسية التى بقيت دون حل. والأهم أن هؤلاء الإسلاميين يرغبون فى تركيز طاقتهم على فرض الثقافية الفاشية الخاصة بهم.
ويشير الكاتب، الذى على ما يبدو يخطب عداء الإسلاميين مثلما عاداه نظام مبارك، إلى أن كل من يرغب فى فهم إلى أين تتجه مصر أن يلقى نظره على مدينة الأسكندرية التى كانت قبل عقود مركز للثقافة والتسامح الحضارى، ولكنها سريعا ومع مطلع الثمانينيات أصبحت مركز للإسلاميين وفى غضون ثلاثة عقود أصبحت هذه المدينة تشبه السعودية إلى حد كبير. وما حدث بالأسكندرية فى عقود سيتكرر فى أنحاء مصر لكن فى فترة أقل كثيرا مع منح الإسلاميين التفويض السياسى.
ويختم الكاتب الأمريكى مقاله بسيناريو قاتم جدا حول مستقبل مصر، فجنرالات المؤسسة العسكرية لا يهمهم سوى الإحتفاظ بنفوذهم فى السلطة وحماية امتيازاتهم الخاصة، ولأنه ليس لديهم أيديولوحية محددة فإنهم سعداء بالعمل مع المتشددين الذين لا يعارضونهم، لكن دهاء هؤلاء الإسلاميين سيجعل الجنرالات يدفعون ثمنا باهظا على المدى الطويل.
ويوضح أنه مع إستمرار الفوضى الإقتصادية والأمنية وتراجع عائدات الضرائب وإرتفاع الديون، وانهيار السياحة تقريبا، فى مقابل تلهف المصريين على الاستقرار والسلام وحينما لن يستطيعون الحصول على إحتياجاتهم الأساسية ويزداد الاستياء ثم يجبرون على النزول للشارع مرة أخرى، فإن المؤسسة العسكرية ستصبح محط غضب الشعب وبمكر شديد سيستغل الإسلاميين هذه اللحظة لركوب السلطة وفى هذه الأثناء سيكون الليبراليون الذين أشعلوا ثورة يناير ومات شبابهم فدائها قد سحقوا فى غياهب النسيان.
جانب من اشتباكات مجلس الوزراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد العراقي
خطة «رقصة الموت»: فريق مدرب لقتل مجموعة من الثوار بتمويل أجنبى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنة مصرية
ونت مالك انت
عدد الردود 0
بواسطة:
الصحفي اسماعيل صديق فريدة
الى رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
مش برادلى بتاع المنتخب ياحدق