بمزيد من الحزن والآسى نعى عدد من أعضاء المجمع العلمى أستاذهم ورئيس المجمع الدكتور محمود حافظ والذى توفى صباح اليوم عن عمر يناهز 99 عاماً، حيث أجمع الأعضاء على أن حافظ تميز بدماثة الخلق والعلاقة الطيبة التى جمعته بالصغير قبل الكبير وتاريخ علمى كان بمثابة إضافة كبيرة للثقافة والعلوم المصرية، ورحيله خسارة كبيرة.
قال الدكتور محمد الشرنوبى الأمين العام للمجمع، إن حافظ على الرغم من كبر سنه وبلوغه مائة عام فى يناير المقبل إلا أنه تميز بذاكرة حديدية ونشاط بالغ لا يدل على حالة الوهن والضعف التى كان عليها فكانت معلوماته غزيرة وأفكاره حاضرة ومحل تقدير من كافة علماء مصر.
وأضاف كان حافظ رجلا طيبا متسامح إلى أبعد الحدود، وذو خلق متواضع وعلى الرغم من مرضه إلا انه كان حريص دائما على حضور الجلسات الأسبوعية للجان العلمية ويقدم المتحدثون فيها وكأنه على دراية كاملة بتفاصيل حياتهم العلمية.
واتفق معه الدكتور محمد الجوادى، عضو المجمع العلمى، قائلا أن تفوق حافظ العلمى بدأ منذ تخرجه عام 1935 فى سابع دفعة من كلية العلوم جامعة القاهرة واختاره مشرفة باشا ليصنع منه عالم الحشرات الأول فى العالم العربى ونال درجات علمية عالية من دول كثيرة وسرعان ما لمع اسمه فى علم الحشرات كله وأسس مبنى علم الحشرات الموجود حاليا فى جامعة القاهرة والذى يضم غالبية أنواع الحشرات وكيفية التعرف عليها، بالإضافة إلى أنه ساهم فى اللجان العلمية المعنية بعلم الحيوان والحشرات فى مؤسسات كثيرة.
وأضاف الجوادى أن شخصية حافظ اتسمت بالإلتزام وسلوكه الطيب مع زملائه وتلامذته وكان من أقدم العلماء الذين نالوا جائزة الدولة التقديرية عام 1976، لذا لم يكن مصادفة أن يتم اختياره لرئاسة المجمع العلمى عام 1990 ومجمع اللغة العربية 2005.
ومن جانبه قال الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، ان حافظ كان عالما كبيرا متميزا فى تخصصه وبمثابة موسوعة ثقافية كبيرة غير عادية وله إرادة قوية، وأوضح نور الدين أن وفاة حافظ خسارة كبيرة للثقافة المصرية حامدا الله ان حافظ لم يدرك ما جرى للمجمع نظرا لدخوله فى حالة الغيبوبة منذ شهرين ولكن شاء القدر أن يموت المجمع ورئيسه.