أحمد خيرى يكتب: نداء عاجل أمى عايزه جواهرجى

السبت، 24 ديسمبر 2011 10:15 ص
 أحمد خيرى يكتب: نداء عاجل أمى عايزه جواهرجى     نهر النيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نداء عاجل أمى عايزه جواهرجى.. جلست وأنا واقف بين يديها وفى يدى كوب الشاى الأخضر قالت اجلس بجوارى جلست. أتعرف بماذا أفكر..؟

قلت لا يا أحلى وأحن وأجمل أم قولى يا ست الكل. قالت وهى تنظر إلى الأفق وكأنها تتخيل ما تقول: "يا ابنى عايزه جواهرجى محترف ماهر حاذق أستاذ معلم فى صنعته، جواهرجى حريف، جواهرجى أصلى من العيار التقيل.."، لم أتعود مقاطعة أمى وتركتها تكمل.. "يا ابنى عايزه جواهرجى أظافره وليس أصابعه ولا يديه تتاقل، وتتعاير بالدهب والألماظ.. جواهرجى يقف فى المحل يعرف وزن كل قطعة عنده، ويعرف مكانها حتى وإن انقطع النور والاتصالات، حتى وإن كان بالمحل عشرات الزبائن مشغولين بالتبديل والتغيير والاختيار.. جواهرجى يعرف نفسيه كل صنايعى عنده، وكل عامل فى ورشته ويعرف حاجة كل منهم، وكيف يفكرون وكيف يكسبهم يجيد التعامل معهم، ويجعلهم حائط صد، وفداء للمحل، يجعلهم يحبون ويعشقون المحل قبل مصلحتهم... عايزه جواهرجى يقدر ويحترم الزبون بغض النظر عن جنسه أو دينه أو لونه أو ملابسه... يا ابنى عايزه جواهرجى يعرف الزبون هذا ابن منطقته أصيل هيخاف على المحل وهذه آيادى مدهونى كريم وارد الخارج تريد العبث وتقليب البضاعة وخراب المحل... وهذه أياد مدربة ونجسة تريد حرق المحل... عايزه جواهرجى يعرف عدوه من حبيبه.. جواهرجى يقول ويكشف للزباين وللشارع بأكمله وبصوت عالى نعم هؤلاء ساعدتهم، وممدت يد العون لهم ووقفت بجوارهم وقت الشدة ووقت الفقر والحاجة، ووقت الجهل واليوم خذلونى وفرحوا فى أزمتى واستغلوا ظروفى وفرضوا شروط لمساعدتة.. عايزة جواهرجى يعرف يوزن ويعامل البلدى والصينى والهندى والخليجى والأمريكى والأوروبى... كوب الشاى أبو نعناع أخضر خلص وعين أمى مبتسمة وعينها الأخرى مدمعة مما هى أمك وأمة وأمها وأمنا كلنا... ماما هى مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة