محافظ الأقصر يشهد ظاهرة تعامد الشمس فى معابد الكرنك

الخميس، 22 ديسمبر 2011 06:21 م
محافظ الأقصر يشهد ظاهرة تعامد الشمس فى معابد الكرنك محافظ الأقصر يتابع تعامد الشمس على المعبد
الأقصر - مصطفى جبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر ظاهرة تعامد الشمس فى معابد الكرنك، وهى ظاهرة فرعونية مرتبطة بموسم الإنبات أو احتفالات بداية الشتاء عند المصرى القديم والتى تتصل بموت وبعث الإله أوزوريرس.

وقال محافظ الأقصر، إن هذه الظاهرة الفلكية من الممكن استغلالها إعلاميا للترويج لنوع جديد من السياحة من المهتمين بالفلك وفتح أسواق سياحية جديدة فى دول مثل أسيا وأوروبا الغربية، والذين لهم طقوس خاصة فى الاحتفال بدخول موسم الشتاء.

وأكد الدكتور عزت سعد على الاهتمام برصد هذه الظاهرة وتوثيقها لاستخدامها لجذب السياح فى ضوء التدهور الشديد لحركة التدفق السياحى فى هذه الفترة، والهدف أن تكون إضافة لعملية تنشيط السياحة.

وقال أحمد عبد القادر أحد الأثريين المهتمين بالظاهرة، إنها تحدث مرتين فى العام، الأولى فى 21 يونية، وهو موسم الفيضان عند المصرى القديم أو فصل الصيف كما هو معروف حالياُ والذى يمثل عندهم موسم الخصوبة والزواج، والمرة الأخرى هى موسم الفيضان أو فصل الشتاء فى يوم 20 ديسمبر عن الفراعنة و21 ديسمبر فى التقويم الميلادى الحديث أو 22 ديسمبر بسبب دوران الأرض حول الشمس كل 4 سنوات ودورة حول نفسها كل 26 ألف سنة.

أما منصور بريك مدير آثار الأقصر فيقول أنه حتى الآن لم يتم إثبات أن تلك الظاهرة تحدث بسبب عيد الملكة حتشبسوت، ولكن الدراسة التى قام بها معهد الدراسات الفلكية بأسبانيا عام 2005، وبعد أن تمت الاستعانة بوسائل تكنولوجية حديثة تأكدت الظاهرة والتى استخدمتها الملكة حتشبسوت لتدعيم شرعيتها فى حكم مصر، وأقامت لها بالكرنك معبداً يعتبر الأول من نوعه، حيث تم بناء بوابة وتوجيهها ناحية الشرق وأقامت مسلتين بالكرنك لكى يعبر من بينهما الآله أمون رع – ضوء الشمس- والدها الشرعى لتكتمل مسيرته من الشرق للأفق الغربى ليحيها فى معبدها بالدير البحرى غرب نيل مدينة الأقصر بالطابق الثالث هناك حيث يوجد 24 تمثالاً للملكة حتشبسوت فى الوضع الأوزيرى لتسقط بعدها أشعة الشمس فى قدس الأقداس.

وعن رحلة تعامد الشمس فى قدس أقداس معبد الكرنك، فإن رحلتها بدأت فى الساعة 6 و32 دقيقة، ودخل شعاع الشمس البرتقالى اللون من البوابة الشرقية، وأسقطت أشعتها على القبر الرمزى لأوزوريس الذى يقع إلى الشمال من البوابة ثم أسقطت أشعتها مرة أخرى خلال تلك الرحلة على تمثالى أمون وموت الجالسين خلف معبد تحتمس الثالث المعروف أثرياً باسم"الآخ مينو"، حيث يتجه التمثالين ناحية الشرق، وهما يرجعان لفترة حكم الملكة حتشبسوت، باعتبارها ابنة أمون الشرعية ثم يسقط الشعاع على قدس الأقداس الرئيسى فى الكرنك وتتعامد على ألقاب أمون المحفورة على المسلة التى شيدتها الملكة حتشبسوت، وليس على كل المسلة فى مشهد فلكى رائع، حيث كانت قديماً مسلتان يعبر من خلالهما أمون رع ليكمل رحلته للأفق الغربى، معلناً نهاية أقصر يوم فى السنة وبدء فصل الشتاء.

وأكد بريك، أن هذه الظاهرة الفلكية تؤكد على مدى دقة وروعة العمارة المصرية القديمة وربطها بتعامد الشمس على قدس الأقداس عند الفراعنة، حيث عجز عن فك رموز تلك الظاهرة العديد من العلماء منذ فترة طويلة من الزمن بدأت فى عام 1960 بعد أول ملاحظة ورصد تاريخى لها، حيث كتب العالم الفرنسى بارجية والذى كان يعمل فى معابد الكرنك عن التوجيه المتعمد للشمس فى تلك الفترة من السنة، حيث قال فى إحدى كتابته بالرغم من أن فتحة المعبد من ناحية الغرب ونهر النيل إلا أن المعبد يتصل بالشرق وخاصة شروق الشمس، وجاء عالم آخر يدعى هوكنز وقام بالعديد من الدراسات لتلك الظاهرة وكتب عن التوجيه الشمسى لمعبد الأسرة 9، والمقصود به هنا معبد الكرنك الذى شيده رمسيس الثانى، حيث وجدت نصوصاً بالكتابة.

الهيروغليفية تقول أنه فى يوم 20 ديسمبر – فصل الإنبات عند الفراعنة وموسم دخول الشتاء فلكياً، يحتفل المصريون القدماء بإبحار واجيت وهو احتفال دينى طبقاً لنص نقش على جدران معبد موت الذى يقع خلف الصرح العاشر لمعبد الكرنك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة