خالد بركات

فيروس الفتنة

الخميس، 22 ديسمبر 2011 09:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يليق أبدا أن يمر أسبوع كامل على مصر بدون أحداث مثيرة وغامضة!! وكأننا نعيش مسلسل بوليسى مستمر، وكيف يمر أسبوع بدون أحداث دامية؟! فمن سيكون إذن بطل برامج التوك شو المسائية، ومن أين ستأتى المادة الثرية لملئ ساعات الهواء اليومية؟! مصر دائما فوق صفيح ساخن من الأحداث والأزمات وتحليلات الموقف وتفسيرات الخبراء، لذلك لم أتعجب حينما قرأت على مواقع الإنترنت عن وجود حالات تسمم جماعية بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء، لتبدأ علامات استفهام جديدة واتهامات جديدة للمجلس العسكرى والحكومة والشرطة والفلول وحزب الكنبة وحزب "حرام عليكم خربتوا البلد!! وغيرهم من العناصر غير المؤيدة لاعتصام مجلس الوزراء.
وفى خضم الأحداث يتلخص المشهد دائما بانتشار فيروس الخوف بين المصريين.. حزب خائف من ضياع الثورة.. وحزب خائف من تبعاتها، وفى كل الأحوال فإن الإحباط والترقب يسودان الشارع المصرى، وعلى الرغم من مباركة المصريين والعالم أجمع لسلمية الثورة إلا أننا اتفقنا أن العنف هو الحل دون أن نعلن ذلك صراحة، فحزب "خربتوا البلد" يرى أن على المجلس العسكرى أن يتخذ المزيد من الإجراءات الحازمة تجاه "شوية العيال بتوع التحرير"، بينما يرى شباب التحرير ومحمد محمود وقصر العينى، أنه لا مجال لضبط النفس مع الأمن والمجلس العسكرى الذى تسبب فى قتل ورد الجناين فى مصر.
البسطاء ممن فقدوا مورد رزقهم.. والمهددون داخل بيوتهم.. ومن تعرضوا للسرقة والخطف ولصور الجرائم المختلفة التى أصبحت جزءا من روتين حياتنا.. جميعا خائفون، أهالى الشهداء.. ومن فقدوا نور عيونهم.. خائفون، المخلصون لهذا الوطن خائفون على مستقبلهم، والمتواطئون أيضا خائفون.
إنها الفتنة الملعونة التى تأججت نارها فى قلوب المصريين، فتجاهلوا تماما سلمية الثورة وباركوا حرق المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وحينما يختلط الحابل بالنابل، تتشتت الآراء ويفقد الكثيرون توازنهم وتأييدهم لطرف دون الآخر، وخلاصة المشهد أننا جميعا متهمون، إلا أن نجاح الثورة مرهون بإخلاصنا لمصر إنا أردنا لهذه الثورة النجاح.
وللنخبة أوجه رسالتى: يا من ملأتم أسماعنا كل يوم وليلة بآرائكم الحكيمة حول الحلول والخطط للخروج من الأزمة والعبور الآمن، نسألكم الإخلاص لهذا الوطن.. نسألكم الحكمة والروية.. نرجوكم أن تجهضوا الفتنة فإن وليدها لا يموت، ولنسعى جميعا إلى كلمة سواء بين كل الأطراف.
كلمة سواء حقنا لدماء المصريين.. وحفاظا على تاريخ ومستقبل مصر.. وحتى لا تذهب ريحنا ونتشتت بين فرق وأحزاب، وقبل أن تموت الثورة على أيدينا وبأيدينا، فكل منا دفع ثمنا باهظا للثورة آملا أن يشتم رائحة الحرية، فلا تجعلونا نفقد كل شىء تشبثا بآرائنا وإثباتا بأننا الأفضل والأعقل، فإننا كلما نسعى للبناء لابد أن نترفع قليلا عن الصغائر ونسمو بقيمنا عن رغبتنا فى الثأر ممن يخالفنا الرأى والفكر.
ميدان التحرير قبل عام جمع عشرات الأطياف والفئات.. وملايين الوجوه المختلفة، فلم نسمع يوما عن خلاف بين الإخوان والليبراليين، ولم نر ضغينة بين مسلم ومسيحى، ولم نشهد تشاحنا بين سلفية ومتحررة، الجميع هناك كانوا سواء، وشهدنا لأنفسنا بذلك وشهد لنا العالم أجمع، وشهد علينا الله وبارك هذه الثورة، فإن كتب الله لهذه الثورة النجاح والعبور إلى بر الآمان لابد أن يأتى بأيدينا وليس بأياد خفية أو غربية، دعوا المؤامرة جانبا، واصنع بنفسك درعا بشريا ضد أى شخص يهدم وطنك بجهل أو عمد.
وإذا رأيت نفسك يوما متشائما.. تذكر هذه الأيام العام الماضى بعد أن كنا نعيش حالة يأس سوداء بعد انتخابات مزورة ومستقبل مظلم لا ينبئ بخير، إلى أن حدثت المعجزة وكنت أنت سببا فيها وأحد أعمدتها، فتأكد أنك ومن حولك قادرون على استمرار البناء ووأد الفتنة، اطفئ نار الضغينة فهى وإن حرقت مخالفك فى الرأى فإنها حتما ستحرقك أيضا.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

جرعة امل

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

مين يسمع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة