المجنى عليه "شكرى" هو شاب بسيط يعمل كفنى كمبيوتر، وتصليح الهواتف المحمولة، وذلك بعد حصوله على دبلوم تجارة، يشهد له جميع الجيران والأهل والأصدقاء بحسن الخلق وحب الناس، وأنه من أسرة ذات مستوى متوسط كان والده يعمل مساعدا ممتازا بمباحث أمن الدولة، كما أجمعوا على أنه شخصية خجولة وناجح فى مجال عمله، وهو الأمر الذى كان يدفع العديد من أصحاب المحال إلى التسابق للعمل معهم فى مجال تصليح الهواتف المحمولة.
"اليوم السابع" التقت أسرة المجنى عليه التى يكسو الحزن وجوهها، وقد تحدثت بصعوبة الأم المسكينة عن آخر لحظات عاشتها مع نجلها حيث قالت "أنا ابنى كان صايم فى يوم الحادث ونزل من البيت علشان يفطر، ولكنه رجعلى جثة هامدة.
وأضافت بصعوبة أن الناس أبلغوها بأن ضابط الشرطة قتل ابنها، وهو الأمر الذى لم تستطع استيعابه فى البداية، حيث وقع عليها الخبر كالصاعقة خاصة أنه كان أمام أعينها قبل ساعة واحدة من وقع الحادث".
وأضافت الأم "أنا عايزة أعرف بس ليه الضابط يعمل فى ابنى كده ده أنا لو بينه وبينه تار مكنش انتقم منه بالطريقة البشعة دى" ثم انهمرت الأم فى البكاء ثم استطاعت بصعوبة أن تلملم كلماتها المبعثرة "أنا حتة من قلبى اتقطعت وراحت دا شكرى ده ابنى الصغير ومن أحن وأطيب الناس فى الدنيا، إنما لو كان ابنى مشاغب كنت هقول يروح فى ستين داهية ومكنتش هنزل دمعة عليه".
تركنا الأم لدموعها التى لم تتوقف كلما ذكرت اسم ابنها، وبمحاولة التحدث إلى الوالد كان بكاؤه لا يتوقف، مرددا جملة واحة "إن شاء الله ابنى فى الجنة".
أما شقيقة المجنى عليه فقالت "أنا أخويا كان قلبه حاسس إنه هيموت قبل الحادثة بكام يوم سألنى هى الخطوبة بتتكلف كام فردت عليه وليه بتسأل هل لديك عروسة فأجابها آه عندى بس مش من هنا من بعيد أوى"، موضحة "أنا اخويا هيتجوز فى الجنة ونحتسبه شهيدا عند الله".
كما التقت "اليوم السابع" عددا من جيران وأصدقاء المجنى عليه الذين أجمعوا على حسن خلقه ونجاحه فى عمله، مشيرين إلى أنه لم يدخن طوال عمره ويتمتع بصفة الخجل.
الوقعة كاملة رواها لنا "سيد" شقيق المتهم، وذلك حسبما أكدها له عدد من شهود العيان، حيث أكد أن البداية كانت أثناء مرور شقيقه بالمصادفة بالقرب من نقطة شرطة النهضة إلا أنه فوجى بالملازم أول "محمود. ا" يستوقفه ويطلب من بطاقته الشخصية، وهو يسبه بوالدته قائلا له "ورينى بطاقتك يا ابن كذا"، وهو الأمر الذى أثار استياء المجن عليه الشديد بسبب الحب والتعلق بوالدته وسبه هو الآخر والدته فقابله الضابط بصفعة على وجهه فقام المجنى عليه بصفعه هو الآخر.
وأضاف أن الضابط أخرج "طبنجة " من طيات ملابسه، فحاول المجنى عليه الهرب حيث جرى فى الشارع إلا أنه سقط أرضا بسبب تزحلق قدمه لوجود مياه على الأرض ناتجة من انكسار ماسورة مياه، وعقب سقوطه أمره الضابط بالوقوف وبمجرد وقوفه على بعد 3 أمتار من الضابط، وجه إليه عيارا ناريا أصاب صدره وبمجرد أن وضع القتيل يده على مكان الإصابه سارعه الضابط بإطلاق طلقة أخرى أصابت صدره بجوار الطلقة الأولى، ثم هرب الضابط بينما تم نقل المجنى عليه إلى المستشفى، حيث لفظت أنفاسه الأخيرة.
وأشار إلى أن الضابط ذكر أمام النيابة أنه أثناء تواجده فى القسم وجد خلافا بين عريف الشرطة والمهندس وفوجئ بالثانى يطعن عريف الشرطة بسكين استخرجها من طيات ملابسه، فحاول إمساكه، إلا أنه تمكن الخروج من القسم فطارده ففوجئ به يحاول طعنه أيضا فأطلق أعيره نارية من سلاحه الميرى.
إلا أن شقيق المجنى عليه قد قدم لـ"اليوم السابع" مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قدم دليل كذب رواية المتهم، وذلك بتقديمه بطاقة المتهم الصادرة فى نوفمبر الماضى، وهو ما يدل على أنه لم يتوجه إلى القسم لتحرير محضر بفقدان بطاقته، وعليه يترتب كذب الرواية ككل.
وأضاف أن الضابط المتهم سىء السمعة، وفى الوقت ذاته أكد أن عددا من ضباط قسم النهضة يشعرون بالحزن والأسى على مقتل "شكرى" حيث إنه كان على صلة مع بعضهم لتصليحه هواتفهم المحمولة.









