طالب الدكتور محمد عزت آمنة بضرورة وضع خطط دورية وحديثة للطوارئ تجنبنا لحدوث أى واقعة قد تؤدى إلى تدمير وثائق الدولة المهمة وأرشيفها وتراثها، مؤكدا ضرورة أن تعمل الدول التى تمتلك وثائق مهمة على ابتكار دائم لأساليب حديثة لحفظ وثائقها، مشيرا فى بحثه الذى شارك به فى فاعليات الجلسة الثالثة من اليوم الأول لمؤتمر "الأرشيف والثورة" التى تنظمه دار الكتب والوثائق القومية أن التخطيط للطوارئ والأزمات للوثائق هو أهم ضلع من أضلاع مثلث الحفاظ على الوثائق، ولعل أول ضلع يتمثل فى أساليب الحفظ، والثانى إدارة الوثائق والأرشيفات.
وعلى جانب آخر عرض الدكتور راضى محمد جودة فى بحثه لأهمية ارتباط اسم محافظة السويس بالبطولات والثورات وتميز شعبها بالبسالة والصمود والمقاومة، ساردا تاريخها منذ حرب العداون الثلاثى عام 56 وحتى ثورة 25 يناير 2011.
وشبه دور السويس فى الثورة المصرية بمدينة درعا وسيدى أبو زيد فى الثورتين التونسية والسورية، حيث قدمت العدد الأكبر من الشهداء والمصابين بالنسبة لعدد سكانها ومساحتها، مشيرا إلى أن أهالى المحافظة هم أصحاب الدعوة لأول جمعة باسم "جمعة الشهداء".
فيما عرض الدكتور قاسم أبو حرب الفلسطينى، لأرشيف الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة فى السجون الإسرائيلية، مؤكدا أن المعتقلين الفلسطنيين عانوا كثيرا داخل السجون لمحاولة توثيق ما يحدث بالداخل، مشيرا إلى أن هذا وإن دل فيدل على إصرارهم على البقاء ورفضهم إندثار وقائع مهمة تكون فى صالح استقلال دولتهم.
ولم يغفل أبو حرب فى بحثه الإشارة إلى ما أطلق عليه "أدب الأعتقال"، مؤكدا أنه كان له الدور الأبرز فى توثيق الحركة الوطنية الأسيرة، وحكاية الفلسطينى الأسير حيث أن التجارب الأعتقالية التى كُتبت داخل السجون هى أصدق أنواع الكتابة.
وتضمنا مع ما قاله أبو حرب فى بحثه طالب أحد الباحثين بدار الوثائق بضرورة إنشاء مكتبة وطنية فلسيطنية ولو فى المهجر لحين استقلال دولة فلسطين، مؤكدا ضرورة أن يطالب القائمين على البحث فى مجال الأرشفة اقامة هذه المكتبة من اليونسكو، خاصة أن فرصتهم الآن أصبحت أكبر بعد انضمامهم رسميا لها خلال الشهر الماضى.
وتدليلا على مع ما قاله أبو حرب فى بحثه عرض الدكتور محمد صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية لحالتين من أصدقائه الذين كانوا يدرسون معه بالجامعة ممن تعرضوا للقهر والتعذيب بالسجون، كان أولها صديقه الفلسطينى عبد الرءوف يوسف حيث كان يدرس معه بجامعة القاهرة وكان يكتب الشعر وفى نفس الوقت يعمل بإذاعة فلسطين التى كان مقرها بيروت وتعثر فى الدراسة كثيرا بسبب عمله، هذا، لافتا إلى أنه ألتقى به قبل اعتقاله بيوم، كان زميلاً له بالجامعة فكان شاعرا ورساما، وتعثر فى الدراسة لأنه كان يعمل بإذاعة فلسطين وهجم على بيته وتم اعتقاله بتهمة انه ينظم لتدمير الدولة الفلسطينية، وحكم عليه بالمؤبد وكلما ذهب إلى أى جهة يطالب بإتاحة الفرصة لتعليم أولاده إلا أنه فشل فى ذلك، ولم تتح لأولاده فرصة التعليم وهم مقيميون ببيروت نظرا لأنهم لا يحملون إقامة.
أما الحالة الثانية التى ذكرها عرب كانت لصديق له أيضا وكان من الدارسين معه فى الجامعة وهو محمد رجب من ليبيا كان لديه موهبة الغناء والعزف على العود، كان شديد النقد والحماس والجرأة ورغم إيمانه بالثورة الليبية التى كان يدعى القذافى أنه زعيمها، إلا أنه كان دائما ما ينتقد القذافى ولم يثق فيه، مؤكدا أنه لم يكن وقتها يعرف ما سبب هذا النقد للقذافى وذات مرة علم أنه تم اعتقاله، وكلما ذهب إلى ليبيا وسأل عنه يقولون أنه مات وعندما شأت الاقدار وعرف طريقه وجدته يجلس كرسى متحرك، قائلا فى ختام كلامه هكذا يبدأ الثوار وطنيين وينتهى بهم الحال خونة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة