وليد طوغان

كلمة السر " كنتاكى " !

الخميس، 22 ديسمبر 2011 09:48 م


انكار تمسك قطاعات كبيرة في الشارع بالمجلس العسكري في الحكم ، علي الاقل الان ، جحود . ووصف المحسوبين علي الثورة اصحاب الراى الاخر ، بالماجورين ، جمود ، وعودة للخلف ، ومخالفة للحريات التي يطالبون بها المجلس العسكري .
لم تعد القضية بقاء المجلس العسكري ، او مغادرة المجلس العسكرى . القضية فى توجهات الشارع " الثورى " تجاه اي سلطة ، وتصورات النخبة تجاه اي مجموعة علي راس السلطة بعد يناير .
تطورات تاريخية و سياسية ، انعكست علي المجتمع المصري كالمراية ، حولت المعارضة الدائمة لاى سلطة الى مرادف للنضال . حتى ان الثوريين استقبلوا اتهامات النيابة لصاحب دار " ميريت " بالاستهجان ، بينما قابلوا احتراق المجمع العلمى بالتساؤلات عن اهميته ، مقارنة بدماء الشهداء .
مقاومة السلطة ، مهما كان الذي علي راسها ، بدت فرض عين لدي قطاع ، حشر نفسه ، وركب على ضجر المصريين من النظام السابق ، وسلبيات اخرى شابت الحياة فى مصر ، ليس خلال حكم مبارك ، انما خلال الفترة ما بعد ثورة يوليو .
الملاحظة ان كثير من المحسوبين على يناير ، بعدما سنحت الظروف ، بدأوا في ممارسة نفس ما اخذوه علي النظام السابق . فجنحوا الى الحجر علي الراي الاخر وتخوينه ، ثم قطعوا تذاكر ذهاب فقط ، فى رحلة البحث عن مصادر خارجية قالوا انها تمول اصحاب الاراء المخالفة .
ثائرة بنت ثائر قديم مثلا ، سبت الدين علي حسابها علي تويتر للذين لا يرون في رايها تجاه المجلس العسكري الصواب . وسب ابوها هو الاخر الدين للمخالفين ، ووصفهم بالخونة ، والعملاء ، بينما تباسط طبيب مثقف ، فتعالي فقط علي المناهضين لارا ئه ، ووصفهم بالجهلة !
ربما لم ننتبه للان ، الى ان فساد النظام السابق ، كان يقابله فساد اجتماعي ايضا . سقط النظام ، ولم يسقط الفساد الاجتماعى . ذهب مبارك الديكتاتور ، فداهمنا مليون ديكتاتور .
ليس صحيحا ان حكم مبارك هو الذى تسببت في فساد المصريين . فالثلاثون عاما في عمر المجتمعات لدى خبراء الاجتماع ، مثل خمس دقائق في عمر الافراد ، و الدقائق لا تربي عادات ، لذلك ، فثلاثون عاما لاتكفي وحدها لتاصيل فكر وسلوك شعوب .
الانقلابات الاجتماعية بعد ثورة يوليو ، و هزيمة عبد الناصر ، ثم انفتاح السادات ، مع طول فترة حكم مبارك ، وتفاصيل اخري متشابكة هي التي اثرت في المصريين . وهي التي انزلت بهم عقيدة العيب في النظام الحاكم باستمرار ، بينما الشارع ظل لديهم بريئا باستمرار ايضا ، رغم ان هذا لم يكن صحيحا احيانا كثيرة .
مزاحمة النشطاء لاصحاب الاراء المخالفة الان ، ورغباتهم في فرضها واحتكارهم وجهات نظر باعتبارها مسلمات مؤشر على فساد اجتماعى . فالفساد ليس رشوة ، ومحسوبية ، واستغلال نفوذ فقط . و سب طبيب ثائر الناس في الشارع لاستداكهم لارائه فساد . والفساد وصف ثائرة شابة ، بنت ثائر عجوز الذين لم ينزلوا الشارع للاشتباك مع الجيش بلفظ دارج في الشارع ، ينفي الرجولة عن الرجال . هى كتبت اللفظ بتعبير الشارع علي حسابها علي تويتر بلا حياء ، ولا خجل ، مع ان الحيا ء شعبة من شعب الايمان ، والثائرة محجبة .. عفة وطهارة .
اعرف ثائرا اخر ، كتب في عموده الصحفى ، مفضلا الاحتلال علي حكم المجلس العسكري ، مع ان الاحتلال احتلال ، وربما عاطفته الجياشة ، اعمته بحيث لم يعد يعرف معنى الاحتلال . ربما اخذته الجلالة الثورية ، لكن هذا ليس مبررا . واعرف ثوارا بالتحرير بارادتهم ، وصفوا الذين نزلوا العباسية بارادتهم ايضا بالمتظاهرين نظير مال ووجبات طعام ، مع ثوار التحرير كانوا نفس الاشخاص الذين قلبوا الدنيا لما وصف نظام مبارك الذين اعتصموا في التحرير ضده ، بالماجورين ، نظير دولارات ووجبات كنتاكي .
واضح ان كلمة السر " كنتاكي " ، والفساد الاجتماعى المستشرى ، هو الذى حول الاتهامات بالوجبات " الديلفرى " الى كرة بينج بونك يضربها بقوة كل منا في وجه الاخر ، ويستخدمها كل فصيل سياسى او صاحب راى فى شتيمة الاخر ، وللشماته فيه واتهام .
تسليم المجلس العسكرى للسلطة ، الان ، والان تعنى امس ، حسب التعبير الامريكى ليس مطلبا شعبيا . بالعكس ، حال الاستفتاء ، الاغلبية ستكون ، ليس الان ، ولا امس . ليست رغبة فى بقاء العسكريين ، انما طلبا للامان ، ورغبة فى الوصول الى استقرار سياسى ، وقرفا من مزايدات من قالوا انهم ضد الديكتاتورية ، ثم خرجوا يمارسون ديكتاتورية مخلوطة بقلة الادب ، وبلا حياء .. مع ان الحياء ، شعبة من شعب الايمان .. والثائرة بنت الثائر .. محجبة .. عفة وطهارة !!


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة