"تعددت الأحداث والسور واحد".. جملة تعكس الحيلة التى تلجأ إليها قوات الجيش بعد أى حادث تشهده البلاد للفصل بين المعتصمين أو المتظاهرين وقوات الأمن المركزى أو قوات الجيش لمنع تبادل الاعتداءات فيما بينهم، أو إلقاء المولوتوف والحجارة على بعضهم البعض.. "الحواجز والأسوار" كانت الحل لأى اشتباكات تقع بين الطرفين، والتى عادة ما يتم اختراقها من جانب المعتصمين، بل وهدمها حتى لو كانت خرسانية مثلما فعل المتظاهرون بـ"سور" السفارة الإسرائيلية.
بداية إقامة الحواجز الخرسانية والأسوار كمحاولة لفض الاشتباكات ومنعها، كانت بحاجز خرسانى بطول 3 أمتار أعلى كوبرى الجامعة بالجهة المقابلة لمقر السفارة الإسرائيلية، بعدما كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة أحد المقاولين بإقامة تلك الحواجز، نظرا للمخاوف التى انتشرت ذاك الوقت من تجدد المظاهرات المطالبة بطرد السفير الإسرائيلى والاعتصام مجددًا أمام السفارة وحدوث أعمال شغب، جنبا إلى جنب لتواجد قوات الشرطة العسكرية بكثافة أمام مبنى السفارة، ووضع الحواجز الحديدية والمتاريس والأسلاك الشائكة.
الأمر الذى استفز المعتصمين أمام السفارة، ما دفع آلاف المعتصمين للتعبير عن غضبهم مما ارتكبته قوات الاحتلال من انتهاكات على الحدود مع مصر وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلى وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، منددين بمقتل الضابط والجنود المصريين، وقام الشباب بإزالة بعض الحواجز الخرسانية المحيطة بمقر السفارة وحرقوا العلم الإسرائيلى.
وتوالت بعدها الحواجز الخرسانية فى الشوارع المحيطة بميدان التحرير بعد أحداث شارع محمد محمود، ومحاولات اقتحام وزارة الداخلية وتزايد حالة الاحتقان بين المتظاهرين وقوات الجيش بعد فضه لاعتصام بعض أسر الشهداء ومصابى الثورة بالقوة فى الميدان، فشهدت شوارع محمد محمود و"الشيخ ريحان" و"قصر العينى" وضع 3 كتل خرسانية بعد عمليات الكر والفر المتواصلة بين المتظاهرين وقوات الجيش فى ميدان التحرير، وتبادل المتظاهرين وقوات الجيش التراشق بالحجارة، حيث قامت قوات الجيش بوضع كتل خرسانية لتكون جداراً عازلا بين الجيش والمتظاهرين لحماية المنشآت الحيوية، وأولها كان وضع الكتل فى ميدان التحرير جدار بشارع محمد محمود، وبعد ذلك أحيط الميدان من ناحية مدخل قصر العينى بثلاث كتل خرسانية أولها جدار شارع الشيخ ريحان لحماية وزارة الداخلية وثانيها جدار شارع قصر العينى لحماية مجالس الوزراء والشورى والشعب.
والأحداث التى تشهدها مصر هذه الأيام لا تمنع التوقعات بوضع كتل خرسانية جديدة فى شوارع القاهرة، فرغم أن السفارة الأمريكية تم إزالة الحواجز الحديدية والخرسانية من أمامها بحكم قضائى، إلا أن شوارع القاهرة أصبحت بديلا لمواقع الأماكن الأمنية الممنوع الاقتراب منها أو التصوير.
الجيش يحبس مصر بين الأسوار.. شوارع"التحرير"تمتلئ بالحواجز الخرسانية
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011 10:46 م